أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - إسرائيل ليست مزحة














المزيد.....


إسرائيل ليست مزحة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 11:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


أنا لا أقول إلا الحقيقة,وليقل لي أحدكم متى كانت فلسطين عربية إسلامية إلا منذ ظهور الإسلام؟ كيف مثلا نؤمن بهذا وبنفس الوقت نريد الاستشهاد على أرض فلسطين بحجة أن اليهود يحاولون تهويدها,لقد كانت في يوم من الأيام يهودية وآرامية وسريانية ولم تكن عربية إلا منذ 1500 ألفٍ وخمسمائة عام وحتى أقل من ذلك وكانت طوال عمرها يهودية وأسماء المدن والقرى التي ما زالت قائمة إلى اليوم تشهد على ذلك,وقد كتبت عن تلك الأسماء في إحدى مقالاتي من على هذا المنبر,إن الإسلام قد اعتدى على بلاد الشام واحتلها بالقوة وغيّرَ أسماء بعض المدن والقرى من آرامية إلى عربية وغير ديانة وثقافة السكان من مسيحية ويهودية إلى إسلامية وبالتالي الإسلام هو الجسم الغريب في المنطقة وليس إسرائيل,فإسرائيل(يهودى والسامره) كانوا هم أصحاب هذه الأرض التي نقول عنها بأنها أرض الحشد والرباط,وما الإسلام إلا محتل ومستعمر استعمر هذه الأرض وحولها تدريجيا إلى أراضٍ عربية إسلامية خلال 1400عام على أبلغ تقدير,ويجب أن نؤمن إيمانا راسخا بأن أصحاب الأرض جاءوا اليوم للمطالبة بحقهم في وطنهم الذي طردوا منه على حين غرة.


إسرائيل على أرض الواقع حقيقة يجب علينا أن نعترف بوجودها,وهي ليست مزحة أو نكتة أو كاميرى خفية بل هي دولة تحاول استعادة جذورها التاريخية ويجب أن تنتهي المقولة التي تقول بأن اليهود هم الشعب الوحيد الذي يملك تاريخا ولا يملك شعبا,وكان من أكبر الأخطاء التي وقع فيها الإسلام هو خروجه من الجزيرة العربية وفتح بيت المقدس وطرد اليهود والمسيحيين من أراضيهم وكانت هذه المشكلة أو المعضلة الكبيرة التي درج عليها معظم الحكام والخلفاء لنجد اليوم الشعب اليهودي يحاول استعادة مكانته وأرضه التي سلبها منه الإسلام وغير الإسلام,وإن اليهود كانوا فيما مضى هم السكان الأصليون لمنطقتنا أما الإسلام فإنه هو الذي كان معتديا على أراضي غيره بالقوة وعملية أسلمة فلسطين أو بلاد الشام كلها كانت عبارة عن أسلمة المنطقة وتعريبها وبهذه الحالة لا يمكن أن نقول اليوم بأن اليهود يحاولون تهويد البلاد العربية إنهم من الناحية المنطقية يحاولون استعادة ما سلبهم إياه الإسلام وغير الإسلام.

إننا اليوم لا نملك الحق الشرعي في وقف إسرائيل عن البحث في المسجد الأقصى في القدس عن جذورهم التاريخية ومعابدهم القديمة فإسرائيل كانت فيما مضى شعبا وأرضا ودستورا حقيقة واضحة مثل عين الشمس,وهذه الأرض هي التي نمشي عليها اليوم ونحن نقول بأنها عربية إسلامية ونغفل وندير ظهرنا للتاريخ الحقيقي,إننا نحاول أن نكذب على أنفسنا ونصدق الكذبة التي نكذبُ فيها على أنفسنا فهذه الكذبة لن تكون طويلة وسيأتي يوم يقف فيه اليهود على مرتفعات جلعاد(السلط) للمطالبة بإرثهم التاريخي الذي سلبهم إياه الاستعمار الإسلامي,ولست أدري كيف نؤمن بأن بلاد الشام تم فتحها واحتلالها وطرد سكانها الأصليين منها وبنفس الوقت لا يؤمن الأغلبية من المسلمين بأن ما فعله الإسلام كان اعتداء على أراضي الغير بالقوة وبنفس الوقت كان هذا العمل استعمارا إسلاميا!!!كيف نؤمن بذلك وبنفس الوقت نريد أن ندافع عن فلسطين بحجة أنها عربية علما أنها ليست عربية في شيء بل هي أرضٌ استعمرها المسلمون العرب وطردوا منها السكان الأصليين وتم تشريدهم هنأ وهناك علما بأنه لا يوجد للعرب حقٌ في الأرض التي أقام عليها اليوم اليهود دولتهم الحديثة.

منذ متى كانت إسرائيل عربية؟إنها فقط منذ ظهور الإسلام وتوسعه وتغلغله في بلاد الشام بغير حق بحجة أن هؤلاء الغزاة يريدون نشر الديانة الإسلامية على حسب أوامر تلقوها من الله علما بأن الله في القرآن الذي هو اليوم بين أيدينا لم يأمر المسلمين بفتح بيت المقدس وتحويل المنطقة من الديانة المسيحية واليهودية إلى الديانة الإسلامية وأيضا تحويل اللغة من سريانية وعبرية وآرامية إلى اللغة العربية.

إن الأرض التي يقفُ عليها اليوم بعض الناس مدافعين فيها عن العروبة والإسلام لم تكن في يوم من الأيام إلا عملية سلبها ونهبها من أصحابها الحقيقيين,ودخول الإسلام إلى بلاد الشام كان خطئا تاريخيا كبيرا ولو أبقى الإسلام عليها وتركها لأصحابها الحقيقيين لَما حدث اليوم الذي حدث لأن صاحب الحق لا بد أن يأتي في يومٍ من الأيام ليطالب بحقه حتى ولو بعد 1500 عام أو حتى ألفي عام.

لا يمكن لنا أن نغطي الشمسَ بالغربال أو بعملة نقدية معدنية صغيرة,فالإسلام هو الذي اعتدى على أراضي غيره بالقوة وهو الذي أسلم المنطقة وعربها بالقوة وبالتالي أصحاب الأرض الحقيقيين من يهود ومسيحيين اليوم يريدون العودة إلى بيتهم الذي طردتهم منه ذات يوم زوجة أبيهم,ويجب أن يعود الحق إلى أصحابه أو أن تلغى كافة الديانات ويتم مسحها عن أرض الوجود لتعم الحياة المدنية ودولة القانون والمؤسسات,وأن تكون الحياة العصرية هي المعترف فيها بين جميع سكان المنطقة.

ولست أدري أو مما يثير استغرابي ودهشتي هو استبسال بعض الناس في الدفاع عن القدس وهم يعلمون بأنها ليست أرضا عربية ولم تكُ في يومٍ من الأيام إسلامية بل كانت يهودية ومسيحية وعملية الفتح الإسلامي بحجة طرد الصليبيين منها هي التي أدت إلى تعريب المنطقة وتحويلها إلى إسلامية.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان طيب وشرير في نفس الوقت
- المشاعر والأحاسيس من وجهة نظر رواقية
- درس من الإنجيل
- الغنوصية
- الاستثمار في الإنسان
- الحلاج الفقير الذي تكرهه الناس
- الحج عن المعضوب
- مبروك...مبروكه ..وطقومة قزاز
- سلمان المُحمدي
- الأفكار الكبيرة تبدأ من بذرة صغيرة
- ما حدى مرتاح
- المرأة مثل البهيمة عند العرب
- مبسوط جدا
- شكل الربيع العربي
- الانبراطورية السنية السلفية السعودية
- العقلية اليهودية صالحة لكل زمان ومكان
- اليهودية الإصلاحية
- أبحثُ عن ولدٍ ضائع
- أحذية المصلين في المساجد
- الشيطان يخاف من الإنسان ولا يخاف من الله


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - إسرائيل ليست مزحة