أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - خلف المتعارف عليه














المزيد.....

خلف المتعارف عليه


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 10:24
المحور: الادب والفن
    



من الضرورة بمكان أن نشير إلى أن التأطير النصي للسرد القصصي للقاصة المبدعة رجاء الربيعي ، يتبنى الصلات الواقعة بين الذات والموضوع بعملية حث لفعالية الفكرة التي تتجه قدماً إلى المتلقي ، إذ إن من علامات السردية الفاعلة ، أن يعي المتلقي على من يتحدث السارد ، من خلال عدة مرجعيات في القصة القصيرة جداً ، التي بنيت على لبنات الإيحاء الموضوعي للنص ، وما يلفت النظر في قصص المبدعة رجاء الربيعي ، أنها مسكونة بالوجع المتواصل ، فالعنوانات تشكل بحد ذاتها نصاً موجعاً ( صناديق الجثث / لعبة الأقفال / رحلة مع الأشباح / إنتظار / رسام الوهم / شباك بالانتظار ... إلخ ) إذ إن العنوانات هذه يمكن عدها مرجعيات مشهدية ، لواقع مشاهد ، ولاسيما إذا سلمنا بأن أفكار الإنسان تكون دائما مشفوعة بالصور ، وتأسيساً على هذا جاءت هذه القصص ذات مستويات تقنية مشهدية ، تمسك بتلابيب المتلقي ، من خلال التوصيفات والتفصيلات ( حين بدأ قرص الشمس بالنزول خلف المدى ، وأصبح لون السماء يميل إلى الإحمرار ، وكأنه قد تلون بألوان الخوف ) إن المسحة اللافتة في هذا المقبوس السردي ، هو الاستعارة ( ألوان الخوف ) إذ جعلت المعنوي ( الخوف ) مجسات الحسي ( ألوان ) لتحمل دلالة إشارية أولى ، إلى نهاية ذات جو سوداوي قاتم ( بكت ، وبكى الناس على شهداء كنيسة النجاة ) فالقاصة تحرص على تكثيف الواقعية ؛ حرصاً منها على إظهار همين : الأول الهم السياسي ، والآخر الهم الاجتماعي فضلاً عن أن القصة القصيرة جداً سرد نثري موجز ؛ فالسرد هو عقد وفعل ( كل الأبواب أمامي الآن مغلقة إلا باب القبر ، فهو مفتوح للجميع ) فبطل القصة ينفث في مكبوتاته بالحديث النفسي ، ضمن مفارقة ، تتسرب إلينا بمقارنة بين أبواب الحياة المغلقة لهذا ، والمفتوحة لذاك إلا باب القبر ، الذي سيبقى مفتوحاً للجميع بدون استثناء ، إنها ثنائية الحياة والموت ؛ حيث الضعف الإنساني الذي يختبئ في النص ( سأنتظرك على ناصية قلبي ، في إحدى محطاته ، فلا تتأخر ؛ لأنك ملاذي الآمن ، معك أعيش طفولتي الحالمة ، هذا ما أتذكره من طفولتها ، التي انتهت بفراقه ) إن فعالية الانتظار هنا ، هي فعالية وجدانية محضة ؛ لأنه ـ الانتظارـ يخرج عن جغرافية المكان ، ليلج جغرافية القلب ( على ناصية قلبي ) ضمن مستحثات النهي للمنتظر ( فلا تتأخر ) إذ يعلل هذا النهي على عدم التأخر ( ؛ لأنك ملاذي الآمن ) لكن هذا الملاذ الآمن ، لن يعود أبداً ؛ نظراً للتحولات الحادثة ؛ فقد اقترنت نهاية الطفولة ( التي انتهت بفراقه ) برحيله . تجمع القاصة المبدعة رجاء الربيعي الواقع المشتغل بالألم ، فتحيله الى خطاب نسقي يرتبط بالإنسان المحلي ، فلم تجمع في نصوصها السردية بين الذات ومحيطها جمعاً قسرياً ؛ ذلك من أجل إدراك الحقيقة ، ضمن صياغات أسلوبية ، تعتمد على لغة واضحة تنتظم فيها اللغة المستعملة ، من خلال استجماعها لتجربة الواقع واطراداته ، وفسلها في تربة الفكر ؛ لتحقق بذلك ما يراد من النص من مفهوم ومن ذلك عرف نيتشه المفهوم بأنــه( فكرة في كلمة ).



#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شمعة الشعر ومصباح النقد
- الصورة المركبة في قصيدة مشهد نهايته انتحار
- المتعاليات النصية في قصص ثورة عقارب الساعة
- مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي
- المرأة في شعر زهير بردى
- قصيدة النثر ومعطلات التعبير
- التحقيب السردي عند القاص حسين رشيد
- ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال
- الذي رأى الاعماق كلها
- الصورة المشهدية في مجموعة مدن وحقائب
- صورة الرجل الفنية في مجموعة الليلة الثانية بعد الالف
- بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا
- عشاء لملائكة نظرة نحو الوجود وتأسيس الذات
- مع الجاحظ على بساط الريح سيرة قصصية للفتيان
- مؤسسة شهداء ديالى صورة للتناغم الابوي
- تجليات التناص في شعر إبراهيم الخياط
- الزواج من موظفة حلم الكثيرين
- هيثم بردى يؤرخ للأدب السرياني
- مؤسسة شهداء ديالى و(العرف الفوك)
- تراتيل على دم الشهداء


المزيد.....




- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مثنى كاظم صادق - خلف المتعارف عليه