محمد الزهراوي أبو نوفله
الحوار المتمدن-العدد: 4086 - 2013 / 5 / 8 - 21:27
المحور:
الادب والفن
صَنَم
كأيِّ
نبْعٍ فـي
غُرْبَتِهِ الصّوفِيّةِ
أنا مولَعٌ
بِهذا الصّنَم .
أُطْعِمُه جوعَ الحُبِّ
وتفْضَحُفي القَصيدَة.
فأيْن يرْحلُ أوْ
يَفِرُّ مِنّي أيُّها
الْعادِيّاتُ إذْ
يَليقُ بالْياقوتِ
بالْحريرِ وعُرْيِ
الوَرْدَةِ وما
انْفَكّ يُغْريها
بِوَطَنِ العراءِ..
بِخمْرَةِ الرّفضِ
والوَجَعِ الـمُر .
وَهُوَ بِلا زادٍ
يَسيُر يتأبّطُ خُبْزَ
الرّحيلِ رُبـّما إلـى
قِبابِ الوَجْدِ البَعيدةِ .
مَنْ يَرْغَبُ فـِي
رُؤْيَةِ الْمشْهَدِ ..
يُريدُ أنْ يَكونَ
ضَيْفاً على البَحْرِ
ومَنْجَمِ الذّهَبِ؟
إنّهُ الْجَمالُ
الرّحْبُ يهْرُبُ
مزْهُوّاً بِوَقارِهِ
الْمُتَهتِّكِ ..
بيْنَ الْجَوارِحِ
الْمُتَوَحِّشَةِ والسّيولِ
ويَتَفحّشُ فـي
ضحْكَتِهِ الكَوْنِيةِ..
رغْم قَوامِه السّقيمِ.
ياما رَوانا ..
نَدىً وخَمْر .
وكَدِفْءٍ يُذَوِّبُ
الثّلْجَ صارَ يَلْعقُ
كُلّ أشْيائِها حتّى
غاصَ فـِي الْعُمْقِ
ونالَ الْكَثيرَ مِنَ
جيدِها ورِدْفَيْها
كأميرٍ قرْمزيٍّ ..
على الْحُرِّيةِ
و الرِّياحِ وأعالـِي
الْبِحارِ بِضَراوَةِ
فِكْرِهِ الزّاخِر بالأضْواءِ
وصَهيلِ الْجِيادِ .
وإنْ تَمّ لكَ
هذا أيُّها الحجَرُ
الْمقْروحُ الرّوحِ
ورَأيْتَ ما يفْعَلُ
بِحَجَلِها وحَيائِها
الْمَليكِ كصُعْلوكٍ
سوْفَ تُشْفى
ويَزولُ عنْـكَ
ضَمَأُكَ الأخّاذُ
الّذي لا أحَدَ
يَراهُ إلاّ لِحِكْمَةٍ
أوْضَرورَةٍ قُصْوى.
فَهُوَ الّذي يُعَذِّبُ
أوْ ما يُخَلِّصُ
مِنْ كُلِّ الآلامِ.
إنّهُ جاهِزٌ أبَداً
لِلْحصادِ والشّبَقِ
الْموْسِمِيّ ويُطالِعُكَ
كنَهارٍ فَخْم..
كهُمومِ المُتنَبِّئِ أوْ
كَما جُرْحِ المَسيحِ.
إنّهُ سِدْرَتـي ..
إلَيْه دَعانـي الهَوى
وَأنـا مِنْ
كَمالِهِ أتعَذّبُ .
وإنْ يهْجُر ..
أوْ يهْربُ مِنّي
فلَنْ أعْبُدَ ما
عداهُ إلـى آخِرِ
الشّوْطِ أوْ ..
نِهايَةِ المسير.
وحتّى يَموتَ
حُزْنـِيَ الْمُقيمُ ..
فَلِلْغاوينَ أكْتُبُ
هذا القَصيد.
وَذلكَ لأنّ
الجمالَ ياسادَتـي
مَليكُنا المَجْنونُ.
ولَوْلا هُوَ..
أنا ما عَشقْتُ
حورَ الْعُيونِ ولا
الَبيضَ الْحِسانَ.
آهٍ مِن قسْوَتِهِ
فَهُو مكانُ
الْبُعْد والتّعبُّدِ
وهُو صَديقي أنا.
يشّدُّنا معاً عَلى
طَريق الفَجْر ..
حَتّى الوُصول إلـى
الْعُيونِ المؤْنِساتِ
وتُفّاحٍ أحْمَر
وَفِجاجِ الْـمُنى ؟
#محمد_الزهراوي_أبو_نوفله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟