أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟















المزيد.....

مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟


طاهر مسلم البكاء

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 22:27
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لمصر مميزات واضحة كالموقع المتميز والتاريخ والحضارة كما أنها ،في العصر الحديث ،كانت بداية التنوير الذي أنتشر على ماجاورها من بلاد الاسلام ،وقد أنجبت العديد من رجال العلم والادب ممن كان لهم دورا" بارزا" في حركة النهضة العربية والأسلامية .
وبنظرة سريعة الى صفحات التاريخ القريب نجد أن مصر كانت مستهدفة دوما" ، ففي عهد محمد علي ( مؤسس مصر الحديثة ) شنت دول أوربا حربا" ضد مصر من أجل أخضاعها ،وكانت تحالفاتها تلك شبيهة الى حد بعيد بتحالفاتها الحالية .
وأزداد تكالب الدول الكبرى آنذاك على مصر بعد فتح قناة السويس وبروز أهميتها في التجارة العالمية ،وفي نهاية المشوار تمكنت أنكلترا من الانفراد بمصر ثم أتخاذها قاعدة للأنطلاق نحو أفريقيا ،حيث ظلت تعيش في الظل حتى ثورة عبد الناصر .
وقد تابعنا بلهفة وفرح بالغ أحداث ثورة مصر وحدثها الكبير ،فأخيرا" قالت مصر كلمتها ،شدتنا أحداثها ولانعتقد أن بيتا" عربيا" وأسلاميا" لم يوليها أهتمامه وتمنى لها كما يتمنى لمحيطه ولشعبه ،ولكن كم منّا كان واثق من نجاح هذه الثورة ،حيث أن مصر أكبر بلد مواجه لأسرائيل وبالتالي فالفعل المضاد المتوقع يكون كبيرا"أو لنقل أن الصهاينة وحلفائهم سيقومون بأقصى ما يستطيعون للحفاظ على حليفهم الذي شعروا بظله بالامان ، وحتى بعد رحيل مبارك ، فأننا خائفون مما يخبئه المستقبل ،فماذا بعد هذه الثورات ،وهل تتمكن ثورات ناشئة كثورة مصر ،في ظل العولمة والمتغيرات والتأثيرات الدولية الحالية من الصمود وأثبات الوجود وتدعيم قوة مصر وبالتالي اسناد القضية العربية والأسلامية .
أن الجانب المضاد يخطط ويعمل جاهدا" كمؤسسات ومراكز بحث وأعلام وسياسين وقوى دولية على اعلى المستويات ، مدعوم بأقتصاد ضخم هو من خيرات وموارد العرب المنهوبة ،أما العرب فعلى الأعم الأغلب يسيرون في عشوائية باذلين الغالي وهو دماءهم وأستقرارهم وبنية بلدانهم ولايحصدون ما هو مطلوب حيث النتائج يتمكن الجانب الاخر المعادي من الألتفاف عليها وأحتواءها وتبقى المحصلة في النهاية شبيهة بما بدؤا به أول مرة أن لم تكن أسوء .
لو تجردنا من العواطف وناقشنا أمكانية قيام ثورة مصر بهذا التوالي مع ما حدث في تونس فمن الصعب أن نقنع انفسنا أن هذه الشعوب تعرضت الى ظروف ثورة مماثلة بدون أي محرك خارجي ،ومع إقرارنا أن ابناء مصر هم الذين نفذوا الثورة وهم الذين ضحوا ، فأن مثل هذا الاحتمال ،أحتمال توالي ثورات تونس وليبيا ومصر واليمن وسوريا وانقسام السودان ، كأحتمال تشابه البصمات لبني البشر ،ولانريد أن نغمط قدر هذه الثورات وأمالنا وأمنياتنا بنصرها غير محدودة ،ولكننا في خوف وحذر مما يخبئه المستقبل ،حيث عدم وضوح الرؤية ،ومن حقنا ان نسائل انفسنا لماذا هذه الثورات في بلداننا فقط ،ألا يوجد طغاة في بلدان العالم الأخرى ؟
و ساءت الامور كثيرا" فهناك دول عربية أستخدمت الديمقراطية لتفكيكها وتقسيمها الى دول ،بدلا" أن تكون سبيلا الى وحدتها وقوتها ،وهناك دول أخرى أحتلت بمسميات عصرية ، وكل من يقف في وجه دويلة الصهاينة فأن له علاج اليوم ، فمن فبركة اسلحة التدمير الشامل العراقية والتي دمر العراق من خلالها والى مسرحية المحكمة الدولية والتي حاولوا فيها محاصرة اللبنانيون وتفكيك وحدتهم ،وعلى الرغم من ان القذافي دمر كل اسلحته فلم يعفي هذا ليبيا من التدمير لأجل اقتسام ثرواتها وما هو مستمر اليوم من تدمير لسورية وتهجير أهلها ،وكأننا نرى فلسطينا ثانية في طريقها للتقسيم وكأننا نرى أن حدودا جديدة في طريقها للترسيم لكي ينسى العرب الحدود القديمة التي كانوا ينادوا بها كأضعف الأيمان ، أنها تحديات مصيرية ومفترق طرق فما أشبه اليوم بالبارحة
هناك من يراها مجرد فوضى أو ما يدعوها بالفوضى الخلاقة والتي نظر لها مسؤولون غربيون جهارا ً، والتي من نتائجها القضاء على البنية التحتية للبلد خلال الاضطرابات وهدفها الرئيس تغيير الكادر المسن والهرم والذي وصل الى درجة لايستطيع أن يعطي أكثر مما أعطى ،وهو مهدد في أي لحظة بالتغيير غير المسيطر عليه كما هو عليه الحال في هذه الثورات ، ولهذا فأن اصحاب الفوضى الخلاقة يجدون ان من السهل السيطرة عليها والامساك بالامور والصعود على أكتاف الشعب الثائر ببضع ترهات من امثال الانتخابات والديمقراطية والدستور المفبرك والذي يحتمل تأويلات وتفسيرات حسب الاهواء التي كلما كثرت وتشعبت صعب ألتقاءها ، ثم أقتناص قيادات شبابية كفوءة لتنفيذ توجهات الطامعين المتصيدين ثروات المنطقة واصحاب الأجندات والأستراتيجيات بعيدة المدى فيها ،وهي لاتخدم بلدانها وشعوبها بقدر خدمتها للأجنبي .
ومصر بثقلها الكبير في المنطقة يعيش شعبها ظروف اقتصادية صعبة ،وتكبلها معاهدات لم تاتي لشعبها بالرفاه المطلوب ، فبعد وعود مبارك المعسولة بالرفاه وتحسين الأحوال ، عند أستلامه الحكم بعد مقتل السادات ، أخذ يدعو المصريين الى تحديد النسل لأجل ان تتوفر لهم مساكن ولأجل ان تقلل الدولة أستيرادها للحنطة !وفيما يملك الصهاينة اكبرترسانة نووية في المنطقة بالقرب من حدود مصر فأن مصر لم تفكر حتى باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية على الرغم مما تملكه من طاقات علمية وكفاءات .
واليوم وبعد ثورتها ، تنسحب من محادثات الحظر النووي في جنيف أحتجاجا ً على تترس الصهاينة بترسانه نووية لايثير أحد في العالم موضوعها من بعيد أو قريب وتجد العرب مشغولون بالمفاعل الأيراني الذي تدعي ايران أنه للأغراض السلمية ،ولكنهم لايذكرون المفاعل الصهيوني الذي يهدد وجودهم !ونتسائل في سرنا : هل ان موقف مصر الجديد هو موقف مبدئي تحدده مبادئ الثورة الجديدة في مصر أم انه ذر الرماد في العيون ؟
أن أملنا في شعب مصروكفاءاته التي لايستهان بها و الذي لم يكتفي بالتاريخ العظيم بل قدم أعظم الانجازات في مختلف مجالات الحياة ، أن يحافظ على وحدته وتماسكه،وأن يميز قادته الذين كان لهم الفعل الرئيسي في هذه الثورة ليكونوا هم قادته في دولة المستقبل ، وأن يمنع تسلق الطفيليين على ثورته وأن يتجه بمصر بما يخدم شعبها ووحدته مع امته العربية ودينه الحنيف وأن يخيب كيد الكائدين فوجود مصر قوية موحدة شامخة هو بدون شك قوة للعرب وللأمة الأسلامية .

[email protected]



#طاهر_مسلم_البكاء (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين قصف المفاعل العراقي والأبحاث السوري شجون أيها العرب
- القيادة ... بين المحاصصة والكفاءة
- ديننا الحنيف وفعالهم
- عيد العمال في مدينتي
- تحية للطبقة العاملة بعيدها
- البطالة مشكلة تولد مشاكل أخرى
- لنعود الى منابع ديننا الصافية
- أمير العرب والدين الكنسي الجديد
- البطالة والجنة الموعودة
- قروض العاطلين ..التجربة الأولى
- الصداقة... أروع علاقة
- لنقتل الفتنة قبل فوات الأوان
- العراق .. المطلوب بعد الأنتخابات
- الحكام العرب والأستراتيجية الأمريكية
- قبل صندوق الأقتراع
- احدث حكايات الف ليلة وليلة
- مدارس تعلم الفشل
- التحدي الأكبر للعراقيين
- الأكثر أهمية من الأنتخابات
- تدمير العراق كان هدفا- صهيونيا-


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - طاهر مسلم البكاء - مصر .. موقف مبدئي أم ذر الرماد في العيون ؟