|
لمَاذا لايتعّلم العَرَب لغة الشّعوبِ المُجاوِرة ؟
فرياد إبراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 22:25
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في الصيف زارتنا يوما زميلة من سكنة مناطق وسط البلاد . كانت إحدى زميلاتي منذ زمن الكلية . انها لم تتعلم سوى كلمات بعدد الأصابع باللغة الكردية . رغم انها كانت تقضي العطلة الصيفية بطولها كل عام في كردستان ومصايفها الجميلة . كلمات من قبيل ( وه رره ) أي تعال،(برو) بمعنى (حاجب) وهي تقصد ( بررو- بالراء الغليظة ) بمعنى (أذهب أو أمش) ، (سوباس- الباء بنقطة واحدة بدلا من ثلاث) أي(شكرا)... والسبب – حسب إعتقادي- في عدم إهتمامهم بأية لغة غير لغتهم هو انهم يرون أن تعلم لغتهم من قبل الأعاجم فرضا بل واجبا ، ولا يكلفون انفسهم مشقة تعلم لغة أعجمية إستكبارا واستعلاء منهم لا عجزا واستغناءا ، بل واستهزاء بكل ما هو غير عربي ، وإنغلاقا على الشعوب الأخرى . فقلما يجد المرء عربيا تعلم اللغة الكردية أو الفارسية أو التركية رغم صلة الجوار والقرابة . أي ان العرب لم يكتفوا بحمل غير العرب أعباء دين غليظ بالفاظه ، شرس بمعانيه ، فضّ جاف عنيف بتعاليمه وأفكاره و مبادئه الشوفينية ، متخلف مشوه للحقائق والتأريخ ، مخالف للأنسانية ومقوّض لبنيان التعايش السلمي بين الشعوب والأديان على وجه البسيطة. في ملتي واعتقادي ان الشعوب (المستسلمة) للأسلام، ولاأقول(المسلمة) وقعت تحت لواء محمد في عبوديتين معا، عبودية مزدوجة دون أن تشعر: عبودية تعلم لغة لا تمت بواقعهم بصلة ولا بتأريخهم ولا بتراثهم العريق ، وعبودية الأستسلام والطاعة العمياء. سألتها ذات مرة عن سرّ ذلك ثم حثّثتها بالقول : هلا تعلمتم على الأقل شيئا من لغتنا المحلية وتكلمتم بها في عقر دارنا لو مجاملة ومُداراة ؟ كانت أمي قد فرغت من صلاتها للتو والتي أدتها بفاتحة ركيكة بالكاد مفهومة عرجاء عوجاء. وبقيت جالسة على سجادتها تنصت الينا وتمتم ببعض الأدعية. أجابت بكل فخر واعتزاز بارزة صدرها : (مو صوجنا.. نحن العرب لسنا بحاجة الى (هاى الزحمة ) فكل واحد يتكلم عربي. ومن ثم هذه هي لغة القرآن والأسلام ، تؤدون بها فرائضكم وشعائركم ، انها بإختصار البساط الريح – مشيرة الى سجادة أمي- الذي به تطيرون الى الجنة. أي بمعنى آخر إنكم مجبورون مضطرّون . ) تنهّدت بِمرَارة و قلت لها بِحرَارَة واندفعت كالشّرارة وقد تدفق الدّم في شراييني وأوردتي بغزارة ، لأول مرة افقد أعصابي بجدارة : " اسمعي جيدا إذن يا زائرتنا المعزّزة وضيفتنا المُكرّمة : ما لنا بتعلم لغة قرآن البعران. لغة الجاهلية. لغة الوأد وقطع الطرق والصعاليك وقراصنة قريش وأبو سفيان وأبو جهل والحجاج ومجرم الحرب خالد بن الوليد والقعقعاع وصدام ، لغة ( سنسمه على الخرطوم، وقاتلوهم حيث ثقتموهم، واضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ) ، لغة سادية الآله[ كلما نضجت جلودهم- في نار جهنم – بدلناهم جلودا غيرها ] ، لغة القتل والسبي والنهب والإغتصاب والرجم وقطع الرأس وأضطهاد المرأة وتقييد الحريات ، دين الرياء والنفاق وإستغلال الضعيف ، دين العنف والهمجية والفسق والأعتداء وغسل العار وكلهم عار ، دين الدجالين والمشعوذين والمتخلفين عقليا، لغة القبور الجماعية والأعدامات على جذوع النخل واعمدة الكهرباء والهاتف ، لغة تشويه وجوه الحسناوات بالكي والتيزاب عقابا، لغة قتل المرأة جنسيا بقطع أكثر الأعضاء حساسية في جسد المرأة، لغة السياط والجلد حتى الموت... دين ( كنتم -أيها العرب خير - امة اخرجت للناس) ، تأمرون بالمنكر وتنهون عن المعروف ، لذلك لكم الحق ان تركبوا على نساء الموالي والبيزنطيات الشقراوات ولكم ان تنكلوا بالهنديات والباكستانيات لدى إكتساحكم بلاد السند بقيادة (محمد بن القاسم ) لأنهن غير جميلات، وبل ولكم أن تنكحوا و (تدخلوا بكل (ما ملكت أيمانكم ). وانكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع ، واصعد بالعدد إلى (خاتم الصعاليك ) فله ان ينكح خماس وسداس وسباع وثمان وتساع وعشار ... وما تشتهي أنفسكم وخاصة بعد أكل العسل والمن والسلوى المأكولات المفضلة لديه، والمعروف انه كان يشتهيها ويتعشى بها كل ليلة ، ولكم بلا حساب ايها الأغنياء والأمراء من الجواري والغلمان الحسان، وعلى الفقراء ان يصوموا أبد الدهر أو أن يكتفوا بالإستمناء ، ولنبيكم (الفحل) ان ينكح من غير حساب وان ينام في فراش ماريا القبطية ورأته عائشة ذات الثمان، وقال بحقها (بنت الثمان عليها الضمان) ... لا تيأسي يا أمي سأعلمك اللغة الأنكليزية. أبسط واليق بنا نحن الكُرد وخاصة فنحن لسنا من طينة هذا الجنس المحمدي الهجين.وذلك عليك هيّن لأنك كصفحة بيضاء لم يعلمك دين محمد لا القراءة ولا الكتابة ؟ بل علمكن ان ( تطعن بعولكن في بيت الطاعة) علمكن أن تنجبن الأولاد ليس الا ، لأن دين ( الفاتحة) يقول بحقكن: ( لحصيرة في فناء الدار خير من امرأة لا تلد –حديث- ، وانكُنّ ناقصات عقل ودين –حديث- وخلقتنّ من ضلع أعوج. وعليكم أن تقِرن في بيوتكن كالأنعام في إنتظار بعولكن لأطعامكن أو ضربكنّ أن شاء أو هجركن في المضاجع متى ما يشاء أو ذبحكن كالنعاج إن زلت أقدامكن بعد أن زلت أقدام بعولتكن ألف مرة..!.)
أمي قولي : اعوج . هي : أحوج . هه .. وجدته انّكِ أحوج ان تبدأي بلغة (الفاتِئة) الأنكليزية.
فرياد إبراهيم (سوراني ) 7-5-2013
#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
( به رواس حُسينْ) غنّت بِلغَتين وأربَع لهْجَات
-
رِجَال دين أو أفاعِي هرمة؟
-
فكَذبُوه فَعَقَرُوها
-
أنّ لكَ أنْ لا تَجُوعَ فِيهَا ولا تَعْرَى
-
سوبر أبو جَاسم لر
-
قادة كوردستان والنرجسية الإنتهازية
-
إسْتِهدَاف السِّفارات الأجنَبِيّة جَهَالة و (جاهلية)
-
القادة يسرقون والمواطنون يصفقون
-
فدَمْدَم عَليْهُم رَبّهم بذنْبهم فَسَوّاهَا
-
إنْحَر..إنْحَر..إنحَر بِِأمْر مِن الرّحْمن
-
ضَاعَت فُلوسُك يَا حَاجّ
-
ألفاتِحَة الأنكلِيزيّة
-
لِماذا قتلَ مُحمّدٌ اليَهود والشّعَراء؟
-
وأرْسَلنَاكُم ( فِتنَةً ) لِلعَالمِيْن
-
لا تكن مرائيا. (باللغتين: عربية &انكليزية)
-
ومِنَ القول مَا فيه شِفَاء
-
الشّعَراءُ يَقُولُونَ مَا لا يَفعَلوُنْ
-
هَل يَخشَى العِرَاقِيُّ العِرَاقِيَّ ؟
-
خارِطَة طَرِيق كُردُستان: قِمّة بَارزان – أوجَلان
-
(البناء) لا (الهدم) وعلى قائد الشعب أن يتعلم إستعمال لفظة (ل
...
المزيد.....
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024
-
“فرح أطفالك طول اليوم” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|