محمود عبد الغفار غيضان
الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 14:33
المحور:
مقابلات و حوارات
مينا ومارك وبيتر وشم النسيم مع الكوري الجنوبي "شادي"
في أعياد إخواننا المسيحيين هذه الأيام، دعوني أهدي مصر باقة وردٍ رائعة من الأمل مع حكاية "شادي". هو شاب كوري في العشرينات من العمر، درس بقسم اللغة العربية بكلية اللغات الأجنبية بجامعة "جوصن". مكث عامًا ونصف يدرس اللغة العربية في القاهرة. جلس على مقاهيها في وسط البلد وشبرا وإمبابة وأكل كشري وفولا وطعمية وزار المساجد والكنائس وتحدث مع سائقي التاكسي والميكروباص وماسحي الأحذية. شرب الشاي الكشري والقهوة وعصري القصب وحمص الشام، ودخن كل أنواع الشيشة بطعم الفاوكه.... ثم عاد معلنًا إسلامه. مَن السبب في ذلك؟ أو ما السبب؟ لستُ معنيًّا ببحث هذا الأمر، كل الذي عرفته من "شادي" أنَّ أهم أصدقائه في مصر كانوا " مسيحيين"، وأنهم لما وجدوه مهتمًا بالإسلام، قدموا له كل المساعدات الممكنة ليعرف أكثر عن القرآن الكريم والصلاة من خلال أصدقائهم من المسلمين. يا سبحان الله! أهذه هي مصر الطيبة الجميلة التي ما زلنا لا نعرف جمالها؟ لم يخطط الأصدقاء المسيحيون لسرقة "شادي" وترغيبه وبث أكاذيب في نفسه عن الإسلام، وبكل سماحة المسيح الطيب (عليه السلام) وحب الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) ساعدوه ليصبح مسلمًا. سألتُه؟ هل ستدرس جيدًا؟ قال طبعًا سأدرس جيدًا لكني أريد أن أعمل وأدخر النقود كثيرًا. سألته ثانيةً: لماذا؟ قال: أريد أن أكمل ثمن التذكرة لأسافر إلى مصر في الشتاء كي أحضر حفل زفاف صديقي "مارك". شعرتُ بفخر حقيقي وودتُ لو قابلت هؤلاء الشباب الرائعين. على كل حالٍ شادي جدَّه قسيس متشدد جدًّا ويواجه الآن صعوبات بالغة بسبب تمسكه بالإسلام. لكنه بفضل الله نجح في الحصول على منحة دراسية للدراسة لمدة عامين في المملكة العربية السعودية. سيسافر في شهر سبتمبر القادم بإذن الله، وسيستريح من ضغط جدًّه، وسيتعلم العربية أكثر وأكثر. دعواتكم بل اسمحوا أن أقول: "صلوا" من فضلكم لأجل شادي ولأجل مصرنا الحبيبة كي تكون هذه الصورة المدهشة هي ما نراه منها دائمًا.
"محمود عبد الغفار غيضان".
7 مايو 2013
كوريا الجنوبية
#محمود_عبد_الغفار_غيضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟