كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 11:45
المحور:
الادب والفن
واصلتْ تقول، و كما لتُبكيني على أجمل السنين... سنوات الثمانين من القرن الذي مضى، :- أتذكرين
"مدام بوشويشة" التي كانت تنصحنا دائما بأن ننصرف عن التفكير في الرجال حتى ننتهي من الدراسة، و كيف سألتِها يوما بعد أن مللتِ نصائحها" بربّي يا "مدام"، هل يوجد زر نضغط عليه فننقطع عن التفكير في الرجال الذين نحبهم لنفكر في الدراسة التي نكرهها" فانفجرنا جميعا ضاحكين حتى هي نفسها.
- بالله عليك لا تُذكّريني بأيام "النورمال"، و الله لكأنهاالبارحة!
- أرأيت كيف يغدر بنا الزمن فلا نستفيق إلا و هو سائر بنا إلى حتفنا.
- إنه الزمن، يا صديقتي، كالماء يتسرب من بين أصابعنا ، و نحن نلهو، فلا ننتبه لقيمته إلا بعد ضياعه و بعد أن نكون قد شارفنا على الهلاك إن عطشَا و إن كِبَََرَا‼
( وسادنا صمت كأنه صمت القبور...).
أنتبه فأعود لموضوع عاجل ينسيني التفكير في الآجل: - كنت سأسألك عن "الكاباس"، هل أعلنوا النتائج على الأنترنات؟
- نعم.
- نعم‼
- كالعادة طبعا، و أنت، أمازلت عنها تسألين؟
- قلتُ من يدري، لعلّك بعد عقد و نصف من الانتظار تعانقين النجاح هذه المرة.
- إن لم أنجح في سنوات بطالتي الأولى، عندما كانت ورقة الشهادة البراقة تطير بي كطائرة نفاثة نحو الأحلام البعيدة، سأنجح الآن عندما استفحل يأسي و تعمقت عقدة فشلي‼
- إذن لماذا أتعبت نفسك و شاركت فيها هذه "الكاباس" الملعونة؟
- أتعرفين لماذا أتعبت نفسي؟
- لماذا يا ترى!
- لأنني كنت أعامل "الكاباس" كما تعامل امرأة جدية زوجها الماجن... في كل مرة تقول سيثوب إلى رشده و يُقدّر جدها و إخلاصها و صبرها الأيوبي، فيكافئها و بدون أن يعتذر، ستسامحه على كل ما ارتكبه في حق عمرها و شبابها المهدور...
- الله الله على هذا الصبر...من أين تأتين به بربك؟
- ألا تعلمين أني أنا و الصبر توأمان...‼
- والله حيرتني بصبرك هذا...الواحدة منا تحتار في الصبر على زوجها الواحد المهمل و الأناني، و أنت تضيفين لهذا الواحد زوجا افتراضيا ثانيا لا يقل عنه سوءا و إهمالا، ثم تستمرين في الصبر عليه السنة تلو الأخرى‼ حقيقة أهنئك على سعة صدرك و طول بالك...!
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟