البرامج التجسسية الجديدة للاستخبارت الامريكية

ماجدة تامر

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 12:15
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

أعلنت مصادر رسمية في الولايات المتحدة أن الإدارة الأمريكية عمدت إلى نشر شبكة من الأقمار الصناعية للتجسس على العالم وذلك في بداية هذا العام وتعد هذه الشبكة من أهم

الشبكات في تاريخ الاستخبارات العالمية بشكل منقطع النظير .

فقد وقع مؤخرا الفريق الأمريكي في شركة " بوينغ " للدفاع ، عقدا يقدر ب 25 مليون دولار أي ما يعادل 28 مليون يورو تقريبا .

وتبنى هذا البرنامج بحماس كبير المكتب القومي للا ستخبارات الامريكية NRO المكلف بالقيام بعمليات التجسس البصري عبر الأقمار الصناعية وتنظيمها بالتعاون الوثيق مع وكالة الأمن الوطني NSA وهي الوكالة الفيدرالية المهتمة بالتنصت على الاتصالات العالمية بكافة أنواعها .

وهذا التحالف بين المكتب القومي للاستخبارات ووكالة الأمن الوطني يعطي للسلطات الأمريكية قدرات استخباراتية عالية دون منازع .

فالمكتب القومي للاستخبارات يشكل جزءا لايتجزأ من النشاطات السرية الأمريكية ، ولكن كان عليه الإنتظار ثلاثين عاما منذ إنشائه في عام 1961 ليصبح معترفا به من قبل البنتاغون وذلك في عام 1992 .

ويخصص لهذا القطاع ميزانية تقدر ب 8 مليارات دولار أي ما يساوي ربع الاعتمادات المخصصة للجهاز الاستخباراتي الأمريكي .

إن شركة " بوينغ " وبالتعاون مع شركتي " رايتون " و" كوداك " ، وقعت عقدا منذ فترة قصيرة مع شركة " لوكهيد مارتين " التي تعتبر حتى الوقت الحاضر الوكيل الوحيد المعتمد لدى المكتب القومي للإستخبارات الأمريكية .
وقد سربت جهات رسمية معلومات عن هذا العقد بينما التزم البنتاغون الصمت حول هذه القضايا المستجدة .

وقد ذكرت اليومية الأمريكية " لوس أنجلوس تايمز " بعض نتائج هذا الإتفاق حيث تم تجنيد حوالي 5000 شخص من جميع الإختصاصات من قبل عدة شركات في " كاليفورنيا " للعمل على تحقيق هذا المشروع الضخم .

مراقبة مستمرة :

يستخدم المكتب القومي للاستخبارات حاليا ، وبشكل دائم ستة أقمار صناعية صناعية للتجسس ثلاثة منها من طراز " كيهول " للمراقبة البصرية في الأوقات التي يكون فيها الطقس جيدا وفي وضح النهار .
والثلاثة الأخرى من نوع " لاكروس" للمراقبة السمعية للتعرف على أماكن تواجد الرادارات العدوة وذلك في الأوقات التي يكون فيها الطقس سيئا وفي الليل .

ويبلغ وزن هذه الاقمار الصناعية وسطيا حوالي 15 طنا وهذا ما كشفته بعض المصادر التي سربت معلومات حول هذا المشروع الذي سيحصد نتائجه الايجابية بشكل فعال في نهاية عام 2005 وذلك باستخدام 24 قمرا صناعيا تتمركز على مدارات عالية يبلغ وزنها حوالي ثلث ثلث وزن الأقمار الصناعية الحالية المتوضعة في مداراتها .

وستتمكن هذه الأقمار التجسسية من التقاط وجمع أكثر من عشرين ضعف ما تلتقطه الأقمار العادية اليوم وبقياس 15 سم .

إن المكتب القومي للاستخبارات قد وقع اختياره على أقمار تجسسية فائقة الدقة وأقل وزنا من السابقة وقابلة للتجديد وهي في مداراتها بطريقة بطريقة تمكنها من أن تغطي نسبيا وبشكل مستمر الكرة الأرضية ككل .

وحسب ما ذكرته صحيفة " لوس أنجلوس تايمز " مؤخرا فإن هذا البرنامج بلغت تكلفته الإجمالية حوالي 25 مليار دولار وهو قريب من المبلغ الذي أنفقته الولايات المتحدة على مشروع " مانهاتن " الذي يتعلق بالقنبلة الذرية التي أطلقت على اليابان آنذاك .

وهذا ما يعطي فكرة عن طموحات المكتب القومي للاستخبارات فيما يتعلق بالمراقبة الفضائية الواسعة النطاق .

وحسب ما ورد في البيانات التي أصدرها الاتحاد الفيدرالي للعلماء الأمريكيين فإن هذا المشروع يعتبر الأكثر تكلفة في تاريخ الاستخبارات الأمريكية والذي سوف يدشن البنية المستقبلية للمجسمات والنماذج التجسسية الفائقة الدقة .

وبالطبع سيكون هذا البرنامج متمما للبرامج السابقة التي أطلقتها الادارة الأمريكية حيث يتم إستقبال هذه المعلومات المتوافدة تباعا من قبل الشبكة العالمية للتجسس التي تقودها وكالة الأمن الوطني والتي تعتبر شبكة
" ايشلون " أحد أهم أجزائها حيث تشترك فيها عدة بلدان أنغلو – ساكسونية ، وهكذا فإن المكتب القومي للاستخبارت NRO يمثل العيون الساهرة لشبكات التجسس الأمريكية بينما تعتبر وكالة الأمن الوطني NSA الآذان الصاغية لها .

وبالنسبة لوكالة الأمن الوطني فقد أعلنت عن برنامجها الجديد الذي لايقل أهمية عن سابقيه أطلقت عليه إسم " غراوند بريكر " حيث تعمل وباستمرار على تحديث تكنولوجياتها بحدود خمسة مليارات دولار وذلك كل عشر سنوات .

أما النشاطات التي يقوم بها المكتب القومي للاستخبارات فتتوزع على الدول الحليفة للولايات المتحدة مثل استراليا ، كندا ، المملكة المتحدة ، نيوزيلاندا ويتم الاستفادة من المعلومات المقدمة من قبلها بفضل الاتفاق الذي يربط بين هذه الدول والذي يطلق عليه إسم " أوكازا "

-ترجمة ماجدة تامر عن - لوموند

#ماجدة_تامر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات