احمد الهواس
الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 08:16
المحور:
مقابلات و حوارات
جهان المشعان محامية , وأديبة سورية , وهي قبل أية صفة بنت ديرالزور , ولأن ثمة تشابها بين دير الزور وأبنائها المبدعين يكمن في العطاء بصمت , الذي يقابل بالتهميش , فلولا ثورة الكرامة والحرية في سورية لما ظهرت ديرالزور على الخارطة السورية , وهي المحافظة الثانية من حيث المساحة , والأولى في الثروات الاقتصادية , همشها نظام البعث لخمسين عاما , فقد أزال المحافظ البعثي أسعد صقرعام 1967 تاريخها العريق حين هدم (الدير العتيق) المدينة التي عمرها مئات السنين , وتحتها أوابد آزورا التي أقيمت زمن الرومان , ديرالزور التي انتفضت في وجه الاحتلال الانكليزي , وطردته في ثورة 1919 , وثارت ضد الفرنسيين , وهي أول مدينة قصفت بالطائرات أيام الاحتلال الفرنسي .
ديرالزور التي انتفضت في آذار 1980 ضد حافظ أسد , وأعدم خيرة شبابها في سجن تدمر , عادت لتكون رمزا للثورة السورية , وقد هدم ثلثا المدينة , وارتكبت بها مجازر يندى لها جبين الإنسانية ومازال شعبها يقاوم , وقد حرر 80% من مساحة المحافظة .
التقينا بالأديبة والمحامية جهان مشعان , وتحدثت بكل صراحة , وألم , وأمل بالمستقبل , حديث عن الثورة , وعن مستقبلها , وعن الأدب , وعن ديرالزور التي يأبى نظام البعث أن يغادرها إلا وقد زاد في أوجاعها فقد سقط جسرها المعلق منذ أيام ..
نبدأ مع إعلان انشقاقك عن نقابة المحامين وأنت بدمشق ..؟
لم يأت إعلان انشقاقي عن نقابة المحامين في سورية بين ليلة وضحاها ولا عن عبث أو طمعا بشهرة أو مكسب , فكرت كثيرا قبل أن أعلنه , وسألت نفسي هل انشقاقي سيخدم الثورة أم لا .؟ وبماذا سيخدمها ..؟؟
قبل ذلك بكثير كان لي مليون ملاحظة على أداء نقابة المحامين في سورية , والتي هي مثلها مثل كل النقابات في سورية كيان هزيل تابع للنظام , يقوم على الاعتناء بالجزء الأهم من أعمالها إلا وهو الجانب المادي في العلاقة مع المحامين الأعضاء أكثر مما تعنى بالأمور المعنوية والإنسانية أو أخلاقيات المهنة التي تمثلها , أما في الواقع المعاش فهي لعبة بيد النظام وأجهزته الأمنية التي تتدخل بأدق التفاصيل ناهيك عن تعيينات النقباء وأعضاء المجالس والتي هم في الأغلب من أعضاء الحزب البعثي الحاكم أو المحسوبين عليه , ومرضي عنهم أمنيا وطبعا سيكون أولئك أوفياء لأسيادهم وأولياء نعمتهم الذين جاءوا بهم إلى مناصبهم ..!
في النهاية الحديث عن استقلالية القضاء أو المحاماة في سورية هو محض اختلاق ومدعاة للضحك والاستهزاء والأمر لم يعد سرا أبدا .
نعود إلى فكرة الانشقاق عن النقابة وبالتالي عن نظام القتل , بدأت الفكرة في أول أيام اجتياح قطعان النظام لمدينة درعا عقب الاضطرابات التي كانت الطريق الممهد لثورتنا المباركة , و تعززت أكثر وأكثر بعد أن انتظرنا خطابه متوقعين منه تهدئة أو اعتذارا على الأقل فجاء خطابه مخيبا للآمال مليء بالعنجهية والغطرسة , بل ومستفز لأنه تابع ما كان يردده أبوه وحزبهما في الكذب والالتفاف على الحقائق ,وأعاد لنا سيرة التلفيق الإعلامي والكذب الذي مارسه الأب في الثمانينيات متناسيا أن الشعب السوري في الثمانينيات غير الشعب السوري في 2011 لاسيما بعد الانفتاح الفضائي والمعلوماتي
وتوالت المجازر, وتوالت أنهار الدماء ,وخرج الشعب بجميع أطيافه هاتفا للحرية ومتضامنا مع المدن المحاصرة ( حمص ودرعا ووو ) ومطالبا برحيل الديكتاتور ,ونقابتنا العتيدة عن كل هذا في ( طناش ) كأن العالم في زحل وهي في المريخ بل والأدهى من ذلك أنها لم تحرك ساكنا عندما كان الأمن يخترق الحصانة الممنوحة للمحامين الأحرار, فتقوم بملاحقتهم واعتقالهم وتفتيش بيوتهم ومكاتبهم دون رادع أو ضمير , عندها قررنا إنا ومجموعه من المحامين الأحرار إعلان انشقاقنا بشكل جماعي من نقابة المحامين في سورية , والانضمام إلى نقابة المحامين الأحرار لإحراج النقابة ودفعها لاتخاذ موقف واضح وصريح من جرائم النظام بحق الشعب السوري ,وبحق المحامين من أعضائها الذين طالتهم يد الغدر بالقتل والاعتقال والتنكيل , لكن لأسباب مختلفة طلب الزملاء تأجيل موضوع الانشقاق الجماعي مما اضطرني لإعلان انشقاقي بشكل فردي في بيان وضعته على صفحتي على الفيس بوك بتاريخ /5 ايار 2012 / وكنت يومها في دمشق في مقهى انترنت لا يبعد عن احد أهم وأخطر الأفرع الأمنية سوى أمتار, طبعا تقصدت أن أعلن انشقاقي من قلب دمشق لأن أي موقف سأتخذه فيما بعد من خارج سورية لن يكون موقفا شجاعا برأيي , ولن يكون أعظم الجهاد الذي هو / كلمة حق عند سلطان جائر / مع العلم أنني لم اتخذ لنفسي اسما حركيا وكنت انشر باسمي الصريح
الواقع السياسي في سورية في عهد بشار الاسد ومأزق معارضة الداخل وما تمخض عنهما بعد الثورة ..؟
لا يخفى على أي عاقل ما فعله البعث وحافظ الأسد في سورية منذ استلامه الحكم إلى لحظة وفاته من بطش وظلم وقمع وتكميم للأفواه , وتزوير للحقائق وقتل وتشريد (وتطفيش) للكفاءات خارج البلاد وتشويه للضمائر والأخلاق, وعندما استلم ابنه الحكم - ورغم عدم دستورية توليه - إلا أننا غضضنا الطرف على أساس انه سيكون مختلفا كونه لم يكن عسكريا , وأنه قد تلقى علومه في بلد ديمقراطي علماني منفتح ,وبصراحة ( تعشمنا ) فيه خيرا من جهة ولم يكن بالإمكان أفضل مما كان , ومن جهة أخرى والغريق كما تعلم يتعلق بقشة .
وقد مرت أيام وربما أشهر فقط على شهر العسل بين النظام والشعب سرعان ما انقلب فيه ربيع دمشق إلى خريف , وعادت حليمة لعادتها القديمة من اعتقال للمثقفين والمعارضين وتشديد القبضة الأمنية والاختباء خلف قانون الطوارئ لتبرير كل ما سيقوم به النظام من تجاوزات , ورغم هذا - انتبه - رغم هذا أعطينا لأنفسنا تطمينات بأن الرئيس الشاب بحاجة لفرصة ثانية وثالثة وعاشرة وخمسين , لكن للأسف كنا مثل النعامة التي تدفن رأسها في الرمل ..!
ازداد القمع والوحشية والفساد ,وازدادت ملاحقة الأحرار, وفر البعض خارج البلاد بينما قبع الباقي في السجون , وفي المقابل ازدادت المراقص والملاهي وراقصات الدرجة العاشرة والقوادين و( مسيحة الجوخ ) ولصوص المناقصات والمزاودات ونقص عدد المثقفين والمبدعين والمتنورين .. .!؟ فكانت أصابع أطفال درعا أول تباشير الضوء في هذا النفق المظلم , بتلك الأصابع المقلوعة الأظافر كتبوا ( أجاك الدور يا دكتور.. ويالله ارحل يا بشار ) فأصبح ما كتبوه هتافا تصدح به الحناجر في المظاهرات السلمية التي كان الشهداء يتلقون طلقات الرصاص بصدور عارية .
صدقني يا أحمد لم نختر الثورة ,هي التي اختارتنا , لم نذهب إليها , هي التي أتت إلينا
الثورة السورية كانت فرسا أصيلا جموحا سبقت الجميع ,معارضة وموالاة ومبشرين ومعارضين , الثورة السورية بالنسبة للسوريين أجمل حدث في القرن الحادي والعشرين .
كانت كتاباتك في مجموعتيك الاوليتين تدوران حول القمع الذي تتعرض له الأنثى في مجتمع ذكوري .. فهل كانت تلك الأنثى هي سورية ؟؟
هنالك نوعان من النساء يفرزهن مجتمع ذكوري بطرياركي بامتياز :
النوع الأول: يصبح لديهن ما يشبه تواطؤ الضحية والجلاد, أو فلنقل عبارة عن (رضوخ مازوخي ) والنوع الآخر: وهو النوع الذي انتمي إليه قد يخفض جناح الذل لاعتبارات عدة لكن تلك الجينات التي انتقلت من أرحام نساء من فصيلة الخيول الأصيلة لا تلبث أن تطل برأسها عند أول امتحان وجودي وهذا ما حصل معي بالضبط
جدتي لامي امرأة قوية وواثقة وحكيمة ومسموعة الكلام , و كذلك أمي وجدتي لأبي كانت كل منهما امرأة بألف رجل , وإذا عدنا لأصل المشكلة نجد أن ما تعانيه نساء مجتمعنا الشرقي لا ينفصل أبدا عن الواقع السياسي والاجتماعي والأخلاقي لتلك المجتمعات , حيث يعيد القهر إنتاج ذاته بأكثر من شكل وصورة وطعم, لاشك بأن قمع المرأة هنا هو نتاج أساسي لإعادة تصدير القهر من القمة إلى القاعدة , وبتراتبية مذهلة السلطة - الذكر - الأنثى - الطفل .. ..
إنا شخصيا كإمرأة شرقية في مجتمع شبه ريفي مغلق ومحافظ تماما , تعرضت ومنذ طفولتي الباكرة لكل صنوف القهر الديني والاجتماعي والاقتصادي والسياسي في البيت في الشارع في المدرسة في الجامعة في بيت الزوجية في المحكمة وووو
وبلغ القهر منتاه عندما تم الطلاق بين وبين زوجي لأصدم – وأنا المحامية - بنصوص القانون الذكورية التي تمنح للرجل حق إذلالي وقهري والانتقاص من كرامتي, وأمومتي وأنوثتي , بالإضافة إلى الموقف الاجتماعي المنحاز بالمطلق للرجل عندها تفجر كل شيء ..
لقد تضافرت لدي الثقافة والوعي والاختلاط والإصرار على النجاح لأنجز ثورتي الخاصة قبل انطلاق الثورة السورية المباركة بما لا يقل عن 10 سنوات وكانت كتابة القصة القصيرة وسيلتي لفضح كل أساليب القهر بعيدا عن الصراخ والتنظير ,وهي أيضا كانت وسيلتي للتصالح بيني وبين من أساءوا لي إذ استطعت من خلالها أن افرغ كل مراراتي السابقة على الورق وأنفذ بجلدي من الحقد الذي كان سيحطمني ويعرقل طريقي نحو الضوء .
طبعا أنا واحدة من آلاف النساء في هذا الوطن المنكوب على أكثر من صعيد وقد قلتها سابقا في قصة لي بعنوان ( الصرخة ) :
- (ضياع امرأة يعني ضياع مدينة .. وضياع مدينة يعني رتلا طويلا من السبايا والعبيد )
نعم أحمد كل أنثى مقموعة هي سورية مصغرة ..
أيها الأحرار حررونا من أوهامكم .. وأحلامكم .. ورغباتكم .. وشهواتكم .. حررونا من تراث الظلم والقمع والقهر .. عندها ستتحرر سورية .. ثقوا بي
هل سنقرأ لك في الأدب السياسي بعد أن أعلنت موقفك الرافض للنظام .؟؟؟
احمد علاقتي بالكتابة علاقة العاشق بمعشوقه .. لا أهتم لملامحه ولا للون عينيه .. أحبه بكل ما فيه ..
عندما أكتب يكون لدي فكرة راوغتني طويلا وتلح علي لتخرج للوجود عندها لا أكون في حالة تقييم أكاديمي هذه فكرة اجتماعية ستنتج أدبا اجتماعيا , أو تلك فكرة سياسية ستنتج أدبا سياسيا, إنني اكتب فحسب, لدي ثقة عالية بحدسي , انه يقودني دائما إلى حيث لا قهر ولا ظلم ولا بشاعة , ولا استغلال ولا تسلط ولا استلاب ,إن كان يصب هذا في خانة الأدب السياسي فهو ذاك ..! أعشق الحرية والكرامة الإنسانية , وحسن الظن وأحلم بوطن يتسع للجميع ..
روايتي القادمة سيكون العامل السياسي والاجتماعي والاقتصادي عبر عقود خلت هو الحاضن لها , بدءا من ما بعد نكسة 5 حزيران بوصول جثمان خال الطفلة التي ستسرد لنا الأحداث وصولا إلى أول مظاهرة انطلقت في دمشق وستكون الرواية بعنوان ( على ضفاف بردى جلسنا وبكينا ) نعم في العنوان تناص مع تراث ديني يهودي ..
كيف تنظرين الى مدينتك المدمرة دير الزور ..؟؟
أخي أحمد دير الزور ليست مدينة الشعراء .. ؟ ولا عروس الصحراء ..؟ ولا دير الغرب والحور والطرفاء ..؟ هي كل ذلك ....
لو قلت : إنها ادفأ من رحم الأم أو قلت : أجمل جنان الأرض و أطيب من عسل بشهده لو قلت لو قلت لو قلت
دير الزور قاسية كصحراء , شرسة كعاشقة مجنونة , نافرة كفرس جموح , وحنون كقطر الندى ..
دير الزور الجسر المعلق , وشارع العشاق , وستة إلا ربع , وطلعات ( الجول )..
دير الزور دبكات الريف ,وأغاني الحصاد , وصرخات الصبية العراة العابثين في يوم قائظ في سرير النهر ..
دير الزور خيرات الريف ,والجبنة العربية , وخبز التنور ,ومدينة البامياء والكليجة والمشحمية , و الأقراص المتبلة بالبهارات ..
دير الزور زيارات الخلان , والسهرة على عتبات الأبواب , والشوارع المرشوشة بعد انزياح العجاج , ورائحة القهوة والهيل والشاي المعطر بالقرفة أو النعناع ...
دير الزور مدينة والصالحين , والدراويش , وتيسير المجنون وسلافة وحياوي وفاضل وراكان و( أبو زهرة ) محمد السياد
دير الزور المواليا والنايل والعتابا , والبكاء عند القبور في أيام الأعياد والخميس ..
دير الزور ضحكة صبية عابثة في ظهيرة يوم قائظ ترتد ضحكتها عبر الحارات المنفتحة على الضوء والجنون ..
دير الزور يا أحمد هي الحكاية ,بل حكاية الحكاية ...! وهي بطلة روايتي القادمة بإذن الله .
ما دمره السفاح فيها فقط الحيطان التي كانت تحمل الآهات والأوجاع والذكريات والأسماء , والأسقف التي كانت تستر الغني والفقير , أما قلب الدير فما زال ينبض بالحب ..
الدير أصبحت أديرة بعدد أبنائها الشهداء والمهجرين والمدافعين عنها ,والمختفين في سراديب السفاح ..!
لم يدمر السفاح إلا صورته , وأملنا بحياة مشتركة ..! لكل منا ديره يا أحمد يحملها في أعماقه أينما ذهب, يخبئها في أعمق أعماق صدره ,ويفردها لضيوف غربته وللجيران والأحبة حارة حارة .. نجمة نجمة .. موال موال ..
لو توقفنا قليلا عند مقتل عدد من الأدباء بدير الزور .. كيف تقيمين المشهد الأدبي والثقافي في هذه المحافظة ؟
تقصد الشهيدين رشيد رويلي و إبراهيم خريط
في سورية نبكي على الشهيد ونغبطه , تلك لعمري غاية لا تدرك إلا لمن اختاره الله
نعم غيابهما موجع جدا ,لاسيما لمن اعتاد أن يدخل إلى فرع اتحاد الكتاب العرب بدير الزور فيجد أبا عبادة فاتحا الباب على مصراعيه جالسا بكل بهائه , وابتسامته المرحبة ويتابع ليرى أبا هاني منهمكا بأشغاله ثم لا يلبث أن يهب مرحبا ومناديا على المستخدم ليحضر القهوة أو الشاي أو اليانسون , نعم غرفة أبي عبادة ستكون فارغة , وكذلك غرفة أبي هاني , ستبكيهما الأقلام والأوراق , و الأحبار والمقاعد والمنابر , سيبكيهما كل من اعتلى منبرا في دير الزور .
تألمت جدا لمقتلهما وفرحت جدا ..! نعم فرحت لأنهما كتب لهما الشهادة , وباستشهادهما (الفضائحي ) ثبت انحيازهما المطلق لما كانا يكتبان , أثبتا الانتماء للفرات العظيم , ولأصالة شعب الفرات .
تلك الحميمية الرائعة في علاقة أدباء الدير ببعضهم ستجعل النسيان مستحيلا ..!
ما أذكره أننا كنا نتحدث بكل شيء إلا السياسة لأنها ( خط احمر) إضافة إلى أن ( الحيطان لها آذان )
لم نكن نعرف على وجه الدقة من هو المؤيد او المعارض بيننا الا لمن شاء ان يتخذ موقف المطبل والمزمر للنظام
دير الزور التي أنجبت الشاعر الفراتي وسعد صائب , وعبد القادر عياش ورشيد رويلي وإبراهيم خريط , لن تتوقف عن العطاء طالما بقي في نهرنا ماء فرات , وفي أرضنا بذور الكرامة وفي عروق الأرض يتفجر النفط , دير الزور مدينة لا تعرف إلا العطاء وبلا حدود .
المستقبل هل تعيش التفاؤل ام العكس وما مستقبل سورية ؟
ما قلته عن دير الزور ينطبق حرفيا على كل شبر في الأرض السورية , نعم سورية ستبعث من جديد كعنقاء الرماد , تفاؤلي ليس مبنيا على أوهام , حضارة عمرها عشرة آلاف عام , مر عليها اليونان والرومان والفرس , والصليبيون , والمغول , والتتار, وكل الغزاة , أين هم الآن ..؟
لا تلتفت لما يقول المشككون والمتذبذبون والمرجفون, هم لن يكونوا معنا في مظاهراتنا السلمية ليروا التماعات النصر في أحداق الشباب , لم تتعطر ثيابهم بدم شهيد أطلق عليه رصاصة شبيح جبان, لم يقبلوا جبين أم الشهيد وهي تطلق زغاريدها ابتهاجا بأعراس النصر , لم يسمعوا تكبيرات الثوار لحظة ارتقاء احدهم شهيدا .. .!
دعهم يقلوا ما يقولون , لكني والله لا اشك ولا لحظة بالنصر - ثق بي - ألم اقل لك إني أثق بحدسي .
نعم متفائلة جدا بما هو آت ضخت الثورة في عروقنا الحياة , وفي رؤوسنا ألاف الأفكار , شكرا للثورة التي أعادت بعثنا للمرة المليون .
#احمد_الهواس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟