أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد طالب - الجلوس على الإبرة الحادّة














المزيد.....

الجلوس على الإبرة الحادّة


جواد طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 10:21
المحور: كتابات ساخرة
    


دخل مجموعة من اللصوص بيت امرأة عجوز، فأوثقوها بالحبال وربطوها بإحدى زوايا الغرفة. وبدأو بالبحث عن كل ما هو ثمين في المنزل. وبعد أن أخذوا كلّ شيء همّوا بالرحيل، فقالت العجوز مستغربة : ألا يوجد اغتصاب

أي لا شك أنّ الإنسان عندما يتقّدم في العمر يلاقي بضع الصعوبات في حياته، فهو لا يتذكّر مكان الحمّام بشكل جيّد، ويحتاج إلى معونة في إيجاد كبسولة البنسلين المتطاولة. إلا أن العمر يحمل بضع مزايا للإنسان، الاحترام، ولو كان ناقصاً، والحكمة والرّأي شبه السّديد، واستقبال الآخرين بنصيحة تلو النّصيحة من جعبة الذكريات الهائلة. وإلقاء الانتقادات على كل ما تراه العين شيء لا يتمتّع الشّباب.

تتمتّع مهنة الضّابط بمزايا عديدة، ومنها : أنه كان ضابط يستظرف زوجة أحد العناصر لديه فيبعث هذا العنصر مراراً بمهمّات طويلة ويدخل إلى بيته. في إحدى المرّات عاد العنصر من مهمّته ليقول أنّه نسي بعض التعليمات، فوجد الضابط المسؤول عنه مع زوجته في صورة مفزعة. وقبل أن يتفوّه بكلمة واحدة نهره الضابط ووجّه له بضع الشّتائم وأمره أن يتقدّم إلى جانبه ويحمل غرضاً شخصيّاً جدّاً والويل له إذا لامس الأرض. في اليوم التّالي تصفع الزوجة زوجها وتقول له : ألست رجلاً، كيف تقبل أن تحمل له كرتيه طوال الليل، فيقول الزوج في محاولة لإعادة الرجولة إلى شخصيّته : قد سقطت كرتاه على الأرض ثلاث مرّات ولم يشعر.

ما يشدّني في هذه القصّة أن العنصر قَبِل الشّتيمة والنّهر من قبل رئيسه ووافق على حمل الغرض الشخصي طوال الوقت. والأجذب من ذلك أنّ الضابط سيعاود القدوم إلى منزل العنصر مرّة أخرى وأخرى حتّى يتم تسريح العنصر الخجول.

شعر أحد المعسكرين برغبة عالية جدّاً لم يستطع أن يكبتها. فخرج من مكان التجمّع ليلاً، ومضى في الصحراء. بدت الصّحراء شديدة الخلاء من أي أحد في تلك الليلة، فحاول يائساً، وقد فقد جميع الحلول، استظراف أحد الجمال، وحاول مراراً ولكنّه لم يفلح، فرأى مجموعة من رفاقه متجمّعين حول امرأة وحيدة، فقتل الجميع وأنقذ المرأة من مصيبتها فعبّرت له عن امتنانها في أن يفعل بها ما يشاء، فوقف يحلم بالأمر قليلاً ثم قال، أيمكن أن تمسكي لي هذا الجمل قليلاً.

من كبر مقدار البعد عن الفراش أحسّ ذلك الجندي أنّ ملاقاة فتاة أمر بعيد وغائب وراء التّلال حتى صدّق أنّه غير وارد تماماً، وعندما سنحت له الفرصة لم تخطر بباله فكرة المرأة الواقفة أمامه والمستعدّة لفعل أي شيء له.

آخر اليائسين في هذه الحلقة رجل لم يعرف ماذا يفعل في الشرطي الذي واصل القدوم إلى متجره فارضاً عليه غرامة ماليّة بحجّة مسؤوليّة الدفاع عنه. ودامت الحالة هذه أياماً طويلة حتى فقد الرجل أعصابه واستل سكيناً وطعن بها الشرطي في قلبه في إحدى نوبات الغضب. وكانت النّتيجة أن وُضِع صاحب المتجر في السجن لمدّة مخففة من حكم الإعدام، ونال الشرطي وسام تكريم لتفانيه في العمل.

ويأتي زميل هذا الشرطي ويواصل عمله المتفاني ويأتي رفاقه أيضاً للاشتراك في ((حماية)) النّاس، ومن يمنعهم، ويظل صاحبوا الدّكاكين الصّغيرة في حالة أمن تام، وتلقّي مساعدة مؤلمة، مع صفعات رفع المعنوية على المؤخّرة دليلاً على المودّة والصّداقة.



#جواد_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحجوب بسبب الرّقابة
- الغش
- المرأة الواثقة
- ما زال العجوز يحمل طاقة كبيرة في أنبوبه
- هدف سهل ومكشوف للضّرب
- الغذاء يحدد نوعية العقل
- عاشق في الخمسين
- مهزول يصاب بالسيدا
- متعة الفقراء
- الإنسان متعلق بالغيبيات إلى حد بعيد
- يحرم على الوزيرة أن تخرج إلا مع محرّم
- الدكتور عزيز والشعر المستعار
- الموسيقا والدماغ وتخفيض الوزن


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جواد طالب - الجلوس على الإبرة الحادّة