|
لماذا لم يسقط بشار بسرعة
مرثد محمد جواد
الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 16:43
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
منذ بدء الحرب على سوريا وأنا أتساءل لماذا لم يسقط بشار بالسهولة أو السرعة التي سقط بها الاخرون أو لماذا لا يوجد تدخل لقوى خارجية للمساهمة في إسقاطه (وأعني بالتدخل الخارجي توجيه ضربات عسكرية فالجميع يعلم بوجود تدخلات وليست تدخلا واحدا في الشأن السوري ومن كل اتجاهات البوصلة). هذا اليوم وفي العام الثاني للمسرحية السورية التي كانت ثورة سابقا وتمت سرقتها كما سرقت باقي الثورات في الوطن العربي بمعونة أمريكية ومعونة دول عربية وإقليمية أخرى يبدو ان المسرحية دخل فيها ممثلون جدد وهم الصين وروسيا بعد اتفاقية أمريكية روسية صينية لبلبلة الأوضاع في الشرق الأوسط للغرض العالمي الجديد وهو القضاء على المنطقة تحت حكم "الأسلامويين" وزرع الطائفية المقيتة التي لم تك موجودة يوما في ستينيات وسبعينيات القرن المنصرم لتمزيق الشعوب وتدميرها وزرع التفرقة حتى بين المرء وأهله كما حدث في لبنان والعراق ويريدون تقسيم المنطقة مجددا وتشظيتها الى دويلات أخرى صغيرة لن تنهض ابدا وصولا الى تقسيمات متكررة أخرى حتى تصبح تلك الدول جغرافيا وسكانيا بحجم إسرائيل وتبقى الغلبة للابد لإسرائيل عليها بحسب الدعم الأمريكي والتطور التكنلوجي لديهم على حساب هؤلاء الذي سيفتقدون لعامل مشاركة الخبرات والافكار التي ستكون متعددة في حال كون أحجام الشعوب كبيرة كنسبة ولكنها ستكون قليلة في حال التقسيم بالنسبة للقطعة الواحدة (واليد الواحدة لا تصفق). سيقول البعض ان بقاء بشار (بوصفه علمانيا) فيه مصلحة للشعب السوري الذي هو أساسا ليس شعبا (متدينا) بالمعنى الحرفي للكلمة ولكن الحقيقة هي وجوب بقاء بشار (العميل الأمريكي الآخر بعد صدام والقذافي ومبارك) لأطول فترة ممكنة أمام المقاومة (بغض النظر عن كونها شريفة ام لا). اما لماذا يجب أن يبقى مطولا فهو ما سأحاول شرحه الآن. تخيلوا لو ان بشار تنحى عن الحكم بعد أسبوع من المظاهرات ماذا كان سيحدث؟ وماذا سيحدث حاليا فيما لو سقط بشار؟ لو تنحى بشار مبكرا عن الحكم فان تمرير السلطة سيكون على الأكثر لقوى علمانية (غير اسلاموية) وليست بالطائفية فلا يوجد لدى الشعب السوري مسميات طائفية أو إمكانية آنذاك تكفي لدخوله هذه المعمعة التي صنعتها الولايات المتحدة في المنطقة بدعمها للمتشددين من القاعدة والسلفية بمباركة حلفائها المباشرين من السعودية واذنابها وبعض القوى الشيعية في المنطقة المنتهجين للخطاب الطائفي. وآنذاك لن تكون المنطقة متقطعة طائفيا بالشكل الذي هي عليه الآن والتي زادت التفرقة الطائفية فيها بصورة كبيرة بسبب احداث سوريا. وعليه فلن يشحن الجو شحنا طائفيا بالعنف الذي يحدث الآن في سوريا والعراق ولبنان وايران والخليج ومصر بسبب تشظي الآراء والمواقف حول بشار والمناوئين له والداعمين له من بعض الأطراف... لذا وجب بقاؤه لإكمال مهمته التي أسندت له من قبل المخابرات المركزية الامريكية والتي يبدو إنها لعبة جديدة بدأت الولايات المتحدة بالتفكير بها بعد تسعينيات القرن الماضي إذ بدأت آنذاك بتحويل تنظيم القاعدة "الإسلاموي" من حليف إلى العدو رقم واحد ويتضح حاليا إن الولايات المتحدة تريد "أسلموية" المجتمعات العربية والشرق أوسطية لعلمها بأن هؤلاء لن يطوروا بلادهم أبدا ولن يسمحوا للمفكرين والمثقفين والذين هم بطبعهم ينأون بنفسهم عن الخطاب الديني الذي سيتخذه هؤلاء وعليه فإما سيكونوا أعداءً لهم أو سيتركون بلادهم ويهاجروا إلى دول أخرى وفي كلا الحالتين سنجد ترديا للفكر وتدميرا للقوانين ومقومات النهضة في تلك الدول وإلا كيف ستفسرون "تحرير" الولايات المتحدة لبعض الدول وتركها "للإسلامويين" لقيادتها ؟ هل هو حبٌ جديد من أمريكا للإسلام؟ أم هو قناعة مطلقة بفشلهم والثقة العمياء في إن هؤلاء لن ينهضوا بدولهم وهذا ما نراه جليا ولا حاجة لنا بنقاشه وكمثال ما يحدث لمصر الآن والدمار الاقتصادي الشامل فيها لعدم معرفة هؤلاء كيف يديروا اقتصادا. لكن هذا التسليم (وأعني به تسليم القيادة) للقوى الإسلامية لا يمكن ان يتم الا في بضعة حالات أحدها على أساس تجهيل الشعوب وهو ما حدث في العراق او على أساس الطائفية والتي اسيادها هم "المتأسلمون" كما سيحدث في سوريا أو على أساس الاضطهاد "وبدعم خارجي قوي وفعال" كما حدث في مصر وليبيا وتونس على أساس اضطهاد المسلمين المتدينين والذين كان الإخوان المسلمون منهم سابقا وتم اختراقهم من قبل السلفية وتغير نهجهم حاليا. في النهاية نحن جميعا مسلمون ونشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله كنا هكذا منذ الف واربعمئة سنة ونيف وسنبقى هكذا ان شاء الله وهذه الأصوات الناعقة علينا ان لا ننجر خلفها وان لا ندعم أيا كان من الساسة فلا يوجد لدينا من بنى بلده بناءً جبارا يستحق بأن نقف له اجلالا واحتراما وان نؤيده وندعمه بل الجميع كانوا ولا زالوا يسهمون في تدمير بلدانهم بالطريقة التي تخدم إسرائيل وامريكا دوما بغض النظر عن المظاهر التي يتخذونها. لذا لا تنجروا وراء نعيق كل ناعق وكونوا امة وسطا كما ارادكم الله تبارك وتعالى وكونوا مسلمين بالعمل لا بالقول والتشرذم الطائفي. أحبوا الناس فخير الناس من نفع الناس واتركوا كل ما سيؤدي الى هلاككم واعلموا جميعا بان كل ما يجري على الساحة الآن هو مسرحيات اعد لها من قبل عشرات السنين ويجري تنفيذها الآن فلا تكونوا جزءاً منها بل حاولوا إيقافها. بالتوفيق للجميع
#مرثد_محمد_جواد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو تغيير قانون الانتخابات العراقي
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|