أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عادل الامين - السكة الحديد والثورة الاجتماعية في اليمن














المزيد.....

السكة الحديد والثورة الاجتماعية في اليمن


عادل الامين


الحوار المتمدن-العدد: 4084 - 2013 / 5 / 6 - 10:58
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عندما جاءت بنا رياح التغيير إلى اليمن السعيد في بدايات التسعينات1991 مع ميلاد الوحدة اليمنية،كنت معلما في مدينة الحديدة الساحلية، ولا ادري آن ذاك ما الذي كان يشدني للجلوس الساعات الطوال قبالة الساحل في كورنيش المدينة الأنيق ، كنت أقول دائما لجلسائي من الشباب الذين يدرسون في جامعة الحديدة ويقرضون الشعر على استحياء" إن هذا الكورنيش يشبه محطة السكة الحديد في مدينتي عطبرة..واني أكاد أرى قطار يمر أمامي واسمع ضجيجه في إذني..كانوا يستغربون حديثي عن "قطار في اليمن" ويرددون:.. تالله انك لفي ضلالك القديم.. ما فتئت تذكر عطبرة والقطار حتى تصبح حرضا أو نسيا منسيا"..كنت أرد عليهم مازحا"يا قوم ليس بي خرف ولكني أرى ما لا ترون"... مضت السنين ودارت الأيام..وإيقاع الزمن الدوار ابتلع الزامر والمزمار كما يقول الشاعر المصري الراحل
صلاح عبد الصبور..واليوم قرأت على شبكات الانترنت..انه سيكون هناك مشروع للسكة الحديد جبار يمر عبر كافة ساحل اليمن يربط بين السعودية واليمن وسلطنة عمان..وأدركت تماما أن الأحلام ليس سوى برنامج في رحم الغيب..وان الشعوب التي لا تحلم لا تتطور وقيل أن المبدع يحلم في اليقظة والشخص العادي يحلم في المنام..رغم إني لست مبدعاً إطلاقاً..
أثمن اليوم ضرورة أن تكون هناك سكة حديد في اليمن مع التغيير ،حتى يكون التغيير حقيقي وأنا ابن مدينة شيدها الانجليز بها راسة هذا المرفق الحيوي كانت تعيش بالسكة الحديد وتموت بموتها واكسبهم العمل في هذا المرفق النبيل ، دقة المواعيد واحترام قيمة العمل ،ورغم أن السكة الحديد قديمة جدا في السودان ،منذ الغزو البريطاني في القرن التاسع عشر وحملة اللورد كتنشر العسكرية 1889 ،إلا أنها عملت على مر السنين على تشكيل هوية السودان وتوحيده والربط بين مناطقه المختلفة وخلقت علاقات اجتماعية وتآخي وتالف بين الناس وأثرت الثقافة السودانية والرواية السودانية والغناء السوداني والشعر السوداني الذي لا يخلو من تيمة القطار...
كما بقيت في الذاكرة الوجدانية لنا ،مواسم الحجيج وقطار الحجاج، والقطار الذي يجمع الحجاج من كل أنحاء إفريقيا والسودان في مدينة عطبرة ثم يقلهم إلى بور تسودان إلى جدة عبر السفن..كان منظرهم بملابسهم البيضاء في غدوهم إلى الأراضي المقدسة وعودتهم منها..والاحتفالات التي تقام لهم الأثر الطيب في نفوسنا الغضة وفي هذا المرفق الرائع "السكة الحديد" الذي يعظم شعائر الله.. وإنها من تقوى القلوب..
اليوم وأنا انظر حولي في عصر العلم والمعلومات إلى عالم متغير لم يتخلى أبدا عن هذا الناقل الوطني الجبار حتى في الصين وبها أسرع قطار في العالم يربط بين شنغهاي وهونج كونج بقطار سرعته 400 كلم/ساعة عبر 2300 كيلومتر وارى الولايات المتحدة تسعى لتجديد خطوطها الحديدية لأهمية القطار في هذا العصر واجد أن دول مجلس التعاون الخليجي تسعى لمشروع ربط كبير بين دولها أسوة بالاتحاد الأوروبي..استغرب لماذا لا يحتفى بالسكة الحديد في اليمن؟؟!!
في كافة الأوساط الفكرية والثقافية والسياسية على الوجه المطلوب في "مقايلهم المتعددة".. في المركز والهامش أو اءمة المساجد أنفسهم عليهم أن يقدموا هذه الرسالة الجديدة بعيدا عن التزمت المذهبي ، حتى يكون هذا المشروع التنموي و الحيوي والهام جزء من وعي و أحلام المواطن الطيب المشروعة و يعتبر مرفق السكة الحديد من أهم المرافق في الدولة المعاصرة لأنه يحدد ملامح القطر وهو أشبه بالجهاز الدوري،القلب والأوردة والشرايين في الإنسان والثديات العليا ويقود ثورة اجتماعية حقيقية ويربط أطراف الوطن المترامية بالمركز،كما انه يوفر عمالة كبيرة تستطيع امتصاص كافة القوى العاملة في البلاد في مرافقه المختلفة،نسبة للحراك البشري الكبير بين اليمن والمملكة العربية السعودية ، الربط بين البلدين عبر خط سكة حديد الساحل المزدوج سيستوعب التحركات بين البلدين ويقننها عبر منافذ محددة ،كما انه أيضا يسهل نقل الحجيج والمواطنين و المحاصيل الزراعية و البضائع والماشية يزيد من حجم التبادل التجاري بين البلدين..وحتما سيشكل إضافة نوعية لاقتصاد البلدين الجارين..وسيشعر المواطن أن هناك تغيير نوعي فعلا حدث في بلاده..ويصبح جزء من إستراتيجية دمج اليمن في دول مجلس التعاون الخليجي على المدى البعيد...وتنتهي معاناة الكثيرين من أبناء اليمن السعيد والتي هي في جوهرها اقتصادية ناجمة عن عجز في إدارة الموارد المهولة التي يتمتع بها اليمن بصورة علمية كما هو الحال في جل الدول العربية غير النفطية وبلدي السودان ليس استثناء...كان في أوج استقراره وازدهاره في العصر الذهبي "السبعينات" والرئيس الأسبق الراحل جعفر نميري واتفاقية أديس أبابا 1972 التي جاءت بالحكم الإقليمي اللامركزي، قضت بتقسيم السودان إلى ستة أقاليم قوية..أبقت الجنوب نفسه بحكم ذاتي داخل السودان الواحد وظلت السكة الحديد تجوب البلاد طولا وعرضا بقاطرة حديثة من دولة المجر وأمريكا, من مدينة واو في أقصى الإقليم الجنوبي إلى مدينة حلفا في أقصى الإقليم الشمالي عند الحدود المصرية وبحيرة السد العالي ومن نيالا أقصى الغرب في إقليم دارفور إلى بوتسودان في الإقليم الشرقي...أما السؤال عن من أجهض هذه الاتفاقية الرائعة 1972-1978 فأسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وأهل الذكر عندنا في السودان المفكر البارع د.منصور خالد وكتابيه "السودان في النفق لمظلم" وكتاب "الواعد الحق والفجر الكاذب" عن تجربة حكم الرئيس نميري وثورة مايو الاشتراكية 1969-1985 التي بدأت بسبع بقرات سمان وانتهت بسبع بقرات عجاف ،أو اطلعوا على روايتنا "الساقية" إصدارات مركز عبادي للدراسات والنشر في صنعاء2005 ،عن تجربة حكم الرئيس الراحل نميري والحديث ذو شجون...
*****
كاتب من السودان مقيم في اليمن



#عادل_الامين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاشتراكية السودانية
- حدث في معرة النعمان
- الاقلية الانتهازية التي تحكم بلدين
- العهر السياسي، وخصاء الأنظمة قراءة في رواية (الفحل) د/ إبراه ...
- سيرة مدينة/اخر كلمات الشاعر سيد احمد الحردلو
- رواية الفحل للحسن محمد سعيد..العلاج بالصدمة..
- ايقونات يمنية
- هكذا تكلم المفكر السوداني محمود محمد طه
- ام احمد
- الاصر..!!
- السودان في متاهته
- رواية ظلمة يائيل...اتكاءة على الماضي واستشراف للمستقبل
- السودان اضحى رجل افريقيا المعاق
- الربيع المصري الى اين ؟!!
- سيرة مدينة:ملالا الباكستانية وسكينة السودانية
- انتخابات امريكا والطريق الطويل الى الامم الحرة
- التصالح مع الهوية السودانية هو مفتاح العبور للقرن21
- الاخوان المسلمين ومازق الشريعة في السودان
- احتضار الراسمالية الاحتكارية
- الازمة الفكرية للربيع العربي


المزيد.....




- السعودية.. بلقيس تثير ردود فعل واسعة بتصريحات حول عدم مشاركت ...
- من بينها فيروز وشريهان.. لبنانية تُجسد صور نساء ملهمات بأسلو ...
- في الإمارات.. مغامران يركضان على مسار جبلي بحواف حادة في تجر ...
- رئيس -الشاباك- الأسبق لـCNN: نتنياهو يفضل نجاته السياسية على ...
- نائب بريطاني يستعين بنجمة من بوليوود لدعم حملته الانتخابية ( ...
- Tribune: رئيس الوزراء الهندي يزور موسكو في 8 يوليو
- مصر.. قتلى وإصابات في حادث سير
- تحقيق يرجح أن تكون نيران دبابة إسرائيلية أصابت مكتب فرانس بر ...
- الحرب في غزة| قصف إسرائيلي يستهدف مدرستين تابعتين للأونروا و ...
- تعرّف على -أونيغيري-.. النجم الخفي بين المأكولات اليومية في ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عادل الامين - السكة الحديد والثورة الاجتماعية في اليمن