المحجوب بسبب الرّقابة

جواد طالب

الحوار المتمدن-العدد: 1172 - 2005 / 4 / 19 - 13:14
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    

الجنس

لا أتحدّث عن تلك العلاقة الخيالية بين الرجل والمرأة، ولا عن الملامسات والتداخلات والتأوّهات، ولا عن حالة الاسترخاء التام، ولا عن الفم الملقى إلى الأسفل في لحظة السيلان، ولا عن النفس المتلاحق، ولا عن الانقباض القلبي، ولا عن الوجوه الأخرى التي تقفز للمخيّلة من حيث لا يدرى. ولست أتحدّث أيضاً عن نظرة الكسلان إلى السعيدة بعدها، ولا عن مشاعر النشوة الملكيّة التي تصيب الطرف الآخر، ولا عن النهوض السريع لإعلان وجوب الاستحمام، ولا عن أن الفكرة المطروحة هنا هي انتهت المهمّة أرجوك غداً مرة أخرى.

كما أنّي لست أتحدّث عن الفكرة التي يتحسّر عليها دائماً، والوضع المنشود الذي يقلب أحد الموازين، رأساً على عقب، ويظهر القدرة والبأس، من ناحية، وقدرة عالية جدّاً من الناحية الأخرى. عند بعض أنواع الضّفادع يَمْتَطِي الذكر، وتخرج البيوض الملقّحة على هيئة خيط موصول من الحبوب السوداءْ، وهذا الوضع لا تحوزه إلا أنواع نادرة من الضّفادع، فالآخرون، ويا حسرة عليهم، يمارسون التلقيح الخارجي الرّتيب المتوارث. والأطراف التي تفقد إحساسها، والعقل الذي يحاول بكل طاقته، والمسكين بعضلاته التي تتكسّر، والقُرب الذي يولّد حاجة بدائيّة لا يمكن سدّها أو العدول عنها. لكنّ هذا ليس موضع الحديث. فالحديث ليس عن الجنس.

ولست أبحث عن إيصال فكرة الانتظار عن قرب، ولا فكرة المشاهدة الهادئة، ولا عن الارتعاش الذي تحس به أعضاء الجسم، وأحدهم بالأخص، وهو الذي لا يدور الحديث عنه بالطبع. ولست هنا لأذكّركم بخفقان القلب، والتعلق الشديد ولحظة النـزول، التي تستحوذ على الجسد كلّه، وما يلحقه من الوقوع منهكاً، ولا عن التعب الشديد الذي يمنع من الاستمرار، والحاجة إلى ضرورة الجلوس جانباً لالتقاط الأنفاس، ولا عن الشعور بالندم، ولا عن الشعور بالسّعادة، ولا عن الارتخاء، ولا عن النّشاط، ولا عن الرجوع إلى الذات، والظهور بمظهر المتهكّم المتهدّل الخدود، ولا عن الحركة المفاجأة، ولا عن كلّ ذلك.

فالحديث لم يكن ولن يكون عن الجنس، تلك الكلمة التي تحمل مفهوماً يخص كل البشر، إلى أذهانكم، ولكن أتحدّث عن الجنس الذي يقول : حمل سعد معه في ليلة الخوض قطّاً، وربطه بحبل إلى الطاولة، وقبل البدء بأي شيء نهض سعد وفصل رأس القطة عن جسدها. والمشهد الثاني المذكور هو مباركة سعد وزوجته في الصّباح الباكر. هذا ما أتحدّث عنه.

#جواد_طالب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات