أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - لن يلدغونا مرتين














المزيد.....

لن يلدغونا مرتين


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 14:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يعد خافيا على احد أهداف ومرامي هذا التكالب العدواني المحموم على سوريا , الذي يندرج ضمن المخطط ألتدميري الكبير للمنطقة العربية, والذي حشد ت له أميركا والغرب ومن هم في دائرة التبعية لها من أطراف إقليميه وعربيه, كل وسائل الدعم والمساندة بدءا من إرسال ألقتله والمجرمين والمتطرفين الذين يتخذون من الإسلام قناعا إلى سوريا ودعمهم بالمال وكل أدوات الإجرام والقتل مرورا بالحصار المفروض عليها من الغرب والمواقف المشينة والخسيسة التي اتخذتها ألجامعة (العربية) وما رافق كل ذلك من تجيش إعلامي معادي كبير يعتمد على آلية التحريض والكذب والخداع وتشويه الحقائق وتزويرها.
نعم لقد تكشفت أبعاد هذا المخطط ألتدميري الكبير(الصهيو أمريكي) وأصبح واضحا للقاصي والداني والذي في حقيقته لا يستهدف سوريا فحسب بل المنطقة العربية برمتها, فقد دأبت أميركا وأتباعها في ألمنطقه, على العمل من اجل أن تستنهض عند العرب ثقافة تكتبها لغة الطوائف والمذاهب والقبائل وتخصص من اجل ذلك أجندات متخصصة وتمررها وكأنها ضرورة حياتيه فيتلقفها أصحاب الرؤى الضيقة والنفعية والمتخلفة وتسوقها وكأنها الطريق إلى الحرية والديمقراطية في حين هي امتهان كبير لكرامة الإنسان العربي وقيمته الإنسانية,
ولعل احتلال الأمريكي للعراق كان بمثابة الخطوة العملية الأولى لمخططها ألتدميري , حينما قدم نفسه تحت غطاء وجود أسلحة الدمار الشامل , وغطاء الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها من الواجهات البراقة التي كان يتخفى خلفها , فدمر الدولة العراقية ونسف كل مرتكزاتها ومؤسساتها الرئيسة ليضع العراق في دوامة الفوضى والفراغ الأمني والسياسي والعمل على خلخلة الكيان الوطني العراقي من خلال إشاعة النعرات والفتن الطائفية والمذهبية والاثنية, وإحداث الشروخ العمودية فيه ,ليبقى مشلولا ومعطلا حتى بعد خروجه منه, ومرورا بأحداث ما يسمى (بالربيع العربي) في بعض الأقطار العربية والذي استطاعت أمريكا وأتباعها أن يركبوا موجة الحراك الشعبي ومطالبه المشروعة ويستثمروا تطلعات هذه الشعوب في الحرية والإصلاح ويغيروا بوصلة هذا الحراك بالاتجاه الذي يخدم هذا المخطط ألتدميري , لينتج هذا الربيع المزعوم أوضاعا شاذة وغريبة لها انعكاساتها السلبية على تماسك النسيج الوطني في هذه الأقطار من خلال دعم قوى دينية متطرفة وظلامية وجعلها في موقع الصدارة خدمة لمشروعها.
ولكي يستكمل هذا المخطط ألتدميري حلقاته وينجز أهدافه الإستراتيجية , لا بد له من تدمير آخر القلاع التي تعيق مساره, وهم يدركون جيد أن انهيار هذه القلعة (سوريا), له تداعياته وانعكاساته الإقليمية والعربية بما سينتج عنه من فوضى واقتتال له أبعاده وأشكاله المختلفة وبالتالي سيصلون إلى الهدف النهائي لهذا المخطط وهو (سايكس بيكو ) جديدة تتمثل في تفتيت الكيانات الوطنية في المنطقة على أسس طائفية ومذهبية واثنيه وعرقية .من هنا كان اعتمادهم على القوى الدينية التي لا تستطيع أن تؤسس لأبسط مقومات الدولة بحكم تواجهانهم ورؤاهم الضيقة أو الطائفية, بل أن مثل هذه القوى الدينية هي أساسا لا تؤمن بوجود الدولة الوطنية, ولهذا فهي الأداة التي يمكن الاعتماد عليها في تفتيت الدول الوطنية في المنطقة .
غير أن معطيات الواقع إلى تشير أن تحالف الأعداء ضد سوريا يواجهون اليوم مأزقا صعبا بسبب الصمود الذي يبديه الشعب العربي السوري وجيشه من صلابة وتماسك منذ أكثر من عامين برغم كل ما حشدوا من أدوات ووسائل التآمر المختلفة ودحض كل الدعاوى الغريبة والتي في مضمونها هي أن تكون حرا وديمقراطيا, عليك أن تستبدل انتماءك للوطن بالانتماء إلى الطائفة او المذهب او القبيلة,.. هذه ثقافة جديدة تكتبها لغة الأغبياء والعبيد والمأجورين لا يمكن لها أن تجدا مكانا في وعي وضمير الشعب العربي السوري , لذا نجده يلجئون إلى السيناريو نفسه الذي استخدموه ضد العراق ليجدوا فيه المسوغ لاحتلاله وهو وجود أسلحة الدمار الشامل, والذي اثبت بطلانه فيما بعد, ولكن هل يمكن أن يكون هذا الاتهام إلى سوريا معبرا وحجة لإسقاطها أو احتلالها , بالتأكيد لن يكون ذلك أبدا لأنه لا يمكن أن يلدغ الشعب العربي في سوريا من الجحر الذي لدغوا منه العراق.



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفل انا
- أزهار المعنى
- احتفاء بصباح شاغر
- انت المصيء بحزنه
- قصائد حب
- طفولة
- تواقيع
- العراق ...ومفترق الطرق
- تحالف الاغبياء
- لا ربيع في الربيع العربي
- انتصرت سوريا ...وسقطت الاقنعه
- التخريب تحت غطاء الديمقراطية
- حرريني من قبضتك
- ملاحظات اولية عن المشهد الثقافي العراقي
- اتهامات الحكومية العراقية
- انهم يتاجرون بكرامة العراق
- وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية
- الاتفاقية ...واساليب المخادعة
- مثقفون) من ورق
- لا تعذبو الكلمات


المزيد.....




- مراوح قارب تسحق ذراع شاب أثناء غطسه في البحر.. والسائق معتذر ...
- ترامب يعلن مواصلته عقد تجمعات بأماكن مفتوحة بعد محاولة اغتيا ...
- ألمانيا.. ازدياد شعبية الحزب المعارض لإمدادات الأسلحة إلى ال ...
- -سرايا القدس- تعلن السيطرة على طائرة استطلاع إسرائيلية في خا ...
- فرنسا لا تستبعد ضلوع طرف أجنبي في أعمال تخريب شبكة القطارات ...
- أستراليا تحظر استخراج اليورانيوم من أحد أكبر المناجم في العا ...
- صحيفة أمريكية: نتنياهو بين نارين بعد طلب واضح من قادة الديمق ...
- إسرائيل تقدم للإدارة الأمريكية مقترحا معدلا لصفقة التبادل وو ...
- نعيم قاسم: أعيش أفضل حياة لن أتخلى عنها وحسن نصر الله أسعد إ ...
- سلسلة انفجارات تدوي في مدينة دنيبر الأوكرانية


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - لن يلدغونا مرتين