أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هاني عياد - مصيبة ممدوح إسماعيل ومصيبة مصر














المزيد.....

مصيبة ممدوح إسماعيل ومصيبة مصر


هاني عياد

الحوار المتمدن-العدد: 4082 - 2013 / 5 / 4 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أقسم الرجل اليمين الدستورية، عضوا فى مجلس الشعب، بما «لا يخالف شرع الله»، وبعدها وقف فى قاعة مداولات المجلس ليرفع الآذان، بينما كان بوسعه –لو كان يريد الصلاة حقا، ولم يكن مؤمنا أن العمل عبادة- أن يطلب من رئيس المجلس رفع الجلسة للصلاة، أو أن يخرج إلى المسجد الذى لا تفصله عن قاعة المداولات سوى بضع خطوات.
عن ممدوح إسماعيل أتحدث، الرجل الذى يقول عن نفسه إنه محامٍ رغم أن أحدا لا يتذكر له قضية مهمة تولاها حتى ولو خسرها، أو مرافعة صدح بها –يوما- فى قاعة محكمة، وتركت أثرا فى تاريخ القضاء المصرى، حتى ولو لم يأخذ بها القاضى، فالرجل على ما يبدو تفرغ تماما لقضايا «الدعوة» و«النضال الإسلامى»، وهذا شأنه، وليس ثمة ما يستدعى التوقف أمام من يتساءل -بسوء طوية- عن المتظاهرين والثوار وحدهم دون غيرهم «هما دول مش بيشتغلوا أيه؟ طب بيجيبوا فلوس منين؟».
أخر معارك المناضل «الإسلامى» ممدوح إسماعيل (حتى الآن) انطلقت من «جبهة عبد الله بدر»، حيث اعتبر أن القبض على المذكور وإيداعه السجن تنفيذا لحكم محكمة «مصيبة».
وعبد الله بدر هو نموذج آخر من مناضلين أخر زمن على «النموذج الإسلامى» حيث يمارس نضاله «إسلاميا» عبر شاشة التلفزيون، مستعرضا أخلاقه «الإسلامية» الرفيعة، سواء عندما يقدم نفسه باعتباره أستاذ علم التفسير فى جامعة الأزهر، ثم يتبين بشهادة الأزهر الشريف أن الرجل لم يحصل على أية شهادة أزهرية، يعنى ولا حتى ثانوية أزهرية، ولا يعمل فى أى من مؤسسات الجامعة والجامع، أو بما ينهمر منه من سباب وشتائم وسخائم وتكفير، لكل من يختلف معه، ويخوض دون أن يرف له جفن فى أعراض الناس، وكأن علم التفسير عنده هو علم السفالة، وقد خص الفنانة إلهام شاهين باهتمام خاص.
ولئن كانت هذه الأخيرة (السب والشتم) لا تتعارض مع أخلاق الإسلام كما يفهمها عبد الله بدر وممدوح إسماعيل، فإن الأولى (الكذب وانتحال صفة ليست له) جريمة يعاقب عليه القانون الذى من المفترض أن ممدوح إسماعيل يعرفه، ومع ذلك كان القبض على الشتام الكذاب وإيداعه السجن تنفيذا لحكم محكمة «مصيبة».
وقد قد كان ممكنا أن ندع الأمر يمر دون حتى أن نسأل لا ممدوح إسماعيل ولا عبد الله بدر عن «شرع الله» فى الكذب وشتم وسب الناس والخوض فى أعراض النساء، فالطيور على أشكالها تقع، لكن الذى حدث أن المناضل المحامى الإسلامى ممدوح إسماعيل وجه نداء لكل «إنسان مصرى أن يتصدى بحزم لهذه المصيبة» وهكذا أصبحت شخصيا مشمولا بنداء محامينا الجهبذ.
المشكلة عندى أننى لا أعرف كيف «أتصدى» ولا كيف يكون التصدى «بحزم»؟ يعنى اجيب حزام مثلا وأذهب للتصدى؟ أم أن «الحزم» هنا مشتقة من اسم الحاج «حازم» أبو إسماعيل، ويتعين علينا السير على خطاه فى «التصدى»؟ وهل يمكن قبول التصدى فى هذه الحالة رغم أن المرحومة أمى لم تكن أمريكية الجنسية؟ ورغم أننى لم أفقد شاحن موبايلى يوما ما؟ هل يكون «الحزم» فى هذه الحالة مقبولا؟ حلالا أم حراما؟
وماذا عن «التصدى» ذاته؟ كيف أتصدى؟ أروح أقف قدام السجن المقيم فيه عبد الله بدر وأفتح صدرى وأقول انا مش لابس قميص واقى؟ أم أتنطع وأتمطع وأتصدى بصفع امرأة على وجهها؟ أم أذهب وأحاصر السجن وأمنع أحدا من الدخول إليه، على غرار حصار مدينة الإنتاج الإعلامى والمحكمة الدستورية؟ وهل يضمن لنا المناضل ممدوح إسماعيل من يأتينا كل يوم بعجل يذبحه لنا لزوم التغذية؟ أى تصدى وأى حزم أيها المناضل الأشوس؟
حقا شر البلية ما يضحك، تعرية وسحل مواطن ليس مصيبة، همجية عصابات الإخوان فى تعرية وتعذيب معتصمين سلميين أمام قصر الاتحادية من أجل انتزاع اعترافات منهم، ليس مصيبة، إعلان رئيس إخوانى أن «المتهمين» اعترفوا أمام النيابة بتلقى أموال من قوى سياسية، بينما النيابة تفرج عن جميع «المتهمين» ليس مصيبة، قتل الحسينى أبو ضيف ليس مصيبة، تعذيب محمد الجندى حتى الموت ليس مصيبة..الخ... قائمة «المصائب» التى لا يراها «الإسلامى» ممدوح إسماعيل طويلة جدا، فالمصيبة عنده هى فقط الحكم بالسجن على رجل شتام كذاب منتحل صفة ليست له هى.
وإذا كانت مصيبة ممدوح إسماعيل تكمن فى سجن عبد الله بدر، فإن مصيبة مصر تتجسد فى الاثنين معا، لذا أعتقد أنه إذا كان الأخ ممدوح إسماعيل «محموق اوى» على عبد الله بدر، فبوسعه أن يدخل معه السجن كأسلوب عملى للتضامن والتصدى بحزم، وإن لم يشأ ذلك فربما كان الأجدى له وللإسلام أنه يشوف له شغلانة محترمة ياكل منها عيش.



#هاني_عياد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعلان الدولة المستقلة لهذه القومية أو تلك يخضع للظروف القائم ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هاني عياد - مصيبة ممدوح إسماعيل ومصيبة مصر