عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 4081 - 2013 / 5 / 3 - 10:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لنقولها صراحة للأخوة السوريين المستثمرين، بأننا كشعب سوري اليوم لسنا معنيين بخيارات سوريا الإقتصادية (راسمالية، أم اشتراكية، أم شيوعية على الطريقة الكورية الشمالية أو الصينية (الشيوعية الرأسمالية (البعثية ) أو الروسية المافيوية البوتينية)، وإن كانت التجارب العامة التي مرت بها سوريا تجعل ميولها المجتمعية رافضة لكلا الأسلوبين السابقين : (الراسمالي والشيوعي الكوري أو الصيني) وما يشبه التجربة الروسية (الرأسمالية الدولتانية المافيوية ،أو الصينية الرأسمالية بقيادة شيوعية أو بعثية كما يشبه الأمر بنظام البعث السياسي والاقتصادي ، وقيادته العصبوية الطائفية كموازي للعصبوية الشيوعية الصينية ، أو المافيوية الروسية) ...بل إن المجتمع السوري هو أقرب في ميوله العامة للاشتراكية الديموقراطية على الطريقة الفرنسية أو البريطانية أو الأمريكانية اليوم، بغض النظر عن استياء وغضب الشعب السوري تجاه سياساتهم الخارجية اليوم نحو الثورة السورية وسكوتهم المريب والمعيب والمدان حضاريا وإنسانيا على مذابح نظام ميليشيا التشبيح الهمجي الأسدي نحو أطفال سوريا ونسائها...
ولهذا نقول: بوصفنا مؤيدين ومنحازين بل ومنخرطين حسب مواقعنا السياسية والثقافية في الثورة السورية المباركة حتى النهاية ، أو بوصفنا معارضين للمعارضة الشكلانية (الديكورية ) المصطنعة خارجيا ،أو بالأحرى وبشكل أدق بوصفنا معارضين مطالبين -ل بإسقاط النظام الأمني الشمولي العسكري الطائفي جملة وتفصيلا بلا مساومة ولا مفاصلة على السعر، فالتكلفة والسعر الذي قدمه شعبنا من دمائه غير قابل للتفاوض أو المساومة لأية صفقة للبيع ...فالكلفة التي قدمها شعبنا، لا تستطيع الثورة الأمريكية أو الفرنسية أو الروسية أن تزعم أنها قدمت أكلافا أكثر مما قدم شعبنا ...ونحن نتحدث بلغة التكلفة وسعر السلعة لكي يستوعب الأمر جيدا رجال الأعمال السوريين وممثليهم السياسيين بلغتهم التجارية الرقمية ... باعتبارهم يقدمون أنفسهم اليوم -واهمين- للعالم أنهم قادرون أن يفاوضوا باسم الشعب السوري حول دماء أبنائه ....
نقول لهم بلغة واضحة وصريحة :بإمكانهم أن يفاوضوا بيت الأسد ومخلوف حول حصصهم في ريع النهب الاقتصادي لسوريا كما كانوا يفعلون حتى قيام الثورة... لكنهم إياهم أن يقتربوا من التفاوض حول الدم السوري، فهو لا تساوي أظافر أقدام أطفاله المذبوحين أو نسائه المستباحاة كل أموال الأرض ولا أسواقها ولا بورصاتها ولا بازاراتها ولاصفقاتها التي تشغلهم، ولن يرضى الشعب السوري كمقابل لدمه سوى : الحرية والكرامة والسيادة ...
أي سقاط أومحاكمة أو بالحد الأدنى التفاوض على رحيل بيت الأسد بقضهم وقضيضهم الأمني والعسكري ...ومن يقوم بهذه التسوية هم فقط هم أولياء الدم والشهداء، وليس أولياء السوق والسلعة والبورصة الروسية أو البازار الإيراني ...
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟