كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 14:02
المحور:
الادب والفن
واصلتْ: عمر الأربعين ...أليس هو بداية سن اليأس عند المرأة...ها هو كذلك بالنسبة للبطالين من أمثالي... و ها أني امرأة تدخل سن اليأس عمريا و صاحبة شهادة دخلت سن اليأس وظيفيا...ما رأيك ؟ أنا الرزايا حين تأتيني لا تزورني فرادى بل جماعات ‼
قلت- يا إلهي... كُفي عن الحديث عن اليأس...تلك مقاييس بالية ما عادت تنطبق في هذا العصر... ألا تدرين أن هناك الآن من لا يبدأ حياته حقا إلا بعد التقاعد...
- التقاعد! ها أنذا أمامك متقاعدة من يوم تخرجي من الجامعة، و مع ذلك لم أبدأ بعد مثلما بدأ هؤلاء الذين تحدثينني عنهم، فبالله عليك شوفي لي كيف بدؤوا لأبدأ مثلهم!!
-احمدي الله على كل حال فعلى الأقل أنت تزوجت و أنجبتِ...انظري إلى زميلتنا مريم التي ظلّت إلى اليوم بلا عمل و لا زوج و لا ولد...
-والله ما عمّق يأسي سوى ولدي...كلما هممت بتدريسه إلا و تساءلت: هل نفعت الدراسة أُمّه لتنفعه؟
-لا، لا تقولي هذا، فلكل منا طريقه في الحياة و ما عليك إلا أن تساعديه.
-وكيف أساعده و كلما لمست كراسه إلا و تذكّرت مصيبتي... يا ليتني ما أفنيت عمري في الدراسة بلا جدوى.
- دعي عنك الندم الذي لا ينفع...ما يزال أمامك الوقت لتُحققي الكثير.
- الوقت! و أين هو هذا الوقت ؟ ألا تشعرين بهذا الزمن الذي يجري...هل تصدقي مثلا، أنه مرّ على تعارفنا ربع قرن؟!
- ربع قرن؟! متسائلة و مندهشة و كأنني لست أبدا بمنتبهة، أنا التي لا أفهم من الحساب إلا عدّ الشهور و الأعوام!!
- هل تذكرين "سي السعداوي" أستاذ الفرنسية "النرفوزي" الذي أطردك من القسم لأنك كنت تضحكين، و أنا أقول لك: قولي له أنه من واجب المؤمن أن يكون بشوشا!!
- أمازلت تذكرينها تلك الحادثة؟
- طبعا! و كل الطرائف التي حدثت لنا وقتها أتذكرها بالتفصيل و لا أحب أبدا أن أنزعها من ذاكرتي. أنسيت أنك كتبت لي يوما في إحدى رسائلك، بأن ذكرياتنا الحلوة هي معطفنا في زمن البرد و الوحشة!
( آه! ما أجمل تلك الأيام البعيدة، و ما أقربها إلى القلب، و ما أسعدنا و أشقانا في سجن الذكريات! قالها قلبي لنفسه و تنهّد).
(يتبع)
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟