عدنان فارس
الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 23:02
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ودارت الأيام وسقط النظامان القديمان في جنوب افريقيا والعراق.. فكيف كانَ موقف النظامين الجديدين في كلا البلدين وكيف تصرّفا أزاء مهمات وتحدّيات الإنقاذ والترميم والاصلاح والانطلاق نحو الأفضل؟.. من نجحَ ومن فشل.. ولماذا..
لقد اتفق زعماء السود والبيض في جمهورية جنوب افريقيا (الجديدة) على أنّ:
المصالحة الوطنية الحقيقية بحاجة الى تنازلات صعبة.
وشكلوا من اجل ذلك (لجنة المصارحة والمصالحة) لجنة قضائية مستقلة كاملة التخويل والصلاحية تمكّنت من البت القانوني والمُنصف بكامل ملفات العهد القديم.. وأرست، بنجاحٍ باهر، كامل أسس ومهمات تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية والتي لارجعة فيها.
اما في العراق (الجديد) فقد تم تأسيس "وزارة المصالحة الوطنية" تصوّرا ياناس وزارة وليس لجنة!! اعتمدت في مهمتها: التمييز الطائفي والمساءلة الانتقامية والاجتثاث الثأري.. مما ساهم في وضع الوطن والمواطنين على أعتاب عهدٍ جديد من الفرقة والتخندق والكراهية والتخريب والخوف من الآخر.. وسادَ الخوفُ الجميعَ من المستقبل...
لماذا لم يحدث في العراق (الجديد) نفس او شبيه ماقد حدث في جمهورية جنوب افريقيا (الجديدة)؟
الأسباب واضحة وليس من الصعب التعرّف عليها وهي برأيي على الأقل: ان الذين، وفي غفلة من الزمن، تسلّقوا السلطة في العراق الجديد ينقصهم الكثير من، إن لم نقل كل، الصفات والمؤهلات التي يتمتع بها زعماء جنوب افريقيا وفي مقدمتها:
الجدارة والأهلية، الصدق وحُسن النوايا، الاخلاص للشعب والثقة بمستقبلٍ أفضل والتحلّي بالأخلاق والمُثل الديمقراطية.....
تصوّروا ايها الناس في العراق وفي اميركا واوروبا وفي بقية بلدان العالم الديمقراطية أن سبعة إنتخابات نيابية، عامة ومحلية، جرت في العراق (الجديد) ومنذ 2005 قد جرت وتمت بأحزاب وجماعات وشخصيات غير ديمقراطية بل ومعادية للديمقراطية وحتى أن بعضها غير موالٍ للعراق!
#عدنان_فارس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟