سفك الدم ... لمصلحة من ؟ يقتل الأبرياء ...

حاتم أحمد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 14:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

سفك الدم ... لمصلحة من ؟ يقتل الأبرياء ...
كل عام وعمال العالم متحدين في مواجهة العولمة

نفيق كل صباح من نومنا علي أخبار التفجيرات والعمليات وصور أشلاء الضحايا وصرخات شلالات الدم المسفوك والمباح في البلاد العربية أنطلاقاً من بغداد ومحافظاتها وسوريا وريفها واليمن وقراها والسودان وأقاليمها ومصر وميادينها وتونس وليبيا ولبنان .. باستثناء دويلات وأمارات الخليج الأمريكي أو مملكة الصيهو أردنية الدائرة في فلك التحالف الصهيو أمريكي إذا استثنينا البحرين من هذا المحور .
نسأل أنفسنا بغباء مفرط ... وبخجل مقرف ... لمصلحة من يراق هذا الدم العربي البريء في شوارع العواصم وعلي أسفلت الطرقات ..؟؟؟ ولماذا ؟؟؟ وكيف ؟؟؟ ومن يقتل من ؟؟؟ ومن يمول هذا القتل الممنهج والمخطط ؟ وما الفائدة من لعبة القمار بأرواح الناس البسطاء في أغلبهم ؟ هل نسمي ذلك أرهاباً بامتياز ؟ أم مقاومة بانفعال ؟ أم جهاداً إسلامياً جديداً ضد المرتدين والكفرة الغير عارفين أنهم آثمين وخارجين عن الملة ؟ وذنبهم أنهم لا يعرفون ؟
عشرات وبل مئات التساؤلات العبثية والمنطقية تطفح علي سطح هذا المضمار الدامي ... تجرحنا وتحرجنا وتفضح عجزنا وبلاهتنا وضعفنا وتعري إنسانيتنا المتخندقة خلف " اللا حول ولا قوة " وفي صمت الحياد بشعارات مترفنة لا تغني ولا تسمن من جوع ... شاهدون كالأصنام أو كخيالات الحقل علي ذبحنا واستباحة دمائنا دون أن نعرف أو نحاول نفهم ... لماذا ؟ ولمصلحة من ؟ وكيف ؟ أقل درجة من الخراف في المذبح؟
ولو فتحنا وفحصنا خريطة العالم .. سنجد ونذهل من الهدوء النسبي الذي يسود معظم دول العالم باستثناء شرقنا الأوسط وبخاصة البلدان العربية وبخاصة إيضاً الدول المحيطة بفلسطين المحتلة والتي حلمت بالربيع والثورة والحرية والكرامة ... فكانت الهدية مزيداً من الفوضي والفوضي المضادة والقتل والخراب والدمار وسفك الدم بعشرات الذرائع والحجج وبدون أسباب .. من الطائفية إلي الجهوية والعشائرية والمناطقية ...
ونعود إلي الغباء والبلاهة مجدداً في تساؤلاتنا ... هل هذا الدم المسفوك مخاض ولادة بناء الأوطان ؟؟؟
هل هذا الدم ثمن حرية تنتظرخلف الأبواب ؟ هل هذا الدم ثمن ديمقراطية تتزين في الفراش ؟
هل حقاً ورود الربيع العربي تحتاج أن تسقي بدماء المساكين الأبرياء ؟ كل ذنبهم أنهم لم يفهمو ...!!! أو لعل قتل العرب الأبرياء هو أحدي وسائل الحد من الزيادة السكانية العربية التي تعتبر النسبة الأعلي في العالم ؟ قتل هنا في بغداد وهناك في سوريا ... وفوضي عارمة مجنونة تجتاح مصرالعروبة ولا يكاد يخلو موقف أو أمر مهما كان صغيراً من صنع الفوضي والاضطراب والتشويش والتخبط وكما تظهر أعراض هذه الفوضي سريعاً ... تنتهي إيضاً سريعاً ليحل مكانها موضوع أو موقف جديد وهكذا دواليك .. والنتائج فقر وإنعدام للأمن وتعطيل لعجلة الانتاج والتنمية وتشكيك بالانتماءات والولاءات وزرع اليأس والاحباط في النفوس وضياع الأمل بالمستقبل .. والجارة ليبيا تختلف من حيث فوضي السلاح واحتلال الوزرات والمؤسسات من قبل المجموعات الغوغائية . وكل دولة تنعم بشكل خاص من الفوضي الخلاقة .
وللأجابة عن تساؤلاتنا العديدة والمتشعبة أعلاه ... نستمد من الوعي والتحليل المنطقي .. إن سفك الدم وقتل الأبرياء هو لمصلحة الكيان الصهيوني وصناعة القتل والفوضي في البلدان العربية هو مصلحة صهيونية بامتياز .. والكيان الصهيوني الغاصب في ايدلوجيته وبروتكولاته يعتبر الانسان العربي عدو دائماً وابدياً ويستغل ضعف وعجز العرب وعرابيه المؤمنين بخيال وأوهام السلام ليزرع الفتنة بينهم وبل ليقتلوا بعضهم البعض وليدخلوا في تحالفات واصطفافات ومسميات تارة طائفية وأخري مواقفية ما بين معتدل ومتطرف وبالطبع السيد الأمريكي هو حلقة الوصل والعازف علي جيتارة الفوضي الخلاقة وأساليبها المتعددة وحسب مخططات وأهداف تخدم الكيان الصهيوني فقط .. واللاعبون الأخرون فقط هم كومبارس علي مسرح الأحداث ... وقد يغضب البعض من هذا القول ويقول .. كفي للتشكيك وجعل الاحتلال شماعة لفشلنا !!!
ونرد باختصار شديد المستفيد الأول والأخير من الانقسام الفلسطيني ومن الفوضي ومن الدم المسفوك ومن تقسيم البلدان العربية إلي أقاليم ودويلات هو الكيان الصهيوني لينفذ مخططه وحلمه ( يهودية الدولة ) وطرد الفلسطينين كل الفلسطينين إلي الوطن البديل في سيناء والاخوان المسلمين موافقين وبل رأس الحربة لتمرير هذا المخطط وسيطرتهم علي الحكم والأمور في كل دول الفوضي هو مقدمة وتسوية الأرضية الخصبة للتنفيذ .. ولكن بعد كل هذا الدم النازف والمستباح ... ومن رائحته العطرة والزكية ستفشل كل هذه المؤمرات والمخططات لأن الشعوب العربية حية وتملك الوعي والقدرة والارادة والعزيمة لكنس الاحتلال وأعوانه ورغم التشويش والمعاناة والتخبط فسيأتي فجراً يحمل الكرامة والعزة والثورة الحقيقية المعبرة عن إرادة وأهداف الجماهير المؤمنة بالعروبة والقومية والمستقبل لأمة عربية واعدة .

#حاتم_أحمد_الخطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات