|
قراءة خفيفة نسبياً في كتاب -فن الحب-
مها سلمان سعود
الحوار المتمدن-العدد: 4079 - 2013 / 5 / 1 - 08:56
المحور:
العلاقات الجنسية والاسرية
بقلم: بيتر كريمر ترجمة: مها سلمان سعود
"هل الحب فن؟ من ثم يتطلب معرفة وجهد"؟! الكتاب: فن الحب لــ إيرك فروم.. تقديم بيتر كريمر. "ستكون قراءة هذا الكتاب تجربة مخيبة للآمال لأي شخص يتوقع تعليمات سهلة لـــ فن الحب". هذا هو السطر الأول من مقدمة كتاب إيرك فروم. كان على "فروم" أن لا يضيع وقته إذا عرف بأن ثقافتنا اليوم هي في البحث في أقسام الخدمة الذاتية لمتاجر الكتب محاولين إيجاد أسهل التعليمات عن الحب والعلاقات. لقد كُتب كتاب "فن الحب" ببساطة كافية للقارىء المتوسط الاطلاع ليفهم الكتاب. في نفس الوقت، كتب فروم بأناقة ووضوح وعمق، إلى الحد الذي قد تظن أن هذا الكتاب كتب من قبل معلمين شرقيين "مرة أخرى درس الأديان على نطاق واسع في سنواته الجامعية". يفهم فروم نهج المجتمع الاستهلاكي عن الحب وكيف أصبح... وهو هنا ليس للتلطيف. كلنا لدينا فكرة كيف نكون محبوبين: كوننا الأذكى، الألطف، الأكثر تسلية، الأكثر هنداماً، الكمال "حزمة". نحن نسعى لنكون محبوبين أكثر من أن نتعلم كيف نحب. من اللحظة التي نولد بها، ليس علينا فعل الكثير لنكون محبوبين. واقع أننا من لحم ودم ما يعني بأننا محبوبين "في أغلب الحالات" بغض النظر عن حياتنا، بغض النظر عن عدم توقفنا عن البكاء أو رسم لوحات على جدران المطبخ. في نقطة معينة من حياتنا، بعد أن ننظر إلى علاقات آبائنا، وبعد أن نستمع إلى مئات من أغاني الحب ومشاهدة الأفلام الرومانسية، نظن أننا نعلم كيف نحب شخص ما. كتب فروم "خلف هذا المنحى لايوجد شيء لتعلمه عن الحب هو افتراض بأن مشكلة الحب هي مشكلة موضوع، وليست مشكلة واقع". نعتقد بأن مسألة أن نحب مسألة بسيطة والمشكلة هي إيجاد الموضوع الصحيح لنحب، على النقيض تماماً، تتبع فروم هذا المنحى عائداً إلى العهد الفيكتوري، عندما كان الزواج يتم بالتعاقد على أساس الأعراف الاجتماعية. الحب في ذلك الوقت لم يكن "عفوياً، تجربة شخصية" ومن المفترض أن تتطور المشاعر بعد الزواج. أصبحت فكرة الحب الرومانسي مع الأجيال الأخيرة "شبه عالمية" مفهوم العالم الغربي. هذا المفهوم المكتشف حديثاً للحرية في الحب أكد على الفور بأن الحب سيكون سهلاً إذا وجدنا الموضوع الصحيح مقابل تطوير الموقف وممارسة التمرن على الحب نفسه. أضاف فروم: الافتراض الخاطىء بأنه لا يوجد شيء يمكن تعلمه عن الحب" يكمن في الخلط بين التجربة الأولية من الوقوع بالحب، والحالة الدائمة كونك تحب". معجزة الحميمية المفاجئة وهدم الجدران بين شخصين هي الأكثر إثارة وإنعاشاً للاشخاص "المنغلقين، المنعزلين بلا حب" وهي بغاية الجاذبية الجنسية والكمال. يحذر فروم "هذا الحب بحكم طبيعته غير دائم". هؤلاء الأشخاص يصبحون تدريجياً أكثر معرفة وأكثر راحة في علاقتهم الحميمية وتدريجياً يفقدون الميزة الخارقة والمثيرة وينتهون إلى خيبة الأمل والملل المتبادل الذي يقتل ما تبقى من الانجذاب. في أكثر الأحيان لايكونوا على بينة من هذا، ظناً منهم أن شدة الافتتان على أنها شدة الحب. يتحدث فروم من منطلق تجربة. كان متزوجاً ثلاث مرات.. 1_ فريدا ريتش مان، طبيبة ومحللة نفسية ذات اعتبار لعملها الرائد مع مرضى الفصام. 2_ هيني كورلاند، مصورة صحفية محترفة. انتحرت بعد سنوات من التغاضي عن مرض مؤلم. 3_ إنيس فريمان، رافقته في زيارة لمدة شهر ودعمت سياسات الولايات المتحدة في مجالي نزع السلاح وحركات السلام. انتقد فروم نظريات سيغموند فرويد على أنها "ضيقة وآلية" وبأنها "مبالغة جنسية" وأن فرويد فشل "في فهم الجنس بشكل عميق كفاية". وبأن نظريات فرويد توضح السلوك البشري عن طريق الغرائز الفطرية المروضة: من خلال القمع و "المستأنسة من قبل المجتمع". يعتقد فروم أن البشر مخلوقات اجتماعية تتصرف دائماً في إطار البيئة الاجتماعية. نظرة فروم إلى الحب تختلف كثيراً عن زمنه، عندما لايرى المجتمع في الحب غير النهج الفرويدي لتلبية الاحتياجات الجنسية وبأن الحب هو عاطفة غير عقلانية. في كتابه، لتحقيق الحب كفن، يجب علينا التمكن في النظرية وفي الممارسة. هذا الكتاب مؤلف من ما يقارب المائة صفحة حول نظرية ممارسة الحب، مكتوب بلغة بسيطة ولكنها مؤثرة بشكل ملحوظ، وهو غير خائف من مواجهة الأسئلة التي لا يرغب معظمنا بإحضارها. يعد فروم من أبرز من كتب بالتحليل النفسي وهو يكتب من منطلق التعاطف والخبرة، وربما الباحث الوحيد الذي يعتبر الحب على أنه المركز لدراسته، يستكشف الحب من جميع جوانبه، بدءاً من العلاقات بين الوالدين والطفل، الحب الأخوي، الحب المثير، حب النفس،حب الله، والحب الرومانسي.
ـ كتب بيتر كريمر في مقدمته: لديه احتقار لمقالات المجلات البراقة حيث تبدو الزيجات السعيدة مثل إدارة شركات متوسطة.... حتى الحب "كملاذ من الوحدة" محكوم عليه بالفشل. أن تحب بالمطلق يعني أن تتشارك مع البشر الجنس بعيون مفتوحة. "حبي الجميل، أحبك حتى أؤلمك لكن الألم حلو ورائع. اتمنى أن تشعري به في نومك". واحدة من الرسائل التي كتبها في السبعين من عمره لزوجته إنيس عندما استيقظ قبلها.
#مها_سلمان_سعود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة خفيفة نسبياً في كتاب -فن الحب-
المزيد.....
-
مبادرة “لاها” وأهمية الحديث عن الصحة الجنسية والإنجابية للنس
...
-
الصورة الرسمية للسيدة الأمريكية الأولى الـ47: أنا امرأة عملي
...
-
الهلال الفلسطيني يستلم 3 مواطنات مصابات في قصف الاحتلال مبنى
...
-
أول مدربة كرة قدم سورية تحلم بعهد جديد للنساء ولبلادها
-
جرائم نازيي كييف في قرى كورسك: تعذيب واغتصاب وقتل بدم بارد
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة للحصول على 800 دينار شه
...
-
طريقة التسجيل في منحة المرأة الماكثة للحصول على 800 دينار شه
...
-
هل أنصف القرآن المرأة وظلمها رجال الدين؟
-
-لا تفقدوني-.. لحظة إنقاذ امرأة تبلغ 100 عام من حرائق الغابا
...
-
في مصر: الحكم على الفنانة منى فاروق بالسجن 3 سنوات
المزيد.....
-
الجندر والجنسانية - جوديث بتلر
/ حسين القطان
-
بول ريكور: الجنس والمقدّس
/ فتحي المسكيني
-
المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم
/ رشيد جرموني
-
الحب والزواج..
/ ايما جولدمان
-
جدلية الجنس - (الفصل الأوّل)
/ شولاميث فايرستون
-
حول الاجهاض
/ منصور حكمت
-
حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية
/ صفاء طميش
-
ملوك الدعارة
/ إدريس ولد القابلة
-
الجنس الحضاري
/ المنصور جعفر
المزيد.....
|