أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان علي عثمان - قصة قصيرة بعنوان ( دخان سيجارة كائن غريب )














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان ( دخان سيجارة كائن غريب )


ايفان علي عثمان
شاعر وكاتب وصحفي مستقل

(Evan Ali Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 21:15
المحور: الادب والفن
    


( المشهد الأول )

كان يعتقد بأن دخان سجائره والعزف على وتر الضباب المحيط بتلك الهالة التي تتشكل على مسامات جلد شفتيه ستلد نوافذ يستطيع من خلالها الهرب الى ارض الخلاص من الالام الحب فكان يسقط وتتناثر بقايا حروفه وكلماته في غبار سجائره المتعفنة فيعود زاحفا بلا اجنحة الى النوافذ التي صنعها فيمد جسرا من الدخان نحو حافة احدها ويصدر ضجة في زواياها لعل حبيبته تسمع صهيل جواده المتسخ برماد سجائره فيسكن الصمت ويسقط .....

(المشهد الثاني )
كان يحب الترحال من احضان حبيبته ليبحث عن ارض الخلاص فكان يختفي اثار تلك الاضواء التي تناديه في احلامه فيسلك كل الطرق ولا يكترث بصراخ حبيبته ولا ضوضاء دخان سجائره .....
فلقد جن جنونه وتحول من عاشق يسكن شرايين القصيدة الى مستئذب يفترس كل ما يصادفه عبر اروقة تلك الاودية والسهول التي يسلكها ولكنه يسقط ويتصبب عرقا وتختفي ملامح طفولته .

( المشهد الثالث )
كان كائنا غريبا يعيش في فضاء عالم انقرضت فيه معاني الوفاء والمحبة فلقد كانت امنيته الوصول الى مشارف ارض الخلاص فشطب من دفترقصائده هزائمه في معارك العشق لكي يستطيع ان يختزل لحظة صفاء في قلب حبيبته عندما يعود من رحلته ولكنه كان يسقط عند زوايا النافذة التي تعاني من مرارة رائحة دخان سجائره .

(المشهد الرابع )
كان يتألم عند العودة فكانت الجروح تغطي كل بوصة من جسده والدماء تسيل من شفتيه فدخان سجائره قد مزق احشاء رئتيه ولعاب فمه يلتئم عند كل صرخة تخرج من اعماق روحه فلقد اصابته لعنة العشق فلم يكن يستطيع الفرار والهرب من القدر ولم يكن بأستطاعته ان ينادي حبيبته فأشعل سيجارة تلو الاخرى وظلت الدماء تحيط بجسده والجروح تحرق مسامات جلده فسقط من جديد .

( المشهد الخامس )
في نهاية رحلته عرف ان بحثه عن ارض الخلاص ستوصله الى قاع الانتحار فلقد تعلم الكثير من ملاحم هزائمه مع الحب والعشق والغرام وقرر ان يعود ويطفىء سيجارته ويغلق النوافذ ويلتهم الدخان الملتصق بجدران قصائده ويعلن الحرب من جديد على حبيبته فحلق ذقنه ونظف الغبار المتراكم على ملابسه ورمى علبة سجائره في سلة المهملات وامطر عنقه وباطن كفيه بعطر برتقالي ووقف امام المرآة وتجاهل بريق الاضواء القادمة من فتحات النوافذ وتقدم نحو حبيبته كالمهند المصقول بحروف وكلمات الشعر ولكن حبيبته اختفت مثل دخان سجائره فألتفت يمينا ويسارا وركض عند احدى النوافذ ولكنه تراجع فظل واقفا حائرا صامتا لانه انهزم مجددا فحبيبته قد رحلت وتركته وحيدا لانها ايقنت ان حبيبها لن يعود وسيسقط ..... فسقط

( المشهد السادس )
نهض من جديد وأشعل سيجارة وفتح النوافذ وسافر ليبحث عن حبيبة تاركا وراءه احلام ارض الخلاص .



#ايفان_علي_عثمان (هاشتاغ)       Evan_Ali_Othman#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة وصمت وكبرياء
- النجاح الامريكي والفشل الياباني ( مقارنة بين عنصر التميز وعن ...
- لا توجد انثى متميزة
- صرخة العشق والغضب
- اسرار وخفايا الالوان الصامتة والغامضة الراقصة في لوحات الفنا ...
- شيزوفرينيا الشعر - مقاطع شعرية
- العنف العاشق ضد المرأة ظاهرة لها ايجابيات عاشقة في وجهة نظر ...
- لحظة الاغراء بين انثى بيضاء عاشقة ورجل عاشق في احضان لغة الف ...
- لغة الفراولة والامبراطور والشرشف الابيض - قصة قصيرة
- انا خليفة نزار قباني انا الامبراطور - مقاطع شعرية
- شاعر مراهق يعشق شاكيرا وسيلين ديون يداعب انثى مراهقة شديدة ا ...
- رسائل المعجبين والمعجبات عبر البريد الالكتروني هي ورود حمراء ...
- ليست لدي - قصيدة
- انثى عاشقة ولغة الفراولة - مقاطع شعرية
- حرارة الحب بين انثى بيضاء عاشقة وطفل عاشق فوق الشرشف الابيض ...
- اغنية البرتقالة تتربع على عرش قمة الحضارة وحلبة المصارعة الع ...
- قناة الشرقية الفضائية العراقية صرخة الاعلام العراقي الحر في ...
- اغنية البرتقالة تتربع على عرش الحرية وهذه هي قمة الحضارة
- فنان تشكيلي يعشق براكين انثى سمراءعاشقة - قصة قصيرة
- حرب الانوثة السمراء العاشقة -قصة قصيرة


المزيد.....




- مبادرة جديدة لهيئة الأفلام السعودية
- صورة طفل فلسطيني بترت ذراعاه تفوز بجائزة وورلد برس فوتو
- موجة من الغضب والانتقادات بعد قرار فصل سلاف فواخرجي من نقابة ...
- فيلم -فانون- :هل قاطعته دور السينما لأنه يتناول الاستعمار ال ...
- فصل سلاف فواخرجي من نقابة فناني سوريا
- -بيت مال القدس- تقارب موضوع ترسيخ المعرفة بعناصر الثقافة الم ...
- الكوميدي الأميركي نيت بارغاتزي يقدم حفل توزيع جوائز إيمي
- نقابة الفنانين السوريين تشطب سلاف فواخرجي بسبب بشار الاسد!! ...
- -قصص تروى وتروى-.. مهرجان -أفلام السعودية- بدورته الـ11
- مناظرة افتراضية تكشف ما يحرّك حياتنا... الطباعة أم GPS؟


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايفان علي عثمان - قصة قصيرة بعنوان ( دخان سيجارة كائن غريب )