|
الاول من أيار والاشتراكية
جابر خوري
الحوار المتمدن-العدد: 4078 - 2013 / 4 / 30 - 09:30
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
أصل الاحتفال بهذا اليوم من كندا سنة 1870 في مدينة هاملتون وبعدها في تورنتو بما يسمى: "حركة العمال 9 ساعات" الذي ادى الى ظهور الاتحاد التجاري. في سنة 1872 كان هنالك عدة مسيرات كدعم لحركة "9 الساعات" والذي ادى إلى اضراب عمال الطباعة، ومنه لاحتفالات في تورنتو قد حضرها زعيم العمال ماكغواير واستفاد منها وعاد الى نيويورك لينظم أول عيد للعمال في اليوم نفسه في الخامس من أيلول. لكن في اضراب العمال سنة 1894 في شيكاغو في الولايات المتحدة تم قتل العديد من العمال على ايدي الشرطة، وبعد يوم القيت على المظاهرة قنبلة قتلت وجرحت العشرات، وبعد يومين أيضًا جرى اعدام 12 شخصا على يد السلطات الأميركية على خلفية الاضراب والمظاهرات. وقام الرئيس الأميركي خوفا من الاضرابات، بتسويات مصالحة مع حزب العمل ومنها اخذت طابع الذكرى كلمات وعرض شخصيات للانتخابات، وانتقل هذا اليوم إلى استراليا لتبدأ بالاحتفال بهذا اليوم. وبعد قيام الثورة اللينينية، ثورة اكتوبر الاشتراكية، التي بها تم تقسيم العالم الى رأسمالي واشتراكي أصبحت أميركا تحتفل بهذا اليوم يوم الأحد قبل الأول من ايار وأطلقوا عليه يوم الوفاء. وجاءت الاشتراكية واحتفالها بيوم الاول من أيار الذي اعترف به كيوم عطلة سنوي تقديرا واعترافا لرمز الاشتراكية وهي الطبقة العاملة. إن ما ورد على الاقل بان الماركسية ترفض رفضا باتا الجمود العقائدي لأنها تشكل خطرا على "الديالكتيك" الذي ينادي بالحركة الدائمة بكل اتجاهاتها الافقي والعمودي والذي يدعو الى ان نستخدم النظرية بدلا من ان تكون عبدا لها، هو محض افتراء على جوهر الماركسية. فحركة المادة المستمرة تجعلك متفاعلا مع ما يجري من حولك، مثلا التحالفات السياسية مع القوى الموازية سياسيا وطبقيا بالرغم من وجود الاختلاف الايديولوجي أما الجمود العقائدي فيدعوك للتقوقع، أما بالنسبة الينا فسياستنا الماركسية "الديالكتيكية" هي التي ترشدنا لصيانة وصياغة القرار السليم. إن العلاقة بين القديم والجديد في حلقة التطور الجدلي تجعلنا نتأمل ونلاحظ التغيرات الطارئة على جوهر الظواهر وعلى الظاهرة نفسها. فعندما اوضح لينين ان الثورة الاشتراكية تخترق الجهة الرأسمالية في اضعف النواحي، حيث يكون مركز "البروليتارية" اقوى من مركز الرأسمالية، عندما يخضع الاقتصاد في كل المراحل لقوانين الطبيعة بقوانين عملية موضوعية مستقلة عن ارادة الانسان، وبما انها موضوعية لا يمكن الغاؤها، بل يمكن للإنسان معرفتها وتسخيرها لمنفعته وتفادي شرها. إن الأول من أيار مناسبة لنتذكر واجبنا بتنمية الأجيال الناشئة، على مفاهيم الماركسية اللينينية، مفاهيم العدالة الاجتماعية، ونقنعهم بهذا الفكر وأهمية هذا اليوم من جميع نواحيه، وبالذات اهميتهم بوجودهم على هذه الارض وهذا الوطن والأرض الغالية وجدية نضالهم ووقوفهم مقتنعين بقوة جدلهم وإنتاجهم العملي والفكري. فالهدف الاول من عملية الانتاج الاشتراكي سد الحاجات واستهلاكها وتطورها مع التاريخ فكل مشروع يبنى وكل صناعة تقام تعرف من البداية قدرتها الانتاجية والناحية التي بها تستهلك منتجاتها. هذا رد مفعم بهذا اليوم لأعداء الاشتراكية والذين يتهموننا بان النظام الاشتراكي دكتاتوري. ان البرامج الاقتصادية التي على أساسها تتطور البلاد الاشتراكية تقام بفضل رأي العمال او نقاباتهم ويناقشونها ويعرفون اسرارها قبل ان تشرع بتنفيذها، ليقوموا بعملهم بحماس وتضحية لأنهم ينتجون لأنفسهم وهنا يكمن عنصر الديمقراطية في النظام الاشتراكي. ولذلك ولأننا نؤمن بالحركة الدائمة علينا ان نفكر ونشرك من حولنا بالمصلحة من عمال وموظفين ولا نهاب النقاش حتى بأصغر وأبسط الامور لان هذا ما يقنع الكادح بالإنتاج وجمال الانتاج. ومن هنا يلعب قانون القيمة دورًا هامًا وأساسيًا في الانتاج الرأسمالي لأنه يظل ساري المفعول في النظام الاشتراكي ايضا، ولكنه يلعب دورا ثانويا. ان الخارجين عن الماركسية ينتقدون بقاء قانون القيمة ساري المفعول في النظام الاشتراكي مدعين انه يؤدي الى اعادة نظام الرأسمالية ولكن قولهم مردود، فإذا تسلمت البروليتارية السلطة السياسية وألغت الملكية الخاصة للصناعة وأممت الثروة الرئيسية فان كل خطر من قانون القيمة يزول ويبقى من استخدامه الفائدة المرجوة. آمل ان تكون طبقتنا البروليتارية في الشرق الاوسط وبالذات في هذه الظروف في سورية تقدر ما تملكه من ثروة طبيعية تملكها الدولة، لعل وعسى ينعم بها شعب سورية ويمنع دخول الأميركان أو أي من الرجال الغربيين.
#جابر_خوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل
...
-
2nd Day of Works of the 4th World Working Youth Congress
-
Introductory Speech of the WFTU General Secretary in the 4th
...
-
الكلمة التمهيدية للأمين العام لاتحاد النقابات العالمي في الم
...
-
رابط مباشر .. الاستعلام عن رواتب الموظفين في القطاعين المدني
...
-
وفد برلماني سيتفقد المنشآت النووية لمراقبة تنفيذ قانون العمل
...
-
الحكومة الجزائرية تعلن عن تعديل ساعات العمل في الجزائر 2024
...
-
المالية العراقية تعلن عن موعد صرف رواتب المتقاعدين في العراق
...
-
“الجمل” يتابع تطوير شعبة الفندقة بالجامعة العمالية لتعزيز ال
...
-
وزارة المالية.. استعلام رواتب المتقاعدين وحقيقة الزيادة في ا
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|