سعد الشديدي
الحوار المتمدن-العدد: 1171 - 2005 / 4 / 18 - 10:29
المحور:
الادب والفن
أور..الناصرية..أوروك الورقاء
من أينَ نختصرُ الطريقَ أليكِ؟
من أي المنافذِ نسترّقُ النظرةَ الأولى إلى عينيكِ؟
أينَ نسيرُ والدنيا بلا قمرٍ يلّونُ خاتمَ الدفلى؟
وفي أي البلاد نكّفنُ القتلى؟
أللطوفان تحترقين ثانيةً؟
أللأوهامِ أمْ.. لمدينةِ جذلى؟؟
حدائقُ أوروكَ المقطوعة الأطرافِ هادئةُ
وليل الناصريةِ وردةٌ بيضاءْ...
يرتفعُ المغيبُ، لساعةٍ، فنسير نحو فنائنا المحتومِ
ما بين الفراتِ وغابةِ الطرفاءْ.
هذا اليومُ..يومٌ رائعٌ للعشقِِ يا ننسون.
فتحتَ ستائرِ الليمون
يغفو البهوُ منتظراً وسادته الجديدةَ،
والعصافيرُ احتست شايّ الصباحِ وأغلقتْ كتبَ القراءة،ِ
واستراحت من لهيب الدرسِ، والأستاذِ..
والآباءِ
والحكماءِ
والغرباء.
هذا اليوم تغفو المركزية ُ..- هل كان اسمُها الفيحاءْ ؟-
قرب رصاصةٍ في وجهكِ المرسومِ بالأصواتِ
والإسفلتِ والأسماء.
- كيف تسيرُ والأمواتُ يفترشونَ ساحات المدينةِ ؟
النجومُ تساقطت مطراً..وأنتَ تغازلُ الفتياتْ؟
كيف تنامُ والجنّ استعادَ الحبرَ والأوراقَ والكلماتْ؟
يسألني المعلّمُ..
إذ يرى الموبايل محترقاً بجيب المعطفِ الشتويِّ..
ويتركني ليغفو..
(صمت..كمال السيد..مشيت وياه للمكير اودعنه. لماذا مشيتَ هكذا عن أور المكير دون أن تلوّحَ لها من بعيد؟؟
صمت.. جواد السنجري..مات بحادث سيارة..ترى هل قتلهُ الرفاقُ الحلفاء؟؟
صمت..حيدر الجاسم.. اين أنت؟؟
صمت..حسين نعمة.. ألم يحن الوقت لتختطفَ قيثارة أور؟؟)
صمتهُ يعلو على صوت النشيد المدرسيِّ
ليختفي بين الأصابعِ ..تحتَ إصباغِ الأظافرِ..
في زجاجات العصيرِ وفي حقول القمحِ..
حيث الرايةُ الأولى يراودها السياسيّ المخضرمُ والغزاةُ
وسورةُ الإسراءْ.
لم تتناسل الهفواتُ بعدُ وأنتِ زورقنا الأخيرُ
وجذرُنا المقطوع..
فمن أين الطريق أليكِ مختصراً،
وأور..الناصريةُ أوصدت أبوابها، السبعَ المثاني؟
ومن أيّ المنافذِ نستّرق النظرة الأولى؟
وأين نسيرُ والدنيا بلا قمرٍ.. يودّعنا هناكَ
ولا أغاني؟
#سعد_الشديدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟