مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 16:49
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كثيرا ما يحتج المدافعون عن النّقاب والحجاب في العالم العربي الإسلامي المتخلف بتعلات حفظوها عن ظهر قلب دون التفكير فيها وفي دلالاتها وتناقضاتها. ويسارعون بإتّهام كلّ من يدعو إلى تحرير المرأة من الحجاب والنّقاب وإلى إعطائها حرّيتها في اللباس كاملة، يسارعون بإتّهامه بأنّه لا يريد حرية المرأة بل حرية الوصول إليها... منطق متخلّف نراه كلّ يوم وأصبح مألوفا لكثرة تكراره. وقد انتشرت مؤخرا قصة، لا أدري من اخترعها (وليس غريبا أن تكون من تأليف جهابذة علماء المسلمين من جرذان ملتحية لا تفكّر إلا في النّكاح والقتل)، لكنها استوقفتني كثيرا والغريب انني رأيتها في الكثير من الصفحات الثقافية والقصة هي كالآتي: كانت فتاتان منقبتان في مطار أجنبي وعندما جاء أحد عناصر الشرطة لتفتيشهما رفضتا وقالت احداهما انها تريد أن تفتشها شرطية أنثى. المهم، جاءت الشرطية وفتشتها ولكنها كانت غاضبة وسالتها ما هذا التعصب ولماذا ترتدي النقاب. فجاءت الفتاة الاولى وأعطتها قطعة شوكولا منزوعة القشرة عنها فرفضت أن تأخذها. وعندها جاءت الفتاة الثانية وأعطت الشرطية قطعة شوكولا بدون نزع غلافها فقبلتها
فقالت الفتاة المنقبة بكل فخر: هل رأيتي لقد فضلتي القطعة التي عليها غلافها لكي لا تكون ملوثة.
انا رايت في هذه القصة تحقيرا للمراة وليس تعظيما وتكريما كما يدّعي مسوّقو نظريّة حجاب العفّة ونقاب الشّرف، لأن المرأة ليست سلعة للشراء أو للأكل أو للتمتع. ولا يجب على المراة أن تسعى لتكون كذلك ولا تفخر بمقارنة نفسها بقطعة شوكولا يمكن شراؤها.
فمن الذي يريد حرّية الوصول إلى المرأة؟ العلماني الذي يريد أن تكون المرأة مساوية للرجل في كل شيء وكائنا فاعلا في المجتمع، أم المتدين الذي يراها عورة يجب إخفاؤها لكي لا تثير شهواته ويتعامل معها في نفس الوقت كسلعة يجب أن لا تكون لها أي إرادة أو حرية وان تكون كل السلطة دائما في يد الرجل، ثمذ يشبّهها بالدرة المكنونة وبالجوهرة المصونة وبقطعة الشوكولا؟
#مالك_بارودي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟