محمد سليم سواري
الحوار المتمدن-العدد: 4077 - 2013 / 4 / 29 - 10:55
المحور:
الادب والفن
هذا هو الهوى وهل من هوى غير هوى القلب ... الذي يشرق ويغرب من غير موعد وإستئذان ... ثم يتوارى ويغيب من غير كلمة وداع ، وبين شروق الهوى وغروبه عالم واسع ومترامي الأطراف .. هذا العالم هو عالمي ، عالم الحب والعشق والغرام .. عالم آخر هو حقيقة بين الواقع والخيال وهو خيال بحت بين الحقيقة والخيال .. عالم من يستطيع وصفه والإقتراب من شواطئه أو الإبحار بين أمواجه الهادئة والعاتية ؟؟ قل ما شئت عن هذا العالم : حكمة وجنون .. أية حكمة تلغي الجنون وأي جنون تصادق الحكمة ، صبر وتهور.. أي صبر يلغي الثوابت وأي تهور يعانق الصبر ، نظام ومفاجآة .. أي نظام كالساعة وأية مفاجأة تحلق دائماً ، دمعة وإبتسامة .. أية دمعة حب وأية إبتسامة حزن ، لقاء ووداع .. أي لقاء حيث تتعانق القلوب وأي وداع أقرب إلى الفناء ، ربيع وشتاء .. أي ربيع خال من النسمات والورد وأي شتاء تتفتح ورد النرجس والياسمين .
أي عالم عالم الحب هذا؟؟ هذا العالم قاراته ليست كقارات عالمنا وبحاره ليست كبحاره وفصوله ليست كفصول السنين التي نعرفها ، قاراته مجموعة من المشاعر الشفافة والأحاسيس الجياشة تجعلكِ تتحولين من إمرأة حكيمة وصابرة الى طفلة مشاكسة وثائرة تبكي لأبسط الامور وتكسر ما تعزه وتحبه ، وتعاند عندما لم يكن هناك سبب لأي عناد ... هذا العالم ، ماء بحاره من الدموع البريئة وأمواجه من الآهات والحسرات تلك الآهات التي تحطم أشرعة كل السفن المسافرة الى عالم الذوبان واللاعودة عبر القارات والمحيطات ..هذا العالم عالم الهوى الذي أعيشه وأعشقه ، أيامه ليست كأيام السنين التي نحياها ونعيشها.. بل وفي كل يوم عندما يغيب عني الحبيبة بوجهها الصبوح وكلماتها الرقيقة تكون حياتي خريفاً بكل شجونه وشتاءً بكل برده وقرصه ، وعندما يطل وجه الحبيبة بإبتسامتها المعهودة والموعودة وإطلالتها الممشوقة تكون حياتي ربيع بورده وزهره وأريجه ... هذا هو الهوى وأنتم أدرى بالهوى يا أهل الهوى .
#محمد_سليم_سواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟