مالك بارودي
الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 18:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
العنوان: ما حكم لعن الكفار من اليهود والنصارى؟
الشيخ: عبد الرحمن السحيم
السؤال: ما حكم لعن الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم أو الذين يتطاولون على شرع الله وعلى القرآن ؟
الجواب:
لعن اليهود والنصارى والملاحدة ومن يتطاول على شرع الله، ولعن من يستحق اللعن هو من القُرُبات ومن إظهار الدين. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم سيكون في آخر أمتي رجالٌ يركبون على السروج كأشباه الرجال. ينزلون على أبواب المساجد. نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف. اِلْعَنُوهنّ فإنهن ملعونات. رواه الإمامُ احمد وغيره، وهو حديث صحيح. ويُفرّق العلماء بين لعن الشخص المُعيّن وبين لعن العموم. وأما سبّ اليهود والنصارى، فإننا نسبهم في كل صلاة ونتبرأ من طريقتهم، فنقرأ: "غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ" إلا إذا كان سبّهم سيفضي إلى مفسدة؛ كأن يحملهم ذلك على سب الله أو سب الدّين، ونحو ذلك، فله أن يمنع من سبِّهم. قال الله عز وجل: "وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ". فسب الكفار وذمهم وذم آلهتهم وعيب دينهم مطلوب، إلا أنه إذا أفضى إلى مفسدة فإنه يُمنع منه. على أن هذا الأمر لم يكن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من فعل أصحابه رضي الله عنهم. ولا يعني هذا أنه لا يُدعى عليهم. وقد كان عمر رضي الله عنه يدعو بهذا الدعاء: اللهم العن كفرة أهل الكتاب؛ الذين يصدون عن سبيلك، ويكذبون رسلك، ويقاتلون أوليائك. اللهم خالف بين كلمتهم، وزلزل أقدامهم، وأنزل بهم بأسك الذي لا ترده عن القوم المجرمين. رواه البيهقي وغيره. والله تعالى أعلم.
المصدر: شبكة مشكاة الإسلامية
---------------
إضافة إلى هذه الفتوى، التي نقلناها كما هي والتي تدلّ على درجة الإحترام الذي يكنّه الإسلام والمسلمون للشّعوب الأخرى التي لا تدين بالإسلام وتمثّل دليلا قاطعا على أنّ كلّ ما يذكر من أنّ الإسلام يحترم الأديان الأخرى ويحترم حرّيّة المعتقد إنّما هو مجرّد أكاذيب ومغالطات لا أساس لها من الصّحّة، أرى أنّه يجب توضيح أمر بسيط بخصوص ما قاله الشّيخ في ردّه من أنّ "هذا الأمر لم يكن من هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من فعل أصحابه رضي الله عنهم".
قال محمّد في آخر حياته وهو في سياق الموت: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد"، رواه البخاري (435-436)، ومسلم (531).
"عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الأولى يقول: اللهم العن فلانا وفلانا بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد ، فأنزل الله عز وجل : ليس لك من الأمر شيء . إلى قوله : فإنهم ظالمون". رواه البخاري (4559).
قال الحافظ ابن كثير ـ تفسيره آيه 159 من سورة البقرة ـ: فصل: لا خلاف في جواز لعن الكفار، "وقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ومن بعده من الأئمة يلعنون الكفرة في القنوت وغيره.
فما رأي المسلمين في هذه الأخلاق العالية وهذا التّسامح وأدلّة الحبّ والإحترام التي يظهرها القرآن ومحمّد وأتباعه لغير المسلمين؟
#مالك_بارودي (هاشتاغ)