الفكر السائد عن اليساريين فى مصر

محمد جابرى

الحوار المتمدن-العدد: 4076 - 2013 / 4 / 28 - 02:51
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

" الواد ده يسارى وشعره كنيش ومربى دقنه وعامل فيها نضالى ولابس بنطلون جينز , و بينزل وقفات عمال و بيجري ورا كل المسيرات و يمسك فى أيده كتاب "رأس المال" لماركس قائد الشيوعية , و يحط صورة جيفارا على تليفولنه و المطرقة و السندان فى رقبته فى سلسلته و يسألوه ليه يقولك أنا شيوعى و بحب الفقر و العمال و الفلاحين و عايزهم يعيشوا كويس " .. دى الفكرة عن اليسارى فى مصر و لكن ..
ركن أساسى و أصيل و مركز من أركان اليسارى الاشتراكى منهم و الشيوعى هى : العدالة الاجتماعية و تحقيق الاكتفاء الذاتى للمواطن و العامل و الفلاح ، و أن يعيش الإنسان حياة كريمة دون أى تجريح أو احتياج .
فعندما يدخن الشخص أرخص أنواع السجائر و يطالب بالوقوف مع العمال و إعطائهم حقهم حتى يستطيعوا العيش بكرامة و حرية و ديمقراطية و حتى يكون عندهم القدرة للعمل بجهد كبير حتى يرتقى بهم فى مؤسساتهم و وطنهم , و لكن لا يطبق هذا فى عمله و هو صاحب العمل فأنه لا يعطى العمال حقوقهم و عندما يغضب عندما تتعنت إدارة مصنع أو شركة ضد العمال , و هو يتعنت و يخصم و يفصل لعماله ، فأين الاشتراكية التى تعد أكثر مثالية من ذلك .
فلا يغريكم المظهر و الشعارات مع بعض من يطلقون على أنفسهم يساريون ، فالبعض منهم يتمثلون فى صورة اليسارى حتى يكتب حب الناس و ثقتهم فى أن هذا الشخص لن يأخذ حق أحد و لن يتحايل فى إعطاء الحقوق لعماله .
مثل اليسارى الشكلى بالمظهر فقط , مثل مُدعى رعاة حقوق الإنسان فى العالم و يغضبون عندما يعذب شخص فى أى مكان و لكن عندما يُسرق منه شيء فى منزله فيعتدى على الخادم و الخادمة و يقدمهم لقسم الشرطة و يطالب بتعذيبهم أو حبسهم حتى يسترجع ما سُرق منه ،عندها ينسى حقوق الانسان ما يدافع عنه .
عندما قال جيفارا لحبيبه الشخص اليسارى " لا تعشق يساريا .. سينساك و يفكر بالعمّال و الكادحين ، سيحدَثك في ليالي الرومانسية عن الثورة و يحدَثك عن الأرض و الخبز و السّلام " لم يكن خاطئا فهذه حقيقة اليسارية , و هذا هو اليسارى فاليسارية ليست شعارات فحسب و لكنها نظرية و تطبيق و أفعال، أفيقوا يا مُدعين اليسارية حتى لا تغرقوا كما أغرق الطوفان المُستعليين على نوح .
فيا مُدعين اليسارية ، أنتم عار عليها فهي نظرية و تطبيق أكثر مثالية من الشعارات و من المظهر , و أكثر من أن تجلس على مقاهى بسيطة , و فى بعض الأوقات تكون رديئة حتى يقال عليك أنك شخص يسارى تقف مع الفقراء و تعيش مثلهم و تأكل مثلهم و تلبس مثلهم .

#محمد_جابرى (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات