هروب الفتيات من منازل آبائهم .. ظاهرة أم واقع جديد !

يارا حمادة

الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 10:03
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    

لماذا انتشرت ظاهرة هروب الفتيات من بيوت آبائهم .. ؟؟
من خلال تجربتي الشخصية و بعص الفتيات اللاتي احتككت بهن وجدت ان الغالبية تبحث عن ملجأ آخر بعيداً عن سيطرة الوالدين نتيجة لإدراكهن بحقوقهن البسيطة و الأولية التي يسلبها إياهن المجتمع الذكوري ..
حيث تجد الفتاة اخيها, صديقها , ابن خالتها او حتى جارها الذكر يستمتع بحرية أكبر منها في حين ان تقتصر حقوقها هي على العُشر مما يتمتع به هو ..
فقط و إن ادركت المرأة بإنها إنسان و ليست مُصنفة كأنثى .. حينها ستنتبه لمدى السيطرة الواقعة عليها من الجميع سواء الأهل او الأقارب او حتى نظرة المجتمع الباردة تجاهها .. ستبدأ وقتها بالتعبير عن إستياءها بالتمرد داخل المنزل أولا .. عدم تلبية الأوامر التي تجدها منافية للمنطق .. و دوما ما ترتبط بعدها تلك الحجة المستهلكة التي تنفي اي حوار قد يأتي بعدها " مينفعش .. إنتِ بنت ! "

و بعدما تجد ان " التمرد " لا يفيد أحيانا .. لإنهم بدون اي تفكير يعتبرونه وسواس شياطني او تحريض بعض اصدقاء السوء لإبنتهم .. وهي في نظرهم لازالت مسلوبة الإرادة و كل ما تفعله هو نتاج علاقتها بالشاب التي احبته او صديقتها المقربة او مواقع الإنترنت الفاسدة .. و كإنما فكرة ان تختار هي بنفسها و بإرادتها شئ ليس من المحتملات من الأصل !!

يبدأ الأهل بكسر شوكة التمرد التي برزت فجأة .. باللين مرة و بالشدة مرة آخرى .. و كلما حاولوا في كسرها اصبحت أصلب و أقوى !!
ليس من الغريب ان يحدث ذلك فالحجج الواهية " بإحترام المجتمع و كونها فتاة " قد تهشمت منذ زمن .. و لم تعد مقنعة كما كانت لديها من قبل ..

في النهاية نجد ان تصلب الأبويين او آحداهم بترويض ذاك الإنسان لم يعد شيئا مقدوراً عليه طالما تمكن هو من تحرير عقله ..

و كما هو من المتوقع ان تبحث تلك الفتاة عن مكان تمارس به حياتها الشخصية التي أرادتها منذ البداية .. و ربما ليست جامحة كما يتصورون و إن كانت فهو عذر مقبول نتيجة لسنوات من الكبت و القيد و حرق اي مساحة ولو صغيرة من الخصوصية .. و لكنها مع الوقت و مع التجربة تتعلم في شهور افضل مما سمعته مرارا و تكرارا في اعوام .. ربما لإن التجربة العملية تؤكد و تزيد من الخبرة اكثر فأكثر ..

لذا فهي رسالة إلى الجميع .. إن جعلت ابنتك تتحرر مبكرا لن تصبح مجرد ظاهرة .. بل أسلوب حياة لا يمكن تغييره و لن يثير الدهشة بعد حين .. و ربما لن تبحث هي عن حريتها خارج بيتها لأنها لن تعاني من ازدواجيتك في التربية او في الآراء ..

#يارا_حمادة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات