أحمد الصغير
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:38
المحور:
الادب والفن
تجمعت غيمات السّحاب في سماءها ... اتّحدت و تماسكت ، فحجبت في تحد و شجاعة قرص الشمس فعجزت اشعّته الوهاجة عن الوصول اليه ... ظل كثيف يعم الكون كأّن به خوف أو رهبة أو اعتراه غموض من حيث لا يعلم .... و كست روحه وحشة و كآبة . ما أفضع كآبة الروح حيت يتملّكها البرود و يحتويها الصقيع .
انتفض مسرعا ، أغلق نوافذ حجرته تحسبا لهبوب نسيم بارد قد يجمّد ما بقي من حرارة جسده و روحه المفرغة الا من بعض الشوق لوطن مسلوب ، و رائحة القهوة تطهى على كانون فحم من حطب الزيتون ... ابتسم ثم فتح النافذة ، لم يعجبه ذلك فعاد و اغلق نصفها الايمن و ترك الايسر مفتوحا فقد اعتاد انصاف الحلول و القرارات الوسطية .... جلس على حافة سريره وضع كوعيه على فخذيه و طأطأ واضعا رأسه بين كفيه ... فكّر ، ابتسم ، قطّب جبينه ، ثم وقف و اتّجه نحو النافذة من جديد ... ترى كيف حال وطني الآن ؟ كيف حال ذلك الشعب البائس الحزين ...؟ هل تحرر لينطلق ؟ أم أنه وقع في قبضة جلاّد جديد ....؟ وطني ، دفئ ، مستقر ، متاع ، اصحاب و قبر أمي و أبي ... وطني نخل و زيتون و رمان ، و سحر جمال المرأة في وطني ...
ما أوحش كآبة الروح وصقيعها ... و هذه الاتجاهات الستة تتجاذب خطواته . في اي اتجاه يسير ؟
هل يفتح النافذة أم يغلقها ...؟ عندما تنقشع السحب و تنبعث أشعة الشمس و يعود للروح دفئها ... حتها سيتخذ في ذلك قرارا
#أحمد_الصغير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟