|
إلى الرفيق غازي الصوراني مع الإحترام
محمود فنون
الحوار المتمدن-العدد: 4075 - 2013 / 4 / 27 - 01:28
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
26/4/2013م تجربة أحزاب الإسلام السياسي كافية للدلالة عليها أحزاب الإسلام السياسي على ذات الصعيد الطبقي للحكم السابق في مصر وتونس وغيرهما. تعال نراجع برنامج الإخوان المسلمين في عهد فاروق :كان الوضع السياسي في عهد الملكية في مصر كما يلي : النظام الإقتصادي الإجتماعي إقطاعي تتداخل معه شرائح الطبقة الرأسمالية في ظل الإقطاع وطبقة الكومبرادور المرتبطة بالأجنبي في هذه الحالة فإن أي حزب سياسي برجوازي وطني لا بد وأن يرفع شعار تصفية الإقطاع وتعزيز الرأسمالية الوطنية واقامة إقتصاد وطني مستقل، وإذا كانت أحزاب ثورية فإنها تطرح ما هو أبعد من ذلك . هذا لم يكن على جدول أعمال الإخوان المسلمين لا في برامجهم ولا في شعاراتهم ودعايتهم. وجاءت الناصرية وتلمست طريقها لتحقيق هذه الأهداف وأممت الرأسمال الأجنبي والتجارة الخارجية وقناة السويس ،وأقامت القطاع العام ...الخ كانت البلاد تخضع لمعاهدة 1936 م التي فرضتها بريطانيا في عهد الإنتداب وكان الحكم متذيلا لبريطانيا بإدارة السفير البريطاني وسطوة القواعد العسكرية البريطانية وكان الجيش تقريبا جزء من الحكم وتبعيته ... الناصرية حررت مصر من الأجنبي وأقامت نظام حكم مستقل ومتحرر بل ومعاد للإمبريالية الغربية جميعها وأقام تحالفاته مع القوى التقدمية في العالم واصطف في وجه الرجعية العربية والعالمية . لننتقل خطوة أخرى : ولنراجع برنامجهم في عهد مبارك (آخذين بعين الإعتبار أن السادات إقترب منهم وقربهم ومكنهم من الكثير من المواقع المهمة ذات التأثير التعبوي في جهاز الدولة ، وظل منهم على مسافة ، ثم كان مبارك علىى مسافة منهم لا يقصيهم الى درجة العدم ولا يفتح لهم الباب علىى مصراعيه ) كان الوضع الإقتصادي الإجتماعي في مصر :نظام برجوازي أساسه الكومبرادور وكبار رجال المال والأعمال والملاكين العقاريين وكبار الفاسدين والمفسدين من جهاز الدولة البيروقراطي . وكانت اتفاقية كامب ديفد وذيولها التي جعلت مصر تدور في الفلك الأمريكي والصهيوني ،وأبقت على سيناء تحت إدارة الأمن الأجنبي ، وفرضت التنسيق الأمني المصري – الأمريكي الصهيوني . لم نجد في برنامج حزب الحرية والعدالة ما ينم عن شعارات تستهدف تحرير سيناء أو إقامة إقتصاد وطني مستقل أو اتباع برنامج اقتصادي تنموي وقد راجعت كل ما صدر عن الإخوان و برنامج حزب الحرية والعدالة الإنتخابي ، كما السلفيين ..لا يوجد ما ينم عن الرغبة في تحرير الإقتصاد الوطني والقدرات الذاتية للإقتصاد المصري . وكانوا يتظاهرون ضد السفارة الإسرائيلية في القاهرة وكان هذا تعبيرا عن مسالة شكلية لا تتعلق بالجذر الذي عبر عن نفسه بسفارة للكيان الصهيوني في مصر .. إنهم لا يسعون لإعادة صياغة وهيكلة الإقتصاد المصري على أسس جديدة حقا ، ذلك أنهم هم يمثلون شرائح الاكومبرادور ورجال المال والأعمال والملاكين العراقيين وكانوا يعانون من الإقصاء عن الحكم وهم اليوم يسعون لتجذير أنفسهم في مؤسسة الدولة ووظائفها العمومية من القاع حتى الرأس ويرهقون الميزانية العمومية . كما أنهم على نهج من سبقهم في الإقتراض والخضوع لشروط صندوق النقد الدولي وتحرير الإقتصاد من بواقي تأثير الدولة ،والخصخصة وبيع القطاع العام وإرهاق الجماهير المصرية باستحقاقات الديون وشروطها المجحفة "وأن الدين العام تخطى حاجز التريليون جنيه ووصلت نسبة أعبائه في موازنة عام 2010/2011 إلى 63% من إجمالي الإيرادات العامة للدولة،." "وأن عدد العاطلين أكثر من9 ملايين معظمهم من الشباب" بعد استعراض سوء الأحوال الأقتصادية والإجتماعية في مصر يتقدم الحزب من هذه الأحوال بالقول "لكن ذلك كله لا يدفعنا لليأس أو الإحباط ، بل هو دافع لنا لنعزم معا عزم الرجال ونقتحم معا اقتحام الأبطال ، ونحن على ثقة من طاقات شعبنا العظيم ، وقدرته على العزم والجلد والإنتاج والإبداع ، والتي ظهر بعضها في ثورة 25 يناير، ويبقى في مخزونه الحضاري الكثير والكثير مما سيكون مصدر إعجاب بل الهام للعالم كله بإذن الله"من برنامج حزب الحرية والعدالة إذن هم سيعالجون هذه الأوضاع بعزم الرجال واقتحام الأبطال ...الخ كانت الأحزاب في عهد الملكية ترفع شعار" الجلاء " والحرية والعدالة لا يطرحون شيئا عن كامب ديفد وملحقاته ولا عن التذيل الإقتصادي وتصفية المديونية ويحاولوا جل طاقتهم الحصول على 4.8 مليار دولار ديون جديدة وهكذات الحال في تونس . إنهم قد نجحوا في تغيير الوجه السياسي للحكومات دون الميل الى إحداث تغيير في المبنى الأقتصادي الإجتماعي الطبقي ولا في تحالافات الدولة وعلائقها الإقتصادية والسياسية وتحالفاتها واصطفافاتها مع الغير ولا التخلص من أثقال وأعباء النظم السايقة . إنه نفس النظام السابق بشعارات الإصلاح الفضفاضة مضافا لها الزكاة . إن الزكاة هنا هي عبارة عن نوع آخر من الضرائب ولكن ليستخدمها الحزب الحاكم كما يرى وليس بضمها الى مدخولات الدولة . وبلإعتماد عل حقيقة أن هذه القوى ليست هي قوى التغيير بل وأن طرائق التغيير الإقتصادي الإجتماعي تختلف عن ما يجري على يد هذه القوى التي لم تنجز الأهداف الأولية للثورات : الأهداف الأولية للثورات في الوطن العربي في بلدان الحكم الفردي وشبه الفردي وتحت عباءة ومظلة الغرب الإستعماري تتطلب انجاز مهمات الثورة الوطنية الديموقراطية ابتداء ، إما على أيدي القوى البرجوازية الديموقراطية التحررية إن وجدت أو بتحالف القوى الوطنية الديموقراطية والتقدمية البرجوازية مع ممثلي الطبقات الشعبية من قوى اليسار أو تنهض قوى اليسار بهذه المهمات بوصفها ضروة تاريخية ومعبرا للتقدم نحو المجتمع الإشتراكي إن كانت الثورة والقوى القائدة لها هي القوى الإشتراكية .هذا من الناحية النظرية . ويرى الرفيق غازي الصوراني بعد أن يلحظ تخلف أحزاب الإسلام السياسي عن المهمات التاريخية ويقول " وهنا بالضبط تتبدى الضرورة التاريخية التي تستدعي من القوى اليسارية الثورية في كل بلد عربي، تركيز أهدافها ومهماتها النضالية، السياسية والمجتمعية، باتجاه تغيير وتجاوز هذا الواقع ، وان تتحمل مسؤولياتها الكبرى، في كونها تشكل في هذه المرحلة طليعة الحامل السياسي الاجتماعي الديمقراطي لعملية التغيير الثوري ، من أجل تغيير الواقع الراهن وتجاوزه وتحقيق تطلعات وأهداف جماهير الفقراء من العمال والفلاحين وكل المظلومين والمضطهدين.." إن هذا الأمر هو ما يجب أن يشغل بال المثقفين الثوريين : إنه مسألة الحزب الثوري الذي يتوجب عليه أن يقود عملية النهوض بالمهام التاريخية الضرورية التي تطرحها المرحلة التاريخية . برأيي أن المهمة تبدأ من ضرورة بناء الحزب اليساري وليس مناشدة أحزاب اليسار لتتوحد في كل بلد عربي لتنهض بالمهمة التاريخية . إن هذه المهام يا رفيق غازي يتيمة الأب .. لقد تم انتهاك قوى اليسار بحيث يظل منها الإسم ولتظل تشغل خانة اليسار دون أن تستطيع أن تتصدى لمهماته التاريخية. يتوجب على المثقفين ان يكرسوا البحث هنا . هناك مهام تاريخية وهناك فراغ تنظيمي قيادي ... إن استمرارنا بدعوة اليسار لكذا وكذا ..."قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي " اننا بحاجة الى إعادة تعريف اليسار وعلى اسس كفاحية وانسجاما مع المهام التاريخية المطروحة في كل قطر عربي نعم ولكن أيضاوإنسجاما مع المهمات المطروحة على الأمة العربية والوطن العربي كوحدة واحدة إن مهمة بناء قوى اليسار ، إن مهمة بناء الحزب الثوري هي المهمة الأكثر الحاحا في واقعنا العربي بوصفها المهمة التنظيمية والقيادية التي تعتبر ضرورة تاريخية لتحقيق المهام التاريخية
#محمود_فنون (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نقاش مع نبيل هلال
-
أين كنت يا اردوغان طوال هذه المدة ؟!
-
الشعب الفلسطيني الخاسر الأكبر
-
الجهاد في سبيل أمريكا
-
لماذا قاطع الإخوان الإنتخابات البرلمانية في الأردن ؟
-
ما قصة تفجير الجوامع والأسواق في سوريا والعراق
-
أنجم تتلألأ في سماء الحرية نحالين أم الشهداء
-
إصبر اصبر يا مسعود جيش امريكا سوف يعود
-
أمريكا نصيرة للإسلام السني
-
هل الشيخ ذكي أم جاهل
-
عندما يكون الإغتصلب عبادة ؟!
-
المعابر والإنفاق في قطاع غزة
-
أمريكا تملأ قلوب المتدينين
-
يقتل زملائه الطلبة مسرورا
-
القذافي ،الشهادة ، أمريكا
-
أبو زهري محام عن حمد وليّ النعمة
-
ميسرة أبو حمدية وتنازع الفصائل
-
ميسرة أبو حمدية شهديا
-
اليوم ...يوم الأرض الفلسطينية
-
يوم الأرض مناسبة كفاحية؟؟!!
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|