أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - بياع الخواتم وصحبه الكرام















المزيد.....

بياع الخواتم وصحبه الكرام


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:18
المحور: كتابات ساخرة
    


ابو طبر

في السبعينات قدم لنا ناظم كزار وصدام في العراق الاسطورة المسماة "ابو طبر", وانطلت اللعبة على الناس جميعا تقريبا, فلم تكن اجهزة مناعتنا قد عرفت الجرثومة لاننا نكن قد اصبنا بذلك الداء بعد. ونتيجة ذلك عاش الناس في رعب فلم ينتبهوا الى المعلومات التفصيلية التي كانت تجمعها اجهزة السلطة عن كل فرد في كل بيت بحجة البحث عن ابو طبر. منذ ذلك الحين جاء العديد من اباء طبر, ليس الى العراق فقط, بل الى العالم.

الزرقاوي

اذا تناسينا بن لادن مؤقتا, فيبدوا ان الزرقاوي اكفأ رجل عرفته البشرية في تأريخها. فلايكاد يمر يوم ليس للزرقاوي حصة فيه في الاخبار. يعلق بعض الصحفيين على الامساك اسبوعيا تقريبا بمساعد مهم له, ان له من المساعدين اكثر مما لدى بوش!
والزرقاوي منيع ايضا عن القتل او الاسر. فقد تفوق على بن لادن في عدد المرات التي حوصر فيها ثم خرج منها مثل الشعرة من العجين!
الجنرال جون أبي زيد قال "أن أيام أبي مصعب الزرقاوي باتت معدودة", والتايم اختارت الزرقاوي الى جانب بوش على قمة قائمة من 100 شخص يمثلون الشخصيات الاكثر نفوذا في العالم!
ووزير الداخلية العراقي قال "إن قوات الأمن تحاصر المتشدد أبو مصعب الزرقاوي، المطلوب الأول في العراق", وانه "محاصر في منطقة محددة", لكنه "كان يتحرك في أكثر من منطقة",
وقبل شهر جاءنا خبر ان القوات الامنية القت القبض على العديد من مساعدي الزرقاوي, ونشرت قائمة باسمائهم, وهم: أبو قتيبة, أبو أسامة, المدعو يوسف, أبو آية و المعروف كذلك باسم أبو رحمن, أبو بصير, أبو زبير, أبو عبد الرحمن, أبو خير الله, أبو عباس واخيرا وليس اخرا- أبو وليد!! اي صحفي مخضرم, هذا الذي يعتبر نفسه حاصلا على "اسماء" من مثل هذه القائمة؟ نورتم المحكمة يا "قوات الامن" ويا صحافة! بالطبع كان ممكنا ان يخترعوا اية اسماء تبدوا طبيعية ولن يتفحص احد حقيقتها, لكن يبدوا لي انهم هنا يريدون معرفة الحد الذي يمكنهم به الضحك المكشوف على الناس دون ان يحتج احد.
رئيس الوزراء العراقي (السابق) اياد علاوي تحدث يوما عن ضربة في الفلوجة استهدفت وكرا للزرقاوي " نفذت بعد تقارير استخبارية دامغة ." رغم ذلك مايزال الزرقاوي "حيا" ولكن " الزرقاوي وشبكته آخذان في الانهيار"
"والانهيار" قد يأخذ دهرا لكي يكتمل. والى ذلك الحين يمكن لأية جهة ان تقتل من تشاء وسيأخذ الزرقاوي الامر على عاتقه. بل ان القوات "الدولية" تستطيع ان تقصف اي بيت في اية مدينة بلا اشكال بشرط ان تصدر بيانا فيما بعد انها كانت تستهدف الزرقاوي.
المشكلة في الزرقاوي ان مودته قد فسدت من زمن وان احدا في العراق لم يعد يصدق اي خبر عنه, لا من السياسيين ولا من عامة الناس, لكن ليس كل شكاك يصرح برأيه.

هيئة علماء المسلمين اعتبرته «أسطورة اميركية» وشاركها الشريف علي بن الحسين حين قال " إن شخصية الزرقاوي وهمية ويبدو لا وجود لها", ورغم ذلك طلب علاوي من قادة الفلوجة تسليم الزرقاوي او مواجهة هجوم كبير.

ان كان الزرقاوي فكرة فقدت كل المصدقين بها في العراق, لم تستمر اللعبة رغم ذلك؟
يبدوا ان المشاهد الرئيس المقصود من مسرحية الزرقاوي ليس الشعب العراقي, بل الشعب الامريكي. فقد صرح أحد الضباط الكبار في الاستخبارات الأميركية لصحيفة ــ ديلي تلغراف ــ في 4/10/2004 ان ليس من وجود للزرقاوي "فماهو إلا شخصا وهميا. وفي واشنطن استقبلت هذه المواد استقبالا حافلا وشكلت قاعدة لاتخاذ القرارات السياسية"

كورت نيمو كتب كذلك في اكتوبر 2004: "اصبح الان واضحا ان الولايات المتحدة ستستمر في استعمال ابو مصعب الزرقاوي حيا او ميتا او خيالا كحجة لضرب الفلوجة."
وكتب ادريان بلومفيلد (Adrian Blomfield(: "عدة مصادر موثقه أكدت إن أهمية ألزرقاوي, قد بولغ بها بخطأ متعمد من قبل المخابرات والإدارة الأمريكية رغبتة منهم لإيجاد (شخصية شريرة) بعد الغزو وانتشار الفوضى, لكي يمكن إلقاء اللوم عليه جراء العديد من الهجمات العنيفة بل الأعمال الأشد عنفا في العراق.
الاستخبارات العسكرية الأمريكية في العراق.كشفت عن سلسلة من المزاعم والأكاذيب المزوقة التي تصلها من مصادر معلومات غير جديرة بالثقة, تحدثت عن محاولات للترقيع والتزويق لكي يسمع الأمريكيون ما يحبون سماعه. ومن خلال المعلومات التي جمعناها توصلنا إلى استنتاج بان ألزرقاوي انه مجرد أسطورة على. كونه فعلا رجلا حقيقيا, نه ليس على تلك الأهمية الكبرى التي يحاول بعض السياسيين تصديقها عنه.
ولا يوجد دليل مادي ملموس و قوي يشير إلى العلاقة بين ألزرقاوي وابن لادن, حتى أعلن احد المسئولين الأمريكيين زعمه اكتشاف قرص كومبيوتر" تم ضبطه من قبل البيشمركة الكردية, ومن بين احد ملفاته مسودة رسالة غير مقروءة جيدا من ألزرقاوي إلى بن لادن تقول( نحن سوف نكون جنودك المتأهبون نعمل تحت رايتكم , ممتثلين لأوامركم , ونقسم بالولاء أمام الجميع.) هذه الرسالة يبدو إنها دليل الحكومة الأمريكية على تلك العلاقة المزعومة. ويقول بوش: زرقاوي انه الدليل الأفضل على العلاقة بين القاعدة وخلاياها.(ديلي تلغراف اكتوبر 04)
لكن لم يلجأ احد الى شخصية خيالية لاثبات كذبته, وهناك الكثير من الارهابيين الحقيقيين؟
صحيح ان الشخصيات الخيالية لاتستطيع ان تفعل شيئا بنفسها, لكن لها ميزات عديدة!
اول تلك الميزات ان لها عمرا لاينتهي الا اذا اردته ان ينتهي. والميزة الثانية انها لا تضرب الا عندما تريدها ان تضرب, وانك تستطيع ان تفرض عليها ضحاياها, كما تستطيع ان تعطيها صفاتا تعجز الشخصيات الحقيقية ان تحتويها. يمكنها ان تتحرك من مدينة الى اخرى وتخترق الدوريات بلا اشكال وبسرعة خارقة.
ميزة الاخرى للشخصيات الخيالية هي انك لاتستطيع القبض عليها في وقت غير مناسب بالصدفة مثلا. وتستطيع ان تقنع الناس بمطاردتها الى الابد, وتستطيع ان تعلن مبالغ كبيرة للقبض عليها دون ان تخشى خسارة شيء الا اذا اردت انت ذلك, وفي الوقت الذي يناسبك.

راجح

تدور مسرحية الرحابنة "بياع الخواتم", حول المختار الذي يخترع شخصية "راجح": المجرم الذي يهدد "الضيعة" التي لاتجد الا المختار لحمايتها
الاهالي ينقسمون بين شكاكين: " يا مختار بدنا نفهم, هيدا راجح ليش ما بيطلع الا عليك؟"
ومجموعة اخرى من الشباب مؤمنين طائعين:"شوهالحكي ياشباب؟ يعني المختار كداب؟" فيرد الاولون: "ليلية نفس الخبرية, خلونا نفهم شو هيه", فترد المجموعة الثانية مصرة على الثقة العمياء: "لا ما بنفهم! لشو بنفهم؟"
"لازم نفهم!"
"لاما بنفهم!"
وهنا يتدخل المختار ليفرض بهيبته النظام, تاركا لصوته الجهوري اثارة الرهبة في مستمعيه وهو يقول :
: "راجح منو قاصدني. راجح قاصدكن انتو. راجح قاصد هالضيعة, وانا المختار, اسكتلو؟"
وهنا تأخذ الحمية والحماس الشباب فيصرخون وقد نسوا شكوكهم وتساؤلاتهم : "لأ لأ..لا بتسكتلو ولا بنسكتلو!!".
بعض اللصوص يحس باللعبة ويشكك في القصة, ويقرر استغلال جو الخوف الذي يعم القرية لتسهيل سرقاتهم. اللصوص يحققون نجاحا باهرا, اذ يكفي ان يصرخ احدهم "اجا راجح", حتى يهرب كل بجلده تاركا للصوص ان يأخذوا ما يريدون.
ومع تكاثر السرقات المنسوبة الى راجح, ويزداد خوف القرية وتزداد قصة راجح مصداقية. اما من بقي لديه بعض شك, فسوف يسير مع القطيع خوفا من ان يعتبر مجنونا, او ان يقتله راجح!!


- هل انت متأكد ان الزرقاوي ليس الا كذبة؟
- ليس كذبة فقط. لقد صنعوا كذبة خيالية بقوة الف رجل. لقد كذبوا الف كذبة!
- وان امسكوا الزرقاوي غدا, فما تقول؟
- يكونون قد كذبوا 999 كذبة فقط!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمات الحكومة القادمة: لكل معركة خيولها
- من يخجل مِن مَن؟ : دعوة لتجربة احترام طوعي للقانون
- هل كان السادات متخلفا عقليا؟
- ااشرف عبد الفتاح والسادات مرة اخرى, واصول الرد على كتابات ال ...
- بعض الناس يحس بالنقص
- التعامل الفعال مع ازمة الاردن
- الطلبة والعصابات والنكتة الايرانية: حول احداث جامعة البصرة
- تفجير الحلة مؤامرة اردنية عمرها اكثر من عام
- لبنان يكتشف دواء للسرطان
- ايكاروس: مضطهدي الشعوب يدرسونها, لكنها لا تدرسهم
- الاقناع المعكوس: حول قائمة الائتلاف والجلبي والقرارات العشوا ...
- اسئلة قبل نتائج الانتخابات
- نظرية الخونة الابطال لاسحق رابين واشرف عبد الفتاح
- ليس من السهل على ابو مازن ان يكون في شجاعة السادات
- رهان الديمقراطية الخطير
- سياسيون مصابون بنقص الحضارة المزمن: حول الشغب السياسي العراق ...
- من قررت ان تنتخب؟
- خطوط على وجوه المدن العظيمة: اثار الجيش الامريكي في بابل
- صراع بين المتضامنين مع الشعب الكردي
- طائر الشمال الجميل يسحب استقالته!


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صائب خليل - بياع الخواتم وصحبه الكرام