وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 22:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمر العراق اليوم بمأزق خطير قد يؤدي به إما إلى الحرب الاهلية أو تقطيع أوصاله . ولابد لنا من القول أن هذا الحال كان نتيجة طبيعية لعدة أمور , اهمها الاساس الخاطيء الذي بنيت عليه العملية السياسية التي تم من خلالها تغليب الهويات الفرعية على الهوية الرئيسية – المواطنة – بحجة تحقيق العدالة بين مكونات المجتمع العراقي , لكنها في الحقيقة وسيلة لتسلط طبقة اجتماعية على مقدرات الجماهير العراقية . و مبدأ التوازن الطائفي في تولي الوظائف العامة , لتحقيق العدالة بين بنات و أبناء الشعب العراقي من حيث الأغلبية و الأكثرية وهذا أيضا يصب في ذات الخانة المذكورة سابقاً .
هذا بالإضافة إلى جملة من القوانين التي أصبحت سيفاً مسلطا على رقاب شريحة واسعة من الجماهير الواسعة . كل هذه الأمور وغيرها دفعت الجماهير في عدد من المحافظات – التي أحست انها مظلومة – إلى ممارسة حقها الدستوري في التعبير في التعبير عن مطالبها .
و بدل أن يحاول رئيس الوزراء حل المشكلة عن طريق التفاوض مع المحتجين , عمل على تأزيم الموقف عن طريق نعت المعتصمين بنعوت لا تليق برئيس وزراء دولة يحترم شعبه , ثم أعطاهم الأذن الطرشة – كما يقول المثل العراقي – و بعدها أخذ يلعب بأخطر ورقة ( الطائفية ) .
و كانت الخطوة الأخطر , إذ أوعز إلى قواته باقتحام ساحة الاحتجاج في الحويجة بدعوى أنها تأوي مسلحين , لتحدث مجزرة فجرت الامور في المحافظات المحتجة .
لحل الأزمة , لابد من قيام التحالف الوطني بتغير رئيس الوزراء بآخر معتدل ليكون قادر على تسيير الأمور لحين إجراء الانتخابات , على أن يتم بناء الحكومة بتمثيل حقيقي للقوى السياسية الفائزة , على ان يتم اصلاح العملية السياسية و إلا فإن العراق سوف يظل يعاني الأزمات إلى أن يشاء الله .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟