|
فيسبوكيات رياض خليل : (4/5/6)
رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 4074 - 2013 / 4 / 26 - 09:10
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
4 العالم الافتراضي : ينمو العالم الافتراضي بخطى حثيثة ، نحو أنتاج آليات حياته الخاصة ، المستقلة عن الأصل ، ويتيج فضاء للحريات لاحدود له ولاقيود عليه . مايسمح بدخوله من قبل أي راغب أيا كان ولأي سبب أودافع ، والجميع يجدون فيه ضالتهم ، ليقولوا من خلاله مالايستطيعون قوله خارج جغرافيته . وليتواصلوا كما يشتهون مع أي شخص أو جهة تروق أو لاتروق لهم . وبات الفضاء الافتراضي سوقا حرة لكل أنواع التجارة والسياحة والترفيه ، وخوض المغامرات والمقامرات على كل صعيد ، وبات متاحا حتى للمجانين والفصاميين والفضوليين والنصابين والمحتالين والمجرمين من كل نوع . ولايمكن ضبط العالم الافتراضي كما يضبط العالم الواقعي . وليس فيه سلطة ملموسة وفعلية على المستهلكين ، تحد من تصرفاتهم وتعبيراتهم ، ولايمكن إخضاعهم للرقابة المألوفة ، لأنهم ببساطة يتخفون ويتقنعون بأسماء وصور مستعارة ، وهم محصنون من أي محاسبة وملاحقة من السلطات التقليدية ، محصنون بكلمات السر ، وأساليب الحماية الألكترونية المعروفة ، التي تحمي المستخدم من أية إزعاجات ومضايقات وملاحقات من أي نوع ، ومن أي جهة . من هنا أصبح الفضاء الألكتروني ملاذا يحتمي فيه المعارضون والمعترضون على السلطات التقليدية ، بأساليب ملتوية ، من شبه المستحيل ملاحقتها وتعقبها ومساءلتها . 5 ثورة الفيسبوك : يعتبر الفيسبوك ثورة على كل ماهو تقليدي وسائد ومسيطر ، ثورة ضد الأطر الرسمية والحكومية المسيطرة على الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع ، ثورة ضد طغيان القداسة والمحرمات ، وضد تعليب الناس وتدجينهم وغسل أدمغتهم ، ثورة تستعصي على الضبط والتحكم ولافرصة لوقف طوفانها الجارف ، الذي يزلزل كل النظم الاجتماعية السياسية التقليدية ، ويهدد بقاءها ، ويفرض عليها التكيف مع الحالة المستجدة ، أو ستكون النتيجة سقوطها وتفسخها وتفككها ، لأنها منتهية الصلاحية ، ولاتواكب احتياجات العصر وضرورات التكيف والتلاؤم مع تطوراته التقنية الهائلة والمتسارعة ، والتي باتت توفر أسلحة دفاعية وهجومية للمعترضين والرفضين للحياة النمطية المتهالكة تحت وطأة شيخوختها واحتضارها وعجزها عن مواجهة الحياة المتغيرة وقانون تجددها . ثورة التقنيات الالكترونية تساعد على تحطيم الحياة النمطية المتكلسة ، التي فقدت المرونة والقدرة على الحركة والقابلية للاستمرار في وسط عاصف من التجدد ، والتطور . كل هذا يفرض على النظم الاجتماعية السياسية إعادة النظر في بنيتها وآلياتها وشكلها ، ويفرض إعادة هيكلتها كليا ، بما يتناسب مع المتغيرات التي عليها أن تواكبها ، لاأن تتخلف عنها ، فتخسر مشروعية تمثيلها وسلطتها على الواقع . ثورة الفيسبوك تعجل في هدم النظم الشمولية وكل النظم غير الديمقراطية ، وتساهم بقوة في الثورة الديمقراطية العالمية ، التي لم تكتمل بعد ، ولن تكتمل إلا بسقوط آخر معاقل الاستبداد والديكتاتورية والشمولية في كل أنحاء العالم . حينها فقط ، ستنعم البشرية بالأمن والاستقرار النسبيان ، وستصبح الحياة البشرية أفضل ، وننتقل من عالم اللاأنسة .. إلى عالم الأنسنة الدائمة والمتنامية . التطور التقني الألكتروني يلعب دورا ثوريا هائلا في التحولات الاجتماعية والسياسية حول العالم ، وهي تحولات لصالح تحرير الإنسان ، وتمكينه أكثر فأكثر من انتزاع حرياته وحقوقه ، وممارستها والدفاع عنها في وجه توحش الأنظمة التي عانت البشرية منها تاريخيا . الفضاء الافتراضي أصبح ميدانا متمردا على الأنظمة الرسمية ، تجري فيه عمليات التواصل وتبادل الأفكار والآراء والأخبار ، إنه منبر مفتوح وحر ، لايروق للطغاة ولصوص الحكم والسلطة والعصابات السياسية المنتشرة حول العالم ، والتي باتت مهددة في هيبتها وقدسيتها وسياقها التضليلي اللاأخلاقي ، وفضح خطابها ، وكسر احتكارها للنوافذ الإعلامية ، التي تعتبر ماكينة للكذب والنفاق والخداع والتزوير ، وطمس الحقائق وتشويه صورة الواقع المعاش . لن تستطيع الحكومات ، وسدنة السيرك السياسي ، بعد الآن إخفاء أي شيء ، ولن تنفهم الأقنعة والماكياجات ، ولن يستطيعوا حتى الاحتفاظ بورقة التوت التي تستر عوراتهم . وثورة الفيسبوك جعلت كل الجدران والسواتر شفيفة كالبللور ، ثورة الفيسبوك تعني أن العالم صار شفافا ، ولامكان فيه لأي حجاب أو برقع . كل شيء أصبح عاريا .. واضحا .. عبر تدفق المعلومات والصور والفيديوهات واليوتيوبات من وإلى أي مكان وشخص وجهة . وهذا مايغير جذريا عالمنا وأنظمتنا العجوز والعاجزة عن مواجهة العدالة الفيسبوكية المتعاظمة . ويهدد اسس وآليات حياتنا المألوفة . التي يتحكم بها وتسيطر عليها العصابات السياسية المافيوية ومجرميها في كل بلدان العالم بلا استثناء . 6 نحو عالم جديد : كل بلدان العالم باتت تواجه استحقاق التغيير والتحول إلى نظم جديدة ، أكثر شفافية وعدالة وحرية ، وأشد التصاقا بالقاعدة الشعبية الاجتماعية ، وأصدق تعبيرا وتجسيدا لهمومها وطموحاتها وحقوقها الأساسية . نظم عنوانها الرئيس : الإنسان . الالتزام بحرياته وحقوقه ، وتمكيينه منها . عالم ينطلق من أنسنة الحياة ، لجعلها حياة تستحق أن تعاش ، شكلا ومضمونا .
#رياض_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فيسبوكيات : (1/2/3)
-
الكذب القاتل: نخاسو الوطن والشعب
-
سورية الثورة (9): نظرية لافروف
-
سورية الثورة (8): كل عام والثورة منتصرة
-
عن المرأة : (2): حق العمل
-
عن المرأة: ربة المنزل
-
سوريا الثورة : (7) :
-
سوريا الثورة : (6): عن مخاطر انحراف الثورة ......
-
سوريا الثورة:(5): منطلقات في التطبيق والعمل الميداني
-
سوريا الثورة :(4): تتمة : مفاهيم نظرية أساسية
-
سوريا الثورة :(3) مفاهيم أساسية عن السلطة
-
سوريا الثورة : (2) : أبجديات في النظرية والتطبيق
-
سوريا الثورة : (1):أولويات المرحلة
-
ومضات: (1)
-
وهم الدولة الدينية وأسلمة الثورة السورية
-
سورية: بدء المرحلة الانتقالية وسد الفراغ في السلطة
-
خازوق أطلسي لروسيا
-
عن الطائفة العلوية أيضا
-
الدولة العلوية الثانية ، و، ماهية الطائفة العلوية
-
الأسد يهدم الدولة السورية
المزيد.....
-
المحافظون الألمان يسعون لكسب دعم اليمين المتطرف في البرلمان
...
-
استأنفت نيابة العبور على قرار إخلاء سبيل عمال شركة “تي أند س
...
-
استمرار إضراب عمال “سيراميك اينوفا” لليوم السابع
-
جنح مستأنف الخانكةترفض استئناف النيابة وتؤيد قرار إخلاء سبيل
...
-
إخلاء سبيل شباب وأطفال المطرية في قضية “حادث الاستثمار”
-
إضراب عمال “النساجون الشرقيون”
-
تسعة شهور من الحبس الاحتياطي.. والتهمة “بانر فلسطين”
-
العدد 590 من جريدة النهج الديمقراطي
-
اليمين المتطرف يحتفل برحيل أونروا من إسرائيل
-
الفصائل الفلسطينية تفرج عن دفعة جديدة من الأسرى بينهم أربيل
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|