فاروق سلوم
الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:30
المحور:
الادب والفن
بيضة في فم الوحش ..يتأمّلها الصغار
فاكهة سوداء ..ثمرة الشهوة وفضتها الباردة
خليط الماء والنجوم في سرير ايامنا.
ووجه الفتاة في عريه البربري
على حديد الدبابة المترب من التجوال
وانا ..في ثيابي عاصفة السكون
مثل جرس حجري في فضاء الأيام
هذه الفتاة مدينة خبزنا الأسود ..
مثل فحم مجاهيلها التي يرتادها الصبية
وهم يخرجون من كفّـيها المشتعلين ..
هــذه المــدينة..
هذه الفتاة في حنطة سريرها تبزغ السلالة
قرنفلة للدم واللذة المقدسة
تقفل طريق الغرباء وتبكيهم من التشرد.
هذه الفتاة هي عشبنا وشعيرنا..
مزيج الحبوب البرية والدقيق في طعامنا البسيط
علّمتها النار التهجّي وعلّمتها الكلام
وهي تتدرّب على تقريض المداخل ..
والدروب المرتجّة..في حفلة عربة الهمر المنمّقة
وتهريج القصور المغلّقة الأبواب
هذه مدينة حلوى النار والرماد
حلوى اللهيب الرافديني في موقد الخزف القديم
وهو يشوي اصابع الرصاص والحديد.
يتها الفتاة ..يتها الفتاة..المدينة
مثل نافذة وجهك يطل على عسل الليالي
تضيعين فينا ..ونضيع في صبحك المتكبّر
واذ نلتقي كائنات الرماد والوردة
كائنات ملحك الغامض لايعرف مذاق
ولا يستطيعه الغرباء..
ليس من زهرة سواك ..نعمة شهواتك نحن..
سهم نيازك سماواتك المجنونة..في فضاء السرير المدمّى
السرير المباح للموت والصفرة في كبرياء شقراء مثل حنّـتك يوم زفاف احمر وشعاع مغلوب..شفرة قراءتك
عصيّة ..أسماؤك أزهار الملح حول سريرك..ونـبتـة
لحصى عقور بين خطى الوحش وهو يهوي.
صباحاتك المتكبرة على حيطان البيوت
تغزل شلالات الأسماء والسنابل
لست تمثالا حجريا ولارواية الكستناء في النار
لست سهلة في عسل الأمسيات
قبلاتك الغامضة سرّ اولادك الحفاة.. وانت..
ثريّـة بالدم في يوميات النار
تواريخك مثقـلة بالفناء
وهو يعيد معجزة الخلق في اختيار الرب
ينهزم الجسد وحيدا في سريرك
وينهزم اللصوص من منافذ القبح
خذينا إليك موحّدة في الشرك التتري ووحشته
موحدة في الصلاة والتوبة يغتسل الحجر الرافد يني
ويندى غرين الشواطي ..وتغدق السواقي
من مياهك ..ولا يتطهر الهمجيّون في موجتك.
يتها الفتاة ..يتها المدينة
مثل نافذة وجهك
شرفة في نهاية الشفق
وأسماؤك تراتيل سريرك..المشتعل بالدم
سريرك الذي يشع بأسمائنا لحظة الطلق
لحظة المستحيل والرصاص والندى
يتها الفــتاة..
يتـها المديــنة.
ـــــــــــــــــ بغداد
#فاروق_سلوم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟