أحمد زحام
الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 21:20
المحور:
الادب والفن
علبة الكبريت
أحمد زحام
بيتنا صغير مثل علبة كبريت أو أكبر بقليل ، به أبي وأمي وصغارهما الكثيرون :
أنا وعلي ,ومحمد ، ومصطفى ومحمود ورضوان وناصر وبنتان .
تقول جارتنا أم زكي الصياد ولا أعرف لها اسما غيره وهي تمسك الخشب :
- ربنا يبارك .
لكن الضابط عندما عاد إلى مكتبه بعد زيارة لنا هو ومجموعة من مريديه قال :
- كيف تقضون حاجتكم ؟ ثم ضحك هو والآخرون
ثم التفت اليهم وهو يضيف
لفني الليل بنعاسه فلم أقو على خطابهم
- رأيتهم ينامون على الفراش وعلى الأرض وعلى الحائط
صاحبه الضابط القصير حرك جسده داخل بزته التي يغطس فيها حتى تعطيه حجما يليق برتبته الشرطية ضحك مع الضاحكين وقال :
- فقير ويكره الأغنياء وينتمي إلى تنظيم سري اسمه اتحاد كتاب مصر لقلب نظام الحكم . ثم أخرج ضبطيته
حرزا يحتوي على العديد من الأوراق المكتوبة بخط اليد
عندما أتوا بوكيل النيابة ليحقق معي في مبناهم القديم بشارع أوجيني لم أكن قد برحت مكاني منذ اليوم المنصرم ، أخرج الحرز وفتحه، كان كراسات الواجب وكتب التربيه الوطنيه ، ودروس محو الأميه التي كنا نعطيها لجيراننا الصيادين في بيتنا الصغير مثل علبة الكبريت أو أكبر بقليل .
#أحمد_زحام (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟