أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - في العراق.. صراع حتى النخاع














المزيد.....

في العراق.. صراع حتى النخاع


فاتن نور

الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:35
المحور: كتابات ساخرة
    


لا يخفى بأن الخارجية الأمريكية ايام كولن باول كانت قد مسكت زمام الأمور في العراق حيث كان الصراع بين الخارجية والبنتاغون على اشده وفي موضوع الشأن العراقي على وجه الخصوص.. وحيث ان الكوندليزا رايس قد استلمت الخارجية بعد باول، فقد رجّحت كفة البنتاغون في ميزان ضبط الوضع العراقي وعلى ايقاعات الطبل الرامسفيلدي.. ومن هنا جاءت زيارة الأخير والتي لا اقول بأنها مفاجئة حيث ان تكرار المفاجئات ومن قبل نفس الشخص والى نفس الوجهة يفقدها النكهة الطبيعية التي تحظى بها مفاجئة واحدة فريدة من نوعها!...ربما جائنا رامسفيلد ليفضّ الصراع والفوضى حول المناصب القيادية للوزارات ذات الثقل الطنان في الداخل والخارج كمثل وزارة الداخلية ووزارة الدفاع..وطبعا الصراع وصل حد النخاع واستفحل لدرجة قد تكسر العظم والعظم المقابل في طرفي الصراع...وحيث ان الحوار(الوطني) على قدم وساق حول تشكيل الحكومة الجديدة وسط الصرخات المنطلقة لرفع الحضر عن الطيف السني او رفع التهميش.. (( ولا ادري من اين جاءت فلسفة التهميش تلك، حيث يفترض انه لدينا برلمان منتخب!، فإن كان الشعب قد همّش ذلك الطيف او قد همّش الطيف نفسه بنفسه فعلى الرحب والسعة.. فهو اما تهميش شعبي ووفق ديموقراطية الأنتخابات او تهميش ذلك الطيف لنفسه (تهميشا ذاتيا) بروح رياضية وارادة حرة..)).. رفع التهميش الواقع عليهم (او قل ضدهم) وتعالي تلك الصرخات والتي قد تخرج عن كونها صرخات فحسب بل صيرورات اخرى ناشطة في مدن وشوارع العراق وبصيغ دموية وبقوالب متعددة الوجوه.. تعاليها الى درجة ذات مغنطة قوية تستقدم فحول البنتاغون ليدلو بدلوهم حول ضرورة إبقاء موازين القوى وكما وضعتها حكومتهم بحبكتها العتيدة ونزاهتها الفريدة، ومكوث الملفات الأمنية في حالة من التوازي المنسجم مع رؤيتهم! ولا تتقاطع مع توجهات الحكومة العراقية الجديدة( او قل توجهات الحكومة الجديدة لا يجوز ان تتقاطع مع تلك الملفات)..وهذا يعني عدم المساس بالأجهزة الأمنية والتي تم تشكيلها وتحت اشراف امريكي- خزعبلاوي.. والتي دُسّت بينها عناصر قيادية بعثية الكفاءة!...

ومن هنا نرى بأن حزب البعث الأجرامي الذي يُفترض بأن القوات الأمريكية (وأدارتها) جاءت لأجتثاثه، قد تم غربلته وتصفيته بشخصيات عدة لا يتعدى تعدادها عن (55) رأس فقط.. اما ما تبقى فهم كفاءات متنوّرة ولها ثقل لا بديل له! يخولها لحق المطالبة بحقائب وزارية ومناصب ريادية اخرى لتعمل بجهد جهيد من اجل فتع الباب على مصراعية لدخول العراق غده المشرق والمنتظر وبالحس البعثي المُستميت من اجل التسلط والتفرد ومن اجل راحة المواطن طبعا..

والله لم اكن اعلم بأن كرامة العراق كانت قد إنتُزِعت ولعقود من قبل حفنة رؤوس ليس إلاّ..فان اللوم في هذه الحالة يقع على الشعب بالدرجة الأولى لعدم تمكنه من الإنقضاض على بضع رؤوس لا تتجاوز المائة!..(كان التصور بأنه لكل مواطن عراقي هنالك حفنة رؤوس صدامية تلاحقه كالظل... على العموم جلّ من لا يخطأ!!)

المعلومات المتداولة من امام وخلف الكواليس تشير الى ان السنة ( السنة.. مفردة مردافة لمفردة البرلمان في القاموس السياسي الجديد) سيرشحون وزيرا للدفاع.. وطبعا لابد ان يكون من القادة المناضلين زمن الحكم الصدامي،وقد يلقى الترشيح قبولا من قبل البعض وفي مقدمتهم وبنظري سيكون قبول ومباركة نائب الرئيس السيد (الياور)..اما وزير الداخلية فلابد ان يكون من قائمة (علاوي) للنزول عند رغبته بتولي وزارة لها ثقل سيادي! نعم النزول عند الرغبات هو دبلوماسية حل الصراع النخاعي في العراق وتخميد فوضى تقلد المناصب.. منهجية النزول والصعود على اكتاف الرغبة والمساومة ولتوزيع الحقائب على اساس طائفي وعشائري وربما اعتبارات كثيرة اخرى وبعصا امريكية، ربما قد أدخلت في نمطية او اجندة البرلمان المنتخب وذلك لتحديث أطر الديموقراطية وتعصيب عيون كل من تسوّل له نفسه في انتهاج المسار الوصولي!.

وقاحة الصراع هي وقاحة امريكية-عربية-عراقية ..ففي الوقت الذي مضغ الشعب العراقي العلقم (ومازال) من قبل دول الجوار وتدخلاتها السافرة في الشأن العراقي فأننا نرى واجهات قيادية عراقية تشيد وتثني على دور تلك الدول البارز في استتباب الأمن لأنتشال البلد الجريح كي يرقد بسلام على شاطئ الأمان الأحمر!!.

الفوضى الأمنية في العراق تستنفر دماء شعبه وتفزع اطفاله ،ففي كل يوم فاجعة بشكل جديد (اخر فاجعة طرقت سمعي هي فاجعة المدائن ومحاولة خلق حرب اهلية بين السنة والشيعة وذلك بأحتجاز مجموعات ارهابية لرهائن من الشيعة ومطالبة شيعة المدينة بمغادرتها).. وفوضى التناحر وحمى الحقائب الوزارية تستأثر بجلّ اهتمام القادة الأفاضل (اضافة الى انشغال بعضهم بمغازلة الجيران والأحبة.. وتقوية الأرصدة الشخصية).. والمُهمّش الوحيد هو الشعب المسكين... وكل ذلك يدور وفقا لإيقاعات الطبل الأمريكي وهرج الدفوف العربية ونشازات مزامير اهل الديار.....



#فاتن_نور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دغدغني.. ياعراق...
- !أما أن اذبح وزتي أو...مليون في جيبي
- المرأة..وزوايا بلا اضلاع..
- العرب.. وفن التناسي والنسيان
- الصدر..مبدأ الإستحالة..وشهادة غرّاء
- لا اسأل كل كُردي ولكني... اتسائل
- الربيع قادم....ربما من عطر دوكان
- هل بيننا من يلعن نعمة الحواس؟
- بندقية ٌخرساء.. وثعبان
- الضرب.. بين الكرامة والتأديب والفحولة
- حينما كنتُ حسناء...
- كافي ياعراق
- خبراء للتنوير... وإنتكاسة
- صورتان.. ورؤيا ساخرة
- لنشاطر الهموم بأبتسامة..
- ومضات ... وقرقعة
- ثغر العراق.. متى يبتسم؟
- نداء لمظاهرة بالجينز!
- مقاولات الإعمار في ميزان الفضول
- عقول لم تروّض بعد!!


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فاتن نور - في العراق.. صراع حتى النخاع