محسين الهواري
الحوار المتمدن-العدد: 4073 - 2013 / 4 / 25 - 08:06
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
تلقيت في ليلة هادئة كهدوء ابتسامة أختي، أغنية كلماتها تخترق الفؤاد مثلما يخترق البرق الفضاء, فأمطرت عيناي أكثر مما تمطره السماء بكل سخاء. جميل أن تتأمل في أغنية كلمات تعزف على أوتار روحك أنبل الأحاسيس، وأصدق الروابط التي تجمع أخا بأخت. لطالما آمنت بأن المرأة أجمل ما أهدته الآلهة للكون، رغم قول السحرة بخروجها من ضلع الرجل. فكيف تخرج من كائن هي أنبل وأشرف منه؟
قالوا عنها ناقصة دين وعقل ، فقلت لهم، أرجوكم، راجعوا فلسفتكم، طهروا لب عقلكم، ولمعوا عدسات أعينكم. إنكم مخطئون، إنكم تتحدثون عن أختي، عن روحي، عن كياني، إنها أعقل منكم وأصدق من شيوخكم وأنبل من دعاتكم، وإن لم تصدقوني فاستمعوا، بل أنصتوا وأحسنوا الانصات لأغنية أختي، هي أقدس ما داعب أسماعي وأروع ما رأت ثريات أنواري.
هي التي نادتني ب " يا حبيبي يا خويا"، وأردفت تتلو من وحيها الصادق، " يا أجمل هدية من أمي وبويا"، كل هذا وأنتم تتهمونها بالسحر والشعر، عفوا، ليس سحرا ولا شعرا، إنه من وحي قلبها، إنه وحي لا ينزل من السماء، بل ينبت، ينمو، يكبر، يعلو، يتعالى عن كل الأشعار، يتنفس، يتغذى بشعيرات ماسية، البشر مثلنا لا يبصرها؛ إنها من نور، أنتم من نار، ونحن من تراب.
هي أهدتني أغنية عن "كلمة حلوة أسعدتني"، حسب قول النور، وأنتم ما قدمتم لها؟ قماش، مهر، برقع، حجاب، خمار، زوجين من كل شيء، وتطلبون منها، مقابل ذلك، الدخول الى والخروج من إقامتها الجبرية بجواز سفر، تطالبونها بالطاعة، بالخضوع، بالركوع، بالسجود إن هي أرادت زيارة بيت آلهتها. لستم شعراء، ولا حتى أنبياء، أنتم ببساطة جبناء. اقرؤوا ولا تقولوا لسنا بقارئين، رددوا معي كما يردد المريد بالمسيد : هي من نور، نحن من نار، وأنتم من تراب.
#محسين_الهواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟