أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - صناعة ألقاب الفخامة العربية














المزيد.....

صناعة ألقاب الفخامة العربية


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 16:54
المحور: كتابات ساخرة
    


(سعادة .. نيافة ...عطوفة .. سماحة ..جلالة ... فضيلة...معالي ..قداسة ...دولة.. فخامة... بيك... أمير...خانم... سمو.... المعظَّم.... المبجَّل)
إنها الألقاب والكُنى التي تسبق أسماء مسؤولينا وحكامنا ورؤسائنا، والتي درسها وأشار إليها المفكر العربي عبد الرحمن الكواكبي في كتابه طبائع الاستبداد حينما قال:
" إذا أردتَ أن تعرفَ تاريخ الاستبداد في أية أمة، عليك أن تغوص في لغتها، فإذا كانت تغصُّ بألفاظ الفخامة والجلالة والسمو، فاعلم أن تاريخها في الاستبداد تاريخ عميق الجذور"
إن مَن يتابع بعض نشرات الأخبار في وسائل الإعلام العربية، لا يحتاج إلى نبش اللغة العربية حتى يصل إلى استنتاج الكواكبي الذي توفي عام 1902،فما تزال صناعة صقل ألقاب الفخامة ومَن يُشبههم هي الصناعة الأوسع في العالم العربي وإعلامه!
اهتدى الآخرون من غير العرب إلى هذه الصفة، واستخدموها لجني المكاسب السياسية والاقتصادية من أمة العرب فأناموهم مغناطيسيا على وقع ألقاب الفخامة والسمو والعظمة والجلالة والرفعة، بعد أن درسوا تاريخ العرب في مجال ألقاب الفخامة.
وهانذا أقتطف رسالة تغريرية تستخدم مصكوكات الألقاب العربية، وهي من الأرشيف العربي والبريطاني، أرسلها المعتمد البريطاني في مصر اللورد مكماهون لشريف مكة، حسين بن علي، ملك العرب عام 1915 يعِدُهُ فيها باستقلال بلاد العرب نظير أن يساعدهم العربُ في حربهم ضد العثمانيين، وكان من ثمارها أنهم غرروا بالعرب واستعمروهم !
إليكم مقدمة الرسالة كما هي في الأرشيف:
(إلى السيد ، الحسيب ،النسيب ، سليل الأشراف ، وتاج الفخار ، وفرع الشجرة المحمدية ، والدوحة القرشية الأحمدية، صاحب المقام الرفيع ، والمكانة السامية ، السيد ابن السيد ، والشريف ابن الشريف ، السيد الشريف المبجل {دولتلو}الشريف حسين ،سيد الجميع ، أمير مكة المكرمة ، قبلة العالمين ، ومحط رحال المؤمنين الطائعين ، عمّت بركته الناس أجمعين.
بعد رفع وافر التحيات العاطرة ، والتسليمات القلبية الخالصة ، من كل شائبة ، نعرض عليك أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر ، لإظهاركم عاطفة الإخلاص ، وشرف الشعور والاحساسات نحونا)!!
انتهت منحوتات ألقاب العظمة في مقدمة الرسالة !!!
ثار كثيرون على ألقاب الفخامة والجلالة والسيادة والعطوفة، ومنهم الشاعر الذي قال بيتين كانا أشهر من اسم قائلهما، فالبيتان الشهيران يُنسبان تارة للشاعر محمد بن عمار وتارة أخرى للشاعر ابن رشيق القيرواني،وفي البيتين يهزأ قائلهما بألقاب دولة الأندلسيين:
(المعتمد... المعتضد... المنصور.... الناصر... والقاهر.... والظافر... والمستكفي.... المقتدر ....)
قال:
مما يُزّهِّدُني في أرضِ أندلسٍ.... ألقابُ معتمدٍ فيها ومعتضد
ألقابُ مملكةٍ في غيرِ موضعها.... كالهِرِِ يَحكي انتفاخا صولةَ الأسدِ
ابتسمتُ وأنا أتذكر قول شاعرِ ساخر آخر هو الشاعر أبو بكر الخوارزمي الذي علَّلَ تلك الظاهرة في عصر بني العباس وأرجعها إلى أن الألقاب يمنحها الملوك البخلاء كبديل عن النقود، فهي رخيصة الثمن، لا تحتاج إلى ميزانيات!!!
قال:
ما لي رأيتُ بني العباسِ قد... فتحوا من الكُنى والألقابِ أبوابا
ولقبوا رجلا، لو عاش أولهم.... ما كان يُرضى به للخانِ بوَّابا
قَلَُّ الدراهمِ في أيدي خليفتنا.... هذا فأنفقَ في الأقوامِ ألقابا !!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدهار الخرافات في عصر التكنلوجيات
- هل نحن أعشاب بشرية؟
- مستقبل الشعب اليهودي
- ربيع رجال القانون في مصر
- اعترافات شاليت الأبله معشوق إسرائيل
- من يزرع عنصرية يجن كرها
- أقلام الجنك مايند
- أوباما وحجارة سجيل إسرائيل
- طوبى للجراد والمكرونة والفول
- صراع حزبي على وزارة التعليم
- مبروك حكومة المستوطنين الجديدة
- كمبيوتر الضحية صار ملكا لك
- عصر المعلومات لا الطائرات والغواصات
- قصص نساء نجسات
- شعوب التربل إكس لارج
- هل سفراؤنا في الخارج ياقوت أزرق؟
- ضحايا الربيع العربي المعري وطه حسين
- لماذا تكرهون العودة إلى مدارسكم؟
- لماذا يعتذرون دائما لإسرائيل؟
- الامتنان والشكر لهاتفي المحمول


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - صناعة ألقاب الفخامة العربية