|
الوعي بالقضية الفلسطينية في مدارس الأونروا
عليان عليان
الحوار المتمدن-العدد: 4072 - 2013 / 4 / 24 - 01:50
المحور:
القضية الفلسطينية
تلبيةً لدعوة مديرة ومربيات ، إحدى مدارس وكالة الغوث ، وبترتيب من الشاعرة مريم الصيفي ، توجهت لإلقاء محاضرة ، حول جذور القضية الفلسطينية ، وتطوراتها الراهنة . وقبل إلقاء المحاضرة ، قامت مديرة المدرسة ، وبعض المدرسات بوضعي في صورة وعي الطالبات ، بالقضية الفلسطينية ، بهدف إلقاء الضوء على الزوايا المهمة ، التي تحتاج إلى التركيز عليها ، وبشيء من التفصيل وذلك على النحو التالي : أولاً : أن المنهج المدرسي الراهن ، لا يساهم بخلق وعي بالقضية الفلسطينية ، سواءً من ناحية نشأتها ، أو وتطوراتها . ثانياً : أن معظم الطالبات ، لا يدركن أبجديات القضية الفلسطينية ، ما يؤثر سلباً ، على قضية الانتماء والهوية ، والدور المناط بهن مستقبلاً ويخدم مقولة العدو الصهيوني : " الأجداد والآباء ، يموتون والأبناء ينسون " . ثالثاً : ووفق لما قالت الشاعرة مريم الصيفي – التي سبق وأن عملت مدرسة ولفترة طويلة في مدارس الوكالة – فإن بعض الأسر ، لا تأخذ دورها ، في غرس الوعي ، بالقضية الفلسطينية ، لدى أبنائها وبناتها لدرجة أنها عندما كانت تسأل الطالبة : من أي بلد أنت ؟ تجيب أنا من جبل النظيف ، أو حي نزال ..ألخ ولا تذكر اسم قريتها ، أو مدينتها الأصلية في فلسطين ، التي هي قرية ، أو مدينة ، والدها أو جدها . وغياب وتغييب الوعي ، بقضية اللجوء ألقسري لدى الناشئة ، يخدم على المدى المستقبلي ، خطة العدو الصهيوني ، في نفي صفة اللجوء عن الأحفاد ، وقصرها على الآباء والأجداد ، ما يضرب في الصميم حق العودة للأحفاد ، إلى المدن والقرى ، التي شرد الآباء والاجداد منها عام 1948 . رابعاً : كما أن الأمور ، لم تقف عند هذا الحد ، بل سعت الاونروا إلى فرض منهج معاكس ألا وهو " الوعي بقضية الهولوكوست اليهودي " والتعاطف مع مأساة اليهود ، على يد الزعيم النازي أدولف هتلر. وينطوي ذلك ، على تجاهل مبرمج ، لطبيعة الصراع مع العدو الصهيوني ، وتجاهل لحقيقة ، أن اللجوء ألقسري للفلسطينيين عام 1948 تم على يد العصابات اليهودية ، وأن الفلسطينيين تعرضوا ولا زالوا يتعرضون " لهولوكوست " ومحارق متصلة من قبل العدو الصهيوني . ويسجل لمدرسات ، ومدرسي وكالة الغوث ، أنهم وبدعم من القوى الوطنية والإسلامية ، ولجنة حق العودة ، أفشلوا هذا التوجه مرتين ولا زالوا يقفون بالمرصاد ، لأي محاولة ، لتزييف وعي الطلاب تحت مسميات السلام ، والإخاء الإنساني ، ومصفوفة حقوق الإنسان ، وغيرها من المسميات . قمت بإلقاء المحاضرة ، بشكل مبسط ، حول أبرز محطات القضية الفلسطينية ، قبل عام 1948 ، والتي أدت إلى نشوء الكيان الصهيوني وحول أبرز محطات المقاومة بعد عام 1948 ، واستعرضت مشاريع التسوية ، التي ألحقت أكبر الضرر بالقضية الفلسطينية ، ومن ثم حاولت تقييم مدى استيعابهن للمحاضرة عبر أسئلة محددة ، وحول المطلوب للخروج من الوضع الراهن لأفاجأ بطالبة تقول : المقاومة هي الحل " ، ما يعني أن الرسالة المتوخاة ، من المحاضرة قد حققت أهدافها . وفي ضوء كل ما تقدم ، لا بد من تكامل ، دور الأسرة والمدرسة من أجل التوعية بالقضية الفلسطينية ، وتجذير الانتماء والهوية ، عبر توظيف مجالس الآباء والامهات ، وعبر توظيف المكتبة المدرسية والمسابقات الثقافية . ويقع على عاتق ، مدرسي التاريخ ، واللغة العربية ، والتربية الوطنية دور أساسي ، في تعميق الوعي بالقضية الفلسطينية ، لإغلاق الثغرات الموجودة في المنهج المدرسي ، وبوسعهم الاقتداء ، بالمدرسين المصريين ، الذين تجاوزوا المنهج ، الذي جرى وضعه بعد معاهدة كامب ديفيد ، وأفشلوا التطبيع ، مع العدو الصهيوني ، من بوابة المنهاج المدرسي . كما تقع ، على عاتق أحزاب المعارضة القومية والإسلامية واليسارية مسؤولية كبرى ، في هذا المجال ، وعليها أن تنقل نشاطها التوعوي في البعد الفلسطيني من مقراتها ، ومن القاعات المغلقة ، إلى الأحياء في المدن والقرى والمخيمات ، فالأجيال الفلسطينية أمانة في أعناقنا جميعاً.
#عليان_عليان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مغزى وأبعاد التصعيد النووي الكوري الشمالي
-
نحو انتفاضة فلسطينية ثالثة ...ولكن ؟
-
في ذكرى يوم الأرض ... الاحتلال إلى زوال
-
صهيونية أوباما وقراءة في نتائج زيارته للمنطقة
-
لا أهلاً ولا سهلاً بزيارة أوباما
-
لا خير يرتجى من زيارة أوباما
-
الفلسطينيون ومهزلة اتفاقات جنيف
-
استشهاد جردات وإضراب العيساوي يشعل هبة شعبية ضد الاحتلال
-
في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة : دروس الوحدة واستخلا
...
-
نحو هبة جماهيرية لإنقاذ الأسرى
-
شعار الاستقلال الفلسطيني مناقض للمرحلية وللهدف الاستراتيجي
-
كفى رهاناً على الانتخابات واليسار الاسرائيلي
-
نحو أوسع حملة تضامن مع المناضل الأسير سامر العيساوي
-
الرئيس مرسي يعيد إنتاج تجربة مبارك
-
باب الشمس : إبداع نضالي فلسطيني جديد
-
على هامش مهرجان فتح في قطاع غزة
-
مجزرة الاستيطان تجهض حلم الدولة الفلسطينية
-
مبادرة عربية جديدة للسلام ... أية مهزلة هذه ؟
-
حول التحديات والمهام الفلسطينية الراهنة
-
فلسطين - دولة غير عضو - إنجاز كبير ..ولكن ؟
المزيد.....
-
بايدن يكشف ماذا كان يشعر به خلال المناظرة أمام ترامب: -كانت
...
-
الكويت.. وزارة الداخلية تصدر تعليمات لأصحاب الحسينيات تزامنا
...
-
-صليات من صواريخ الكاتيوشا وأسلحة أخرى-..-حزب الله- ينشر ملخ
...
-
القائمة تكبر.. نائب ديمقراطي آخر يطالب بايدن بالانسحاب من ال
...
-
بايدن: أنا باق في السباق. سأهزم دونالد ترامب
-
احتفالات وألعاب نارية في أميركا بمناسبة الرابع من يوليو
-
مقتل شخصين خلال حادث غير متوقع في الصين
-
السعودية.. حريق كبير بعقبة الملك فهد في ?منطقة الباحة وفرق ا
...
-
مسؤول أمريكي يعتبر تعاون الصين مع روسيا تحديا طويل الأمد لأم
...
-
الداخلية الإيرانية تعلن النتائج الأولية للدورة الثانية للانت
...
المزيد.....
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية
/ جوزيف ظاهر
-
الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية-
/ ماهر الشريف
-
اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا
/ طلال الربيعي
-
المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين
/ عادل العمري
-
«طوفان الأقصى»، وما بعده..
/ فهد سليمان
-
رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث
...
/ مرزوق الحلالي
المزيد.....
|