|
ماذا يتحقق في مؤتمر البعث القادم
خالد بهلوي
الحوار المتمدن-العدد: 1170 - 2005 / 4 / 17 - 14:34
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
جاء في الصفحة الأولى من جريدة النور العدد 194 تاريخ 13 نيسان 2005 حزب البعث يقود البلاد منذ اكثر من أربعون عاما ويتحكم بمواقع القرار في السياسة والأمن والاقتصاد والثقافة والتعليم والصحة والخدمات والزراعة والتجارة وقيادة الجبهة الوطنية التقدمية وفي كل مفاصل حياة الناس0 لهذا ينتظر المواطنون الإصلاحات والتغييرات في حزب البعث والمترقب حصوله في مؤتمرهم القادم ويعقدون عليه الآمال والأحلام في زيادة الديموقراطية وفي تلفزيون خاص وإلغاء الأحكام الاستثنائية واطلاق سراح السجناء من معتقلي الرأي ومحاربة الفساد والبطالة والرشوة وحل أزمة السكن وتحسين الواقع المعيشي وإلغاء الأحكام العرفية واعطاء الجنسية لمن حرم منها دون وجه حق أنا أيضا ومع جميع الفقراء أتوقع الكثير من هذا المؤتمر وان يكون محطة هامة على طريق التحديث والتطوير لخير البلد جميعا وتجاوز مرحلة الشعارات والنظريات إلى التطبيق والممارسة الفعلية وان كل ذلك سيعزز من سياسة سوريا الوطنية في وجه المخططات الأميركية والصهيونية التي تمارس بوحشية وهمجية في مناطق واسعة من العالم وبشكل خاص في الشرق الأوسط لتسهيل دخول إسرائيل إلى العالم العربي لتلعب دورا تجاريا واقتصاديا وان الطريق لذلك اصبح ممهدا بعد أن أعلن عن خارطة الطرق مع عدد من الدول العربية الراكضة هرولة نحو التطبيع مع إسرائيل إن المواطنون ايضا يسألون الرفاق في الحزب الشيوعي السوري ماذا كان دور ومهام الحزب الشيوعي السوري طيلة الأعوام الأربعين الذي ورد ذكره في الصحيفة علما آن الحزب احتفل هذا العام بعيد ميلاده الثمانين 0ماذا قدم للجماهير وللطبقة العاملة من مكاسب يدونها في ارشيفه ويناقشها في مؤتمره القادم كونه طليعة الطبقة العاملة وهو حزب العمال والفلاحين أم انهم لازالوا يتغنون بمنجزات حزب البعث و بما يقدمونه من تطور خاصة في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية والقضايا الطبقية لا أحد ينكر نضالات الحزب الشيوعي في الخمسينات من القرن الماضي وكما ورد في مقالة بعنوان ذكريات نيسان للسيد شوقي بغدادي في نفس العدد وانه لتاريخه يكن الأعداء قبل الأصدقاء احتراما وتقديرا لذلك الماضي المجيد أيام كان الشيوعي مثالا للتضحية والتفاني والمعرفة والنزاهة والإخلاص للعمال والفلاحين 0 ماذا ينتظر المواطنون من مؤتمرات الشيوعيين وهل يهتم المواطن بهذه المؤتمرات وهل تلبي طموحه وأماله ولو نظريا وهل سيهتم بالاقليات وفق مبادئ الماركسية اللينينة فإذا كانت مؤتمرات الشيوعيين لا يلبي مواقف واراء وطموحات الكادحين فمن الطبيعي ان لا تتوجه الأنظار الى اعمالهم اعلم أن الشيوعيين يطرحون منذ ثلاثين عاما ويطالبون بتعديل ميثاق الجبهة ومحاربة الفساد والسماح للعمل بين الطلاب وللأسف لم يسمعهم أحد إلى أن حان الوقت للتغيير لضرورات المصلحة العامة ولخدمة الجماهير الكادحة ووضع حد للوضع المعيشي والغلاء المستفحل والمهانة والفساد والرشوة وتماشيا مع التغييرات العالمية وخاصة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي صديق الشعوب المستضعفة إذا كان الشيوعيين طليعة الطبقة العاملة ماذا كان دورهم وأين كان أعلامهم عندما خرج عمال الإسكان الى الشوارع متظاهرين مطالبين بأجورهم ورواتبهم المتأخرة ليستطيعوا أن يسددوا ديونهم ويعالجوا أسرهم وأطفالهم ويأمنوا لقمة عيشهم بكرامة من تعبهم وجهدهم طيلة اشهر كاملة لماذا لم يتطرق صحف الشيوعيين إلى نشر هذا النبأ وأنباء أخرى من أشكال التظاهر والاعتصام التي كانت تحدث من فترة إلى أخرى إذا كنا ننتظر المعجزات من مؤتمر البعث في الإصلاح الاقتصادي والإداري والتخلي عن الأساليب الأمنية في معالجة الأمور حيث وردت في الجريدة بان كل القضايا كانت تعالج بالأساليب الأمنية وان تجارب الآخرين لم تذهب عبثا وان الرسالة وصلت 0علينا أن نغير من تلقاء أنفسنا قبل أن يفرض علينا التغيير من الخارج فاننا على قناعة بان التغيير لم تأتى نتيجة الضغوط الإمبريالية من الخارج الذي يخلق الحجج والافتراءات للتدخل في شوؤن البلدان التي تقاوم سياستها العدوانية والاقتصادية لنهب خيرات الشعوب بل رغبة حقيقية من الرفاق في حزب البعث لتسريع التطوير والتحديث إضافة إلى نضالات الشيوعيين وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والقوى القومية والقوى الخيرة داخل البلاد ومنهم المجتمع المدني وكان إطلاق سراح السجناء الأكراد على خلفية أحداث 12 آذار العام الماضي بعفو رئاسي اضافة الى الكثير من المعتقلين وتسمية مديرة لتلفزيون السوري خارج ملاك حزب البعث والسماح لأحزاب الجبهة العمل بين الطلاب والحديث عن إطلاق سراح مأمون الحمصي ورياض سيف واعطاء جوازات سفر للمواطنين السوريين خارج القطر كلها دلائل على التحديث والتطوير وانه حان الوقت لمحاسبة من يعرقل مسيرة البناء تحت أي شعار فأنني اقترح على رفاقي في الحزب إعادة النظر والتشديد اكثر في القضايا التي تمس حياة الجماهير اليومية وعلى رأسها الوضع المعيشي وارتفاع أسعار المواد وخاصة الأغذية والأدوية وآلا فان نضالهم تصبح تحصيل حاصل لا يزيد ولا ينقص في أي مطلب أو قضيه عمالية أو جماهيرية فمن الضرورة ان يعيدوا النظر في القضايا الاستراتيجية بعد المؤتمر القادم لحزب البعث عندها يستطيعون قراءة المتغيرات والتلاءم معها وتحديد اتجاهات سياستهم دون أي تأثير وسينطلقون من عقلية متفتحة وثورية قادرة على تحليل الأمور بشكل مستقل وليس تابع لأحد عندها فعلا ستعاد للحزب بريقه ويعود الرفاق الذين تركوا الحزب وتقاعدوا استنكارا للسياسات الخاطئة التي مورست ولا تزال تمارس داخل الحزب والتي أدى إلى تراجع الحزب جماهيريا وتنظيميا وما يجري مؤخرا بحلول توفيقية بعيدة عن الماركسية والنظام الداخلي الذي وضع على الرف تلبية لمصالح البعض الذي فقد كل أمل بتحسين وضعه المعيشي على حساب انتمائه الشيوعي فاتجه الى خلق أعذار وهمية لعرقلة مسيرة الحزب البطيء أصلا ووضع شروط غير مبدئية على التنظيم بالتعاون مع البعض من أصحاب النفوذ في الحزب مثل هذه الأحداث تخلق ردود أفعال سلبية لدى الرفاق فيضطروا غير آسفين إلى ترك مسيرة الحزب أن السياسة الصحيحة والنهج الطبقي الصحيح دون النظر إلى الامتيازات هي السبيل الوحيد لتقوية الحزب بالإضافة إلى دراسة الأخطاء واصلاحها بكل جرأة ومحاسبة المقصرين والمتقاعسين ومن يثبت عدم قدرته على التطور والتقدم العلمي والماركسي الصحيح
#خالد_بهلوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجد والحرية لقائد الشيوعيين السودانيين
-
دوافع الخيانة الزوجية
-
هل صحيح ما يجري في العراق دكتاتورية طائفية ودينية كما يقول ج
...
-
البوليس التركي يشارك عيد المرأة بالقمع والضرب
-
المراة السورية والقوانين
-
كيف نتعامل مع اولادنا في سن المراهقة؟
-
اضواء على الحركة النقابية السورية
-
جانب من مهام نقابية في قطاع النفط
-
حلمان حققهما الشعب العراقي
-
المراة في العهد السوفييتي والان
-
الاخ مروان عثمان
-
مساهمة في موضوع الطبقة أم الحزب للاستاذ حسقيل قوجمان
-
يوجد في هذا الجامع افطار صائم
-
التفاعل بين الحوار المتمدن والمشاركين
-
الدروس الخصوصية موضة ام عدم ثقة بالمدرسة
-
.لنبحث عن الحقيقة
-
عاش ليسعد الاخرين
-
نفذوا القوانين اينما كنتم
-
الى حزب الشهداء
-
التعتيم والتضخيم
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|