أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - سلمان المُحمدي














المزيد.....

سلمان المُحمدي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 21:57
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


منذُ نشأته نشأ قلقا جدا لا يستقرُ على حال وهو لا تعجبه طريقة أبيه في الحياة وفي الدين الذي ينتمي إليه,وبما أن أبيه كان ثريا جدا وصاحب مزارع وضياع فقد وفرت له هذه الحياة ساعات من الفراغ أثناء النهار استغلها في التفكير بدل العمل ذلك أن أباه كان حريصا جدا على راحته ولم يكن ليرغب في تكليفه بأي عملٍ وكان يكفيه منه أن يشرف على العمل بعيونه فقط لا غير,وفي ذات يومٍ من الأيام أرسله لتفقد العمال في إحدى مزارعه فصادف كنيسة للنصارى يتعبدون فيها فأعجبه دينهم وبقي معهم طوال النهار وأبوه ما زال قلقا عليه إذ عاد العمال من العمل وأخبروا والده بأن سلمان لم يأتِ إليهم فجن جنون والده وقلق جدا على ولده الذي يعرف بأنه لا يميل إلى حياة أبيه وقومه وحين عاد سلمان مساء مع غياب الشمس وبخه أبوه توبيخا كبيرا فحاول أن يقنع أباه بأن دينه ومعتقده غير صحيح وبأن دين النصارى هو الدين الصحيح مما دفع بوالده بأن يحبسه ويكبله بالسلاسل الحديدية ولكنه بطريقة أو بأخرى تخلص من الأسر وفر من المدائن,وتنقل هنا وهناك يتعلم من الرهبان النصارى ويلازمهم حتى مات أول قس تعرف عليه في انطاكية ثم في الإسكندرية وسمع عن نبي يبعثُ في آخر الزمان في الحجاز فشد الرحال إلى الحجاز مع جماعة عرض عليهم خدمتهم طوال الرحلة مقابل أن يصحبوه معهم إلى الحجاز فوافقوا على ذلك ولكن حدث ما لم يكن متوقعا إذ هموا إلى عنزة (شاة) ضربوها على رأسها حتى ماتت ليأكلوها ورفض سلمان أن يأكل منها فضغطوا عليه ليعرفوا دينه وتبين لهم بأنه مسيحي نصراني فقاموا إليه وضربوه وأساءوا معاملته وباعوه عبدا إلى رجلٍ يهودي ب300دراخما أي ب300درهمٍ,ومن ثم غضب عليه اليهودي وباعه لامرأة بالمدينة وكان مخلصا لها حتى جاء محمد من مكة إلى المدينةوالتقى هنالك بمحمد وبعلي وبحمزة وبعقيل وافتداه محمدٌ ب 300نخلة كانت قد خلصته من الرق والعبودية.

ولكن مأساة الرجل ليست هنا بل هناك حين قال محمد(سلمان منا آل البيت) فهذه المقولة جعلت من سلمان شخصية فيها الكثير من المغالاة وأدت إلى ولادة جماعة جديدة تشيعت له ورفعوه إلى مرتبة الرسول أو إلى مرتبة مساعد أول لمحمد وخصوصا لأن الرجل كان يزخر بشتى المعارف الدينية في ذلك العصر,وسبب قول محمد عنه بأنه منا آل البيت لم تكن على حسب فهمي وتصوري بسبب حفره للخندق حول المدينة في القصة المعروفة عن الخندق, لقد كان للأمر دواعٍ أخرى غير تلك وذلك بعد أن نجحت خطة حفر الخندق حول المدينة اختلف الأنصارُ والمهاجرون فيما بينهم على سلمان فالمهاجرون يريدون ضمه إليهم والأنصار يريدون ضمه إليهم وحتى يفك محمد هذا الخلاف بينهم قال لهم: سلمان منا آل البيت,وانتهى الموضوع.
كان الموضوع قد انتهى بالنسبة لمحمد وللأنصار وللمهاجرين وكان حلا مؤقتا للمسألة ولم يكن يدرك علي بن أبي طالب ولا محمد عن الذي حدث بعد ذلك فهذه المقولة جعلت من سلمان شخصية أو واحدا من أفراد أسرة آل البيت بل وذهب المغالون في ذلك إلى ما هو أبعد من ذلك وأما بالنسبة للمغالين فقد ضموه مع الجماعة التي كتبت القرآن أو ساعد محمدا في كتابة القرآن وخصوصا أننا لا نستطيع أن ندحض وجهت النظر هذه دحضا نهائيا ذلك أن صاحبنا سلمان الفارسي كان مثقفا وكان مقربا من كبار القسس النصارى والأحبار عرف منهم وعنهم أخبار الأنبياء والرسل القديمة مما أضاف إلى سلمان زادا جديدا في الثقافة وهذا الإرث الثقافي الكبير كان قد أضافه سلمان إلى ثقافة محمد في التوراة والأناجيل ومن المحتمل أنه كان يحفظ عن ظهر قلب قصص التوارة والإنجيل,ولمن تكن شخصية سلمان شخصية عادية بل كان مثقفا تثقف على يد كبار الأحبار وكبار العلماء بدء من أنطاكية مرورا بأحبار الشام وأخيرا في الإسكندرية وقد تتلمذ على يد كبار العلماء المتخصصين في ذلك الوقت بالتوراة وبالإنجيل ولم يكن الرجل إلا فطنا ذكيا.

ونعود إلى قصة أن سلمان منا آل البيت فقد كان محمد يعتبره كذلك ليس فقط من أجل أن يفك النزاع بين الأنصار والمهاجرين بل أيضا لأن سلمان كان موسوعة في علم الأديان في ذلك الوقت فقربه محمد منه كثيرا وجعله من قومه ولكن لم يكن يعلم بأن هذه الجملة خلقت كثيرا من المشاكل حتى غدى سلمان من شخصية قلقة جدا فكريا إلى شريك في وضع الرسالة الإسلامية وكتابة القرآن.,وكان جعفر الصادق الإمام يكره أن يقال عن سلمان بأنه سلمان الفارسي بل كان يفضل أن يقال عنه سلمان المُحمدي.

ومما يحيرني في قصة سلمان دائما هذا السؤال: وهو لماذا لم يكن محمد يعتبر مقولة سلمان منا آل البيت عبارة عن (تبني) كما حدث مع زيد بن حارثة؟ وبما أن الإسلام ألغى أصلا قصة التبني لماذا لم يلغِ الخلفاء من بعد محمد قصة تبني محمد لسلمان؟ ولماذا لم يعتبرها السُنة والشيعة قصة تبني منسوخة وينهوا بذلك مقولة سلمان منا آل البيت, فكلمة سلمان منا آل البيت هي عبارة عن تبني علني وعلى رؤوسها أشهادٌ كثيرون, هذا السؤال المحير لم أجد أحدا من قبلي قد طرحه,وعليه تغدو مقولة سلمان منا أهل البيت مقولة تسببت فيما بعد بمشكلة كبيرة ولم يحلها لا الصحابة ولا آل البيت من خلال رفضهم لقصة التبني, لقد رفض محمد قصة التبني المتعلقة بزيد وتزوج من زوجته(زوجه) ولكن لم يبحث لا محمدٌ ولا صحابته قصة تبني سلمان الفارسي أو كما كان آل البيت يحبون مناداته بسلمان المحمدي.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأفكار الكبيرة تبدأ من بذرة صغيرة
- ما حدى مرتاح
- المرأة مثل البهيمة عند العرب
- مبسوط جدا
- شكل الربيع العربي
- الانبراطورية السنية السلفية السعودية
- العقلية اليهودية صالحة لكل زمان ومكان
- اليهودية الإصلاحية
- أبحثُ عن ولدٍ ضائع
- أحذية المصلين في المساجد
- الشيطان يخاف من الإنسان ولا يخاف من الله
- إلى أين ذهبت دمشق؟
- المحامي الذي كان يقرف من برازه ونفسه
- الفلسفة والدين والقانون
- قدري
- بعد مجيء الإنسان
- اليهود أبناء حارتنا
- الجهل أفضل من المعرفة
- العائد من الموت
- من الذي تغير,أنا أم الناس؟


المزيد.....




- مصر.. حكم بالسجن المشدد 3 سنوات على سعد الصغير في -حيازة موا ...
- 100 بالمئة.. المركزي المصري يعلن أرقام -تحويلات الخارج-
- رحلة غوص تتحول إلى كارثة.. غرق مركب سياحي في البحر الأحمر يح ...
- مصدر خاص: 4 إصابات جراء استهداف حافلة عسكرية بعبوة ناسفة في ...
- -حزب الله- يدمر منزلا تحصنت داخله قوة إسرائيلية في بلدة البي ...
- -أسوشيتد برس- و-رويترز- تزعمان اطلاعهما على بقايا صاروخ -أور ...
- رئيس اللجنة العسكرية لـ-الناتو-: تأخير وصول الأسلحة إلى أوكر ...
- CNN: نتنياهو وافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. بوصع ...
- -الغارديان-: قتل إسرائيل 3 صحفيين في لبنان قد يشكل جريمة حرب ...
- الدفاع والأمن القومي المصري يكشف سبب قانون لجوء الأجانب الجد ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - سلمان المُحمدي