أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محيي الدين غريب - الفيلسوف الدانماركي سورن كيركاجورد














المزيد.....

الفيلسوف الدانماركي سورن كيركاجورد


محيي الدين غريب
كاتب ومهندس

(Mohey Eldin Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 16:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


دراسة وتقديم محيى الدين غريب

يقول سورن كيركاجورد:
الهدف من البحث عن الحقيقة هو ان تعيش فيها لا ان تفكر فيها !
لقد قذفت فى جوف الوجود وكأنما اشتريت من محتال ملعون !

يعتبر الفليسوف الدنماركى سورن كيركاجورد ( 1813 - 1855) المؤثر الأعظم فى وجودية القرن العشرين ومن أعظم الساخرين العقليين والناقدين الفلسفيين فى تاريخ الأدب الحديث .
ظهر الأهتمام به منذ الحرب العالمية الثانية وبظهور مبدأ الوجودية وبعد موته بما يزيد عن نصف قرن .
ولد سورن كيركاجورد فى سنة 1813 فى منطقة نيوتورف كوبنهاجن ، وهو أصغر سبعة أخوات ، أطل على الحياة بصحة سيئة وبساق مشلولة ، كان نحيلا مهزوزا دينى الطبع.
تأثر بأبيه كثيرا حتى انه ورث عنه نقصه العاطفى وخلله العصبى وعدم استقراره فى الحياة .
تمكن منه البؤس فشب لايثق فى الحياة فجائت فلسفته او( لاهوتيته ) مزيجا غريبا من البصيرة النافذة والزيف .
فى سنة 1840 خطب "رجينا أولسن" فتاة فى السابعة عشر ثم انفصلا بعد سنة بسبب حالته ، وكتب مبررا ان تركه لها لم يكن إلا نوع من التضحية ، وقارن هذه التضحية بتضحية ابراهيم بأبنه اسحاق (لايقر الأنجيل أن التضحية كانت بالإبن إسماعيل).
يشترك كيركاجورد مع نيتشه فى نقده وتقززه من العالم البرجوازى المنافق التقدمى ، وفاق نيتشه فى تحامله على المسيحية التاريخية ( وهو المؤمن بالمسيحية ) بوصفها انها مجرد نظام رسمى يقف فى وجه التقدم الروحى للفرد المسيحى .
لم يكن لسورن كيركاجورد نظرية واضحة يدافع عنها أو مذهب محدد يعرضه بقدر ما لديه من مسلك فى الحياة يحاول التعبير بأحساس واقعى عن موقف يعتقد انه له أعظم الأهمية إلى الخلاص الفردى. فكان ما يهمه هو دلالة الحياة أكثر من كونه معنى الوجود حيث تنتهى نتائج مذهبه الأنتولوجيه ( مبحث الوجود ) إلى موقف عملى لا نظرى ، وهذا ما يبعد فلسفته بعض الشئ عن الفلسفة الوجودية .
ففى رأى كيركاجورد أن المرأ لايدرك معنى ومغزى وجوده الخاص إلا فى حالة الأزمة الأنفعالية العنيفة ، أو فى فترات التوتر الشديد عندما يصبح القلق ميتافيزيقيا ، عندما يواجه المرأ خطر انعدامه ، لا من حيث ان هذا الأنعدام مجرد امكانية ، بل من حيث انه حقيقة واقعة وعندئذ فقط يقرر المرأ نهائيا ان يعيش او يموت ، ان يكون او لايكون .
كان اهتمام كيركاجورد مركزا على العقلية المتأزمة ، ليس إهتماما نفسيا أو أدبيا وإنما هو إهتمام دينى وميتافيزيقى ، إذ أنه يرى أن تعريض النفس للأزمات الشديدة هى الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما يعنيه وجود المرأ من عدم وجوده .
كان يؤمن بأن الهدف من البحث عن الحقيقة هو أن تعيش فيها لا أن تقكر فيها . ولأنه كان دينى الطبع فإنه رفض أى فلسفة بإسم الدين ، دين متشائم من صنعه هو لإعتقاده بأن المسيحى هو الذى يعى أن التصاقه الشديد بالله يعنى الإساءة إلى نفسه ، فأن تكون مسيحيا هذا يعنى أن تموت من أجل العالم ثم تصلب ، من " مذكرات يومية " سنة 1851.
فى روايته "مراجعة" كتب كيركاجورد : "يضع الإنسان منا اصبعه فى تربة الأرض فيتعرف على الأرض التى ينتمى إليها من الرائحة التى يشمها ، واضع أنا اصبعى فى الوجود فيأتى عبيره باللاشئ فأين أنا ؟ ومن أنا وكيف جئت هنا ؟ وما هذا الشئ الذى يسمونه الكون ؟ وكيف وجدت فيه ؟ لماذا لم أسأل ولماذا لم أؤهل لأفهم طبائعه واتطبع بها ؟ لقد قذفت فى جوف الوجود وكأنما اشتريت من محتال ملعون !! واذا كنت مرغما على تمثيل دور ما فيه ، فأين هو المخرج ؟ كم أود أن أراه".
ويمكن اعتبار هذه الكلمات بداية الفلسفة الوجودية اذ أنها تطرح السؤال الاساسى الذى تناوله فلاسفة آخرون بعده مثل "هيجل" و"هورسل" و"هيدجر" ثم "سارتر" .
كان كيركاجورد يعتبر العدو الأول لفلسفة "هيجل". صادف كتب "هيجل" فى محل لبيع الكتب المستعملة فقرأها بطريقة غير مباشرة ، وبعدها اتهمه بأنه عقلانيا بلا قلب وان الروح الموضوعية فى فلسفته تستند على التضليل الأنتولوجى الذى يصرف الناس عن مواجهة الحقيقة الاساسية التى يتعين عليهم مواجهتها ، الا وهى وجودهم الواعى .
وفى رأى كيركاجورد ان فلسفة القانون عند "هيجل" إنما هى إنجيل يصلح لإنسان آلى جامد فقد الاحساس بصفته الذاتية ، إنسان قنع بالعيش سلبيا كمجرد موظف فى الدولة والكنيسة والأسرة .
هاجم حرية الصحافة بالنسبة للمسائل العامة. وهاجم بعنف " ه. س. أندرسن" خاصة فى كتابه "لاعب واحد فقط" لافتقاد رأيه حاسة الحياه .
كتب عن أبوه "إن سنه الكبير لم يكن شئ آلهى مبروك وإنما كان اللعنة التى حملتها اسرتنا فى قدرتنا الروحية السوداوية فى تجريح بعضنا البعض".
لم يقف مرض كيركاجورد العصبى وأوهامه فى طريق كتاباته العبقرية التى تعتبر جديرة بالاهتمام بالرغم من عدم موضوعيتها تماما ، ومع ذلك فهو عبقرى لأنه جاء بفلسفة ترمى إلى القضاء على كل الفلسفات مؤكدا نفوره من اللاهوت والميتافيزيقيا العقليين .
ولقد اتهم بالنزعة المرضية لأنه لايحاول إثبات وجهة نظر معينة ، ولأنه لا يدعم رأيه بأى حجج وأيضا لأنه اخطأ فى فهم "هيجل" .
ومع ذلك فإن مجيئ كيركاجورد صبغ فلسفة القرن العشرين ليعيدها إلى الثنائية الإغريقية القديمة ولم يكن غموضه الدينى إلا رأيا مقنعا " لسقراط " ، يزعم فيه أن الجسد عدو التفكير الخالص ، لهذا إعتبر أن الهدف السامى للفلسفة هو الموت .
وما زال الجدل دائرا حول المزايا الكامنة لأفكار كيركاجورد الفلسفية .



#محيي_الدين_غريب (هاشتاغ)       Mohey_Eldin_Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لا استطيع احترامها
- ثقب فى العباءة السوداء
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى ) - الفصل الأخير
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى ) - الفصل الثالث
- التقاط ذاكرة الزمن (قصة قصيرة من الخيال العلمى)
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى - سبتمبر 2011) - الفصل ...
- أن تكون مصريا !
- محاكمة الانبياء (2)
- كتاب الزيارة - (قصة من الخيال العلمى - سبتمبر 2011) - الفصل ...
- الاتفاقية الكبرى
- محاكمة الأنبياء (1)
- الإسلام السياسى سيؤدى إلى خراب مصر!


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محيي الدين غريب - الفيلسوف الدانماركي سورن كيركاجورد