لماذا فرنسا ومن الفاعل !!؟

سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة
(Salim Ragi)

الحوار المتمدن-العدد: 4071 - 2013 / 4 / 23 - 13:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ــ(حول العمل الإرهابي الجبان الذي استهدف السفارة الفرنسية في طرابلس/ليبيا !!؟)ــ

بلا شك أن إستهداف السفارات الأجنبية في ليبيا هو إستهداف لأمن وإستقرار ليبيا والنيل من هيبة الدولة الناشئة والذين يقدمون على هذه الخطوة إنما يستغلون ضعف الدولة الحالية وضعف وتشتت أجهزتها الأمنية للتحرك براحة واطمئنان خصوصا ً بعد إفلات الجناة في عملية الإعتداء على القنصلية الإمريكية في (بنغازي)!... لكن يبقى السؤال هنا هو كالتالي : من وراء هذا الجريمة الإرهابية؟ ولماذا ؟؟؟.

[[ الإحتمالات ؟]]

(1) الإحتمال الأول والأكبر والأقرب - في تقديري - هو (القاعدة في بلاد المغرب العربي) وأنصارها في ليبيا حيث تأتي هذه العملية كإنتقام من الضربات الموجعة التي وجهتها القوات الفرنسية للعناصر الجهادية في (مالي) !.. فقد كان الكثير من السلفيين الجهاديين يعولون كثيرا ً على مشروع الإمارة الإسلامية في (مالي) ويعتقدون أنها ستكون القاعدة التي سينطلقون منها لإقامة "حكم الشريعة" في شمال إفريقيا كله !!! .. ووفق هذا الإحتمال يكون منفذ العملية إما (ليبي) ينتمي للقاعدة ومتعاطف معها أو أن عناصر للقاعدة من خارج ليبيا إستغلت الفوضى على حدود ليبيا وتسربت من دول الجوار لتنفيذ هذه العملية ثم فرت خارج البلاد !.. أي ربما كما حدث في عملية الإعتداء على القنصلية الإمريكية في بنغازي !.. عموما ً ليس بالضرورة أن يكون منفذ مثل هذه العمليات تنظيم كبير كما يتصور البعض بل يحتاج إلى مجموعة صغيرة لديها الحماسة الكافية لتنفيذ مثل هذا العمل وتمتلك متفجرات وسيارة وتراقب حركة السفارة ثم تسربها بالقرب من مبنى السفارة لتقوم بفجيرها عن بعد أو عن طريق جهاز توقيت !.... مجموعة صغيرة جدا ً متعاطفة مع القاعدة في (مالي) أو مع (بوكو حرام) يمكن أن تنفذ مثل هذه العملية في طرابلس مستغلة الضعف الأمني الحالي!.

(2) الإحتمال الثاني وهو الأبعد ولكنه (محتمل) في تقديري .. وهو أن بعض بقايا أزلام القذافي والعناصر الموالية له أرادت بهذا العمل الإجرامي الإنتقام من دعم فرنسا الكبير سياسا ً وعسكريا ً للثوار في بداية الثورة الليبية!.. فهذا الإحتمال بعيد ولكنه ممكن !..... فمن الممكن جدا ً في تقديري أن يستغل بقايا القذافي هذه الفوضى وإنحسار مد العواطف الثورية الفوارة وتزايد هذا الإحباط العام الناتج عن صراع الديكة بين الأطراف السياسية للعمل على تنظيم صفوفهم ومحاولة العودة للحكم ولو بوجه آخر !... صحيح أن هذا الإحتمال إحتمال بعيد ولكن لا يجوز إستبعاده عند التحليل السياسي الجاد !.. فأنا ككاتب ومتابع للشأن الليبي وقارئ جيد لما يكتب ألمس إنتعاشا ً وإنتفاشا ً لدى بعض من كانوا أنصارا ً للطاغية قبل الثورة حيث يهاجم بعضهم هذه الثورة أحيانا ً بالتلميح وأحيانا ً أخرى بالتصريح وبالعين القوية ودون خوف !!!!!.

وفي النهاية قد تلتقي رغبات هؤلاء وهؤلاء في نشر الفوضى في ليبيا واستهداف السفارات الأجنبية والقضاء على النظام (الديموقراطي) الناشئ والذي لا يزال في طور التكوين ... ولا استبعد -كما في تحليلات سابقة - أن تكون عناصر خفية غير معروفة من أنصار القذافي كانت حتى قبل الثورة قد اخترقت بعض المجموعات الشبابية المنتمية للإيديولوجيا الجهادية السلفية (*) وظلت تلك العناصر تعمل وسطها حتى الآن !.. فهذا وارد أيضا َ !.

والله أعلم !.
ـــــــــ
سليم الرقعي
ابريل 2013
(*) كان من أساليب نظام الطاغية وكذلك بقية الدول العربية إختراق المجموعات المنتمية للسلفية الجهادية خصوصا ً ذات الطابع الشبابي الحماسي للعمل من داخلها على توجيهها بما يخدم أجندة ومصالح النظام !.

#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات