أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياس خضير الشمخاوي - آخر ورقات المقبور















المزيد.....

آخر ورقات المقبور


ياس خضير الشمخاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 21:56
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


آخر ورقات المقبور
أحدهم قال : قانون جائر خيرٌ من فوضى عارمة
أو بمعنى آخر ، قانون جائر خير من بلد بلا قانون .
إلى حد ما ، الفهم الأخلاقي والفلسفي لتلك النظرية قد يبدو متوافقا مع المنطق ، خصوصا إذا كانت البدائل المطروحة تؤدي إلى فوضى عارمة وعشوائية في غياب السلطة أو عدم أهلية الشعب على خلق نظام جديد .
الانتهاكات التي ترتكبها الحكومات القمعية قد تدخل في كل جوانب الحياة ، لكنها عادة ما تغيّب الحق السياسي في الممارسات الديمقراطية لأبناء شعبها أكثر مما تغيب الحقوق المدنية الأخرى .
لأن السلطة وأن كانت قمعية لكن ليس لها مصلحة في تعطيل قانون الجنايات والجنح والمخالفات مثلا .
القتلة ينالون جزاءهم والمواطن يتجنب مخالفة قانون السير والدولة تضرب على يد السارق وتعتقل قاطع الطريق ، وعقاب السلطة الجائرة يطول الشريف والوضيع ، يخشاه السياسي المعارض واللص السارق في آن واحد .
وبالتأكيد هناك ظلم وتعسف في قرارات وإجراءات الأنظمة الأستبدادية ، لكنه يسير وفق قانون أيضا وأسلوب تدركه الرعية وتعرفه تماما وهي مروّضة على احترامه وعدم الإخلال به سواء بالقوة أو اللين .
وعندما يغيب هذا النظام بشكل مفاجئ وغير مُعد له ، قطعا سوف يحدث فراغ قانوني وفراغ سلطوي يتسبب بخلق فوضى كبيرة ،
والنظام الأستبدادي الذي ينهار حتما هو جزء من تلك المشكلة التي تحدث وراءه ، لأنه عوّد المجتمع على تلقي الأوامر والقرارات وليس على صنع القرارات ، ولأنه يمسخ شخصية المجتمع أيضا ويصادر حريته وأرادته ومشاركته الفاعلة في بناء أجهزة الدولة ، ويعزله بشكل تام عن أي حزب أو مؤسسة مستقلة تتبنى تربيته وتنضيج أفكاره .
وغالبا ما تربط الدكتاتوريات جميع المؤسسات بمصالحها السياسية ، وتجعل منها أجهزة بوليسية وتبشيرية لخدمة هرم السلطة وليس لخدمة الناس ، وهذا الأمر حتما يؤدي إلى فقدان ثقة الجماهير بتلك المؤسسات ولا شك أنها سوف تعمل على فك هذا الأرتباط وحل تلك المؤسسات مع حل السلطة .
ولذا عندما تسقط الأنظمة الدكتاتورية ، تنهار معها معظم مؤسسات الدولة ، وهذا الأمر يشكل عبء كبير على الحكومة القادمة لأنها سوف تبدأ من الصفر لبناء نفسها كأنها الوليد الحديث .
وكم يحتاج هذا الوليد كي يقف على قدميه !؟
خصوصا إذا كان خديجا وبحاجة إلى عناية فائقة ليتعدى الأزمات ، وهذا ما حدث بالتحديد مع العراق بعد أن سقط هبل .
لا شك أن تداول السلطة بشكل سلمي وبإرادة شعبية يعطي فرصة أكبر للنجاح والتقدم في بناء الدولة ومؤسساتها خصوصا لدى الشعوب التي سبقت غيرها وتنعمت بتجربة الديموقراطية ، إذ لا يمكن مقارنة ظروفها مع الحكومات التي تأتي عن طريق الكفاح المسلح أو الثورات الانقلابية أو الحروب .
وبما أن الشعب العراقي حديث التجربة ويمر بمخاض عسير لإنجاح تلك الممارسة فحتما يواجه كبوات في الطريق ،
وإن كان هذا لا يعفيه ولا يعفي كل الكيانات السياسية من تحمل مسؤوليتها الأخلاقية والوطنية للنهوض بواقع الأمة .
الطريقة المكيافيلية التي تعامل بها البعث الفاشي مع مواطنيه ومع معارضيه كانت قاسية ودموية إلى أبعد الحدود ، والمجازر التي أرتكبها الطاغية بحق شعبه لم يرتكبها أي عُتلٌّ زنيم على وجه الأرض ، وقد تسبب هذا النهج البربري بتقويض المساحة التي تتحرك من خلالها الأحزاب المعارضة آنذاك في تعبئة الجماهير وأعدادهم وتهيئتهم لإسقاط الدكتاتور ، وهذا واحد من أهم ألأسباب التي اضطر المعارضة العراقية أن تتعامل مع أميركا لإسقاط جمهورية الرعب والخوف التي أسسها البعث المنحل .
إذ أصبحوا أمام خيارين لا ثالث لهما ،
أمّا أن يستمر صدام في طغيانه وأبادته للشعب وتستمر عنترياته وحروبه التي لا تنتهي أو يسقط بنفس الآلة التي صنعته .
وحتى لو افترضنا أن هناك خيارا ثالثا ، فلن تقبل به أميركا بل أنها سوف تقف ضده لا محال .
ثم هل ننسى أن أميركا كانت عازمة على إسقاط تلميذها المتمرد سواء اتفقت مع أقطاب المعارضة أم لم تتفق !؟
أميركا لم تكن تستجدي موافقة أحزاب المعارضة كي تجتاح العراق ولم تنتظر الضوء الأخضر منها ، وكل ما حدث أنما هو التقاء المصالح مع أختلاف الأهداف والنوايا التي فرضتها طبيعة الظروف السياسية وأحكمتها السياسة الدولية .
ولما كان الأمر بهذا الشكل من التعقيد والحساسية وهناك مشروع أمريكي وخارطة طريق لا بد من تنفيذها فما الذي يمنع المعارضة أن تجلس مع الولايات المتحدة على طاولة المفاوضات لتخرج بنتيجة أفضل لصالح الشعب العراقي !؟
الشعب معزول وأعزل وقائد مجنون متفرعن على شعبه .. متنمّر على أسياده ، متغطرس يسبح بالدم طيلة أربعة عقود ، طغى وتجبر وعلا في الأرض ، وهو يعترف بعظمة لسانه في المحكمة ، أنه شقيّ جبّار ولا يقوى الشعب على إسقاطه ، إذ قال بالنص لرئيس القضاة ( لا أنت ولا أبوك يستطيع أن يأتي بي إلى مكان مثل هذا لولا أميركا ) .
وبالفعل ؛ من الذي يستطيع أن يأتي به !؟
الشعب الممزق الأعزل الجائع الذي لا يمتلك حتى سكين في بيته !! ؟؟
أم الدول العربية التي تعتبره بطلا وحاميا للبوابة الشرقية !؟
صوت واحد لم نسمع ، لا من عربي ولا من أجنبي ضد ما فعله صدام من مجزرة وإبادة جماعية في آذار 1991 !!
فكيف يتسنى للشعب أن يحرر نفسه والدنيا قد وقفت بأسرها ضده !؟
صدام كان يراهن بغطرسته وجبروته على بقاءه وبقاء أولاده وأحفاده في السلطة ألف عام ، ولا يعترف بمشروعية انتقال السلطة ولا تداولها سواء بالوسائل السلمية أو غير السلمية ، معلنا ذلك من خلال شاشات التلفاز ، قائلا ( نحن صنعنا الثورة ونحن أولى بها ولا نعطيها لأحد وأن أجبرت على ذلك سوف أسلـّم العراق ترابا ) لذلك عندما شعر أن الأمر محتوم لا مناص منه وساعة الرحيل قد أزفت ، قام بذبح الشرفاء والمناضلين في السجون وأطلق سراح القتلة والزناة والمارقين أمثاله ، ودجج خلاياه السرطانية من التكفيريين والعفالقة بالأسلحة والأموال وأعطاهم الأوامر بإشاعة الفوضى والقتل والنهب والتخريب ، لأنه خسر كل المراهنات واحترقت لديه كل الأوراق ، لذا أراد أن يلعب ورقته الأخيرة لتأزيم الوضع على خصومه ولتقول الناس بتذمر ، حكم صدام وظلمه أفضل من الفوضى وعدم الأمان ، ونسي هذا المخرف المقبور ، أن الشعب وإن طالت لياليه فسوف يلعن تاريخه الأسود وحكمه المليء بالدم .



#ياس_خضير_الشمخاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغتصاب فتيات بريطانيات
- محمود الحفيد البندقية الغاضبة
- عشيّة الرحيل
- منْ منّا يقتل أبنه لو زنى !؟
- تركيا ... حرملة العصر
- لأنها تجارة مربحة
- أغصان الزيتون
- بطاقة عيد
- ماهكذا تورد الأبلُ !!
- ماذا يادولة الثعالب !!؟؟
- سمير أميس ... ياعشقا أزليا
- آخر محطات العمر
- قافلة المنايا
- الجامعة العراقية
- الى متى يبقى الوزير على التلّ ؟


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ياس خضير الشمخاوي - آخر ورقات المقبور