أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فايز شاهين - اسمها نور، نور مياتي














المزيد.....

اسمها نور، نور مياتي


فايز شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 09:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


نشرت الصحف في الأسابيع الماضية قضية نور مياتي، خادمة من إندونيسيا حيث تم سجنها وربطها وتجويعها وتعذيبها إلى درجة أنه تم إجراء عملية بتر ليديها ورجلها، إضافةً إلى أنها كانت، ولربما لازالت في حالة هزال شديد، ومن شاهدها قال بأنها جلد على عظم فقط.
الأخبار تحدّثت عن خادمة إندونيسية، عفواً، نور مياتي، وليست فقط خادمة، إنها إنسانة، شابّة عمرها 22 عاماً، تعرّضت لتعذيب شديد من قِبل سعودي وزوجته، ولكن إلى الآن لم يتم ذكر اسمه ولا اسم زوجته، ربما لأن ذكر اسم الزوجة أو المرأة في مجتمعنا ذو "الخصوصية والعادات والتقاليد" يُعتبر عيباً، لذلك تم التحفظ على اسمه. قبل أيام أيضاً تم نشر قضية أخرى وهي أن خادمة إندونيسية تم اغتصابها مراراً مما أدى إلى تهتك أنسجتها الخارجية ونزيف، وكان "البطل" كالعادة سعودي يقبع في بلاد الحرمين الشريفين.
هذه الفتاة أتت إلى بلادنا ويحدوها الأمل في أن تحصل على رزقٍ حلال وبدون شك فإن أكثرهن يأتين وقد ملأ قلبهن الأمل لإيصال بعض مما يحصلون عليه من مال إلى عائلاتهن في اندونيسيا، من أزواج وأطفال وأمهات وآباء. لذلك فأهاليهن أيضاً يحلمن بالحصول على جزء يسير من المال لقاء غربة بناتهن في بلاد "الفضيلة" ولربما اعتقدن بأنهن في "أيدي أمينة" في بلاد "الحرمين الشريفين".
المتابع لهذه القضايا يُصاب بالاشمئزاز والحيرة في نفس الوقت، حيث أن المجتمع "المصاب بعقدة الكمال والطهر" يرى في غيره عبيداً وإماءً يحق له عمل كل ما هو محرّم شرعاً وأخلاقاً وقانوناً. قضايا الخادمات أكبر من أن يسعها مقال ولا حتى موسوعة، فهي أصبحت حديث المجتمع، واستقدامهن واستغلالهن لا يخفى على أحد؛ هذا الاستغلال ليس فقط بتشغيلهن دون دفع أجورهن، وليس فقط التعدي عليهن بالضرب، بل زاد على ذلك بكثير.
ربما يعتقد البعض بأن الرجال فقط هم من يعتدي على الخادمات، وليس هناك دور للسعوديات في هذه الجرائم، ولكن الواقع يقول عكس ذلك. فقضية نور كان بطلاها "سعودي وزوجته". قصة قبل مدة من جملة القصص المقرفة هي أن سيدة سعودية ذهبت لطبيبة نساء وولادة ومعها الخادمة. طلبت السيدة السعودية من الطبيبة بأن تضع لولباً للخادمة، استغربت الطبيبة ذلك فكان الرد هو أن السيدة السعودية لها أولاد تخاف عليهم من "العبث" خارج البيت أو السفر، ولربما ينتقل لهم المرض جراء علاقاتهم مع فتيات، لذلك فضّلت السيدة السعودية أن تستقدم لهم خادمة "يستانسون ويّاها" في البيت وتحت عينها، فهي ترى في الخادمة "عبده" تفعل بها ما تشاء.
قضية الاغتصاب والحمل الغير مشروع بين الخادمات أيضاً انتشر بشكل كبير، وأصبح هناك عيادات "بالباطن" لعمل إجهاض لهن، إضافةً إلى استغلالهن في عمليات الدعارة مقابل مادي مغري. ليس فقط الخادمات، بل وصل الأمر إلى استغلال الأنشطة التجارية في صناعة الدعارة، مثل ما يحصل في مشاغل الخياطة النسوية وصالونات التجميل، فما على الزبون إلاّ الاتصال بالهاتف، كما في الإعلان: اتصل نصل.
تقارير حقوق الإنسان سجّلت الكثير من المعاناة التي تحدث للخادمات والأجانب عموماً من عمليات اغتصاب لهن واستغلالهن في أعمال أخرى لا علاقة لها بأعمالهن الرئيسية وتشغيلهن لساعات طويلة وإسكانهن في مساكن أقرب إلى "المزابل"، في الوقت الذي يُحرَمن من الخروج من المنـزل أو العمل بحجة "الحفاظ عليهن".
تناقض عجيب، استغلال وانتهاك لجميع قوانين الدين والدنيا، يصاحب ذلك بجاحة في الحفاظ على الخادمة ومنعها من الخروج، فهي لا ترى الشارع إلاّ في دخولها المنـزل قادمة من بلادها ومغادرتها إياه في عودتها إلى وطنها. حتى مع الاتفاق على أنّ لها راتب شهري يتم صرفه لها في آخر الشهر، فإن الكثير منهن لا يحصلن عليه كاملاً، بل أكثر من ذلك حيث يتم اقتطاع أجزاء منه قيمة الأكل وقيمة تذكرة السفر لحين العودة.
وضع أشبه ما يكون بحياة العبودية تحت شعار "الإسلام" وشعار "العادات والتقاليد والخصوصية"، ولا أحد يتحدّث عن هذه الانتهاكات؛ وما أن يظهر تقرير دولي يبين هذه الجرائم البشعة إلاّ وتخرج لنا التنديدات من كل حدبٍ وصوب، وإن هذه التقارير دافعها سياسي لتشويه "صورة المملكة" الناصعة البياض، وإن الغرب الكافر أو الصهاينة خلف تلك التقارير للإساءة لعلاقة المملكة مع دول أخرى.
حتى مع قضية نور مياتي، لولا أنّ الأمر انكشف للصحافة لتم التغطية عليه، فقضيتها ليست القضية الوحيدة ولا القضية الأولى ولن تكون الأخيرة. قضية نور مياتي هي قضية كل النساء الأجنبيات العاملات في السعودية، قضية حقوق المرأة وقضية حقوق الإنسان. قضية نور مياتي هي قضية مجتمع يعيش على الأوهام في غياب دولة القانون واستقلالية القضاء وحرية التعبير وحرية الصحافة. قضية نور مياتي هي قضية المجتمعات الغارقة في نظرية المؤامرة والتي تدّعي الطهر بينما هي تئن من كُثرِ ما فيها من فضائح وجرائم، لا تخفى إلاّ على من له نصيب في هذه الصناعة القذرة.



#فايز_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسجد أم مساجد ضِرار؟
- امرأة -ناقصة- تؤم -كاملين-
- لا تشمتوا في قطر
- في العبرية الإسرائيلية!
- ولكن شُبّه لهم
- شُهداء بلا حدود
- لا تنتصروا للمرأة!
- أربعٌ وعشرونَ ساعة في حياة الرياض
- رأس الحيّة في الانتخابات البلدية
- ملاذُ المؤمنين!
- حدّثني شيخي فقال
- تَرفَّعوا .. تفلحوا
- انتخبوا فايز شاهين !
- شُلّت يدُ كلّ عابثٍ بأمن ومستقبل الوطن
- معاً ضد الإرهاب الحكومي المنظم
- يوم الغضب العراقي
- ستون ألف مسجد ... مائة ألف لقيط
- آل سعود والوهابية: لا يسقط أحدها دون الآخر!
- النازية الوهابية في شكلها الجديد: ناصر العمر
- الزحف الكبير: هل فشل الفقيه وهل نجحت الحكومة السعودية؟


المزيد.....




- الحياة الواقعية تحت وطأة الصراعات.. المرأة اليمنية في أدب وج ...
- سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024 الجريدة الرسمية بعد أخر ال ...
- المجلس الوطني يدين جرائم الاحتلال ضد المرأة الفلسطينية ويطال ...
- وزارة المالية : تعديل سن التقاعد للنساء في الجزائر 2024.. تع ...
- المرأة السعودية في سوق العمل.. تطور كبير ولكن
- #لا_عذر: كيف يبدو وضع المرأة العربية في اليوم العالمي للقضاء ...
- المؤتمر الختامي لمكاتب مساندة المرأة الجديدة “فرص وتحديات تف ...
- جز رؤوس واغتصاب وتعذيب.. خبير أممي يتهم سلطات ميانمار باقترا ...
- في ظل حادثة مروعة.. مئات الجمعيات بفرنسا تدعو للتظاهر ضد تعن ...
- الوكالة الوطنية بالجزائر توضح شروط منحة المرأة الماكثة في ال ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فايز شاهين - اسمها نور، نور مياتي