أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - العراق – معسكر حجز واسع ومنسي














المزيد.....

العراق – معسكر حجز واسع ومنسي


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 1169 - 2005 / 4 / 16 - 09:31
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أدت حرب الخليج الثانية فضلا عن العقوبات الاقتصادية الشاملة الى تحويل جزء كبير من العراق الى بيئة ملوثة ونشيطة إشعاعيا.وتناثرت في الصحراء الكويتية والصحراء العراقية وفي داخل المدن نهاية الحرب أسلحة محطمة وألغام وذخيرة أخرى غير منفجرة وملوثات كيميائية وركام نشيط إشعاعيا.
قبل حرب الخليج استخدم النظام العراقي الأسلحة الكيميائية ضد القوات الإيرانية في حرب الثماني سنوات وضد الشعب الكردي في حلبجة والكوارث الانفالية. فاليورانيوم الناضب لم يكن الملوث الوحيد للبيئة العراقية. واستعملت قوات التحالف المواد الكيمائية السامة أيضا ولجأت الى الحرب الكيميائية في حرب الخليج ... لجأت لاستخدام متفجرات الوقود – الهواء (BLU-82) ((متفجرات الوقود – الهواء: سلاح زنته (15) ألف رطل قادر على احداث انفجارات ذات نطاق نووي لحرق كل شيء ضمن مساحة تبلغ مئات الياردات..( FAEs).. ويحدث هذا السلاح كرات نارية ضخمة ومستويات شبه نووية من التدمير. وقد استخدم التحالف الى جانب هذا السلاح القنابل العنقودية وقذائف اليورانيوم الناضب والنابالم وقذائف (MLRS) الصاروخية.))*
خلفت قوات التحالف ما لا يقل عن (40)طن من اليورانيوم الناضب في ميادين معارك حرب الخليج استنادا الى معلومات هيئة الطاقة الذرية البريطانية. بينما يؤكد بحث نشرة مركز التوثيق (ستتشنغ لاكا) في أمستردام في حزيران 1994 " ان النوع الجديد من الموت البطيء الذي نقلته أكثر الحروب تسميما في التاريخ يشمل ما يقدر ب ( 800) طن من غبار وجزيئات اليورانيوم الناضب المستمر في الهبوب عبر شبه الجزيرة العربية لعقود عدة في المستقبل تكفي لجعل هذه العملية معروفة جيدا في السجلات الطبية."
وتشير عموم التقارير الى وجود ما يكفي من اليورانيوم الناضب في جنوب العراق ليسبب ما يحتمل ان يصل الى نصف مليون وفاة! وإذا دخل اليورانيوم الناضب في سلسلة الغذاء او الماء فانه يحدث مشكلات صحية كامنة. وليس من الحكمة ان يبقى الناس قريبين من كميات اليورانيوم الناضب فترات طويلة.
في الحقبة التي تلت حرب الخليج لاحظ الأطباء العراقيون والأجانب زيادة سريعة في عدد الأطفال المصابين بالسرطان وخصوصا سرطان الدم! ولعب الأطفال العراقيون بقذائف الذخيرة الفارغة والدبابات المدمرة بأسلحة استعمل فيها اليورانيوم الناضب. وتنتشر الطلقات المشعة في عموم العراق وهذا هو حال الدمى اليدوية المصنوعة من قذائف ذخيرة اليورانيوم الناضب. لقد هبط معدل عمر العراقيين 20 سنة للرجال و11 سنة للنساء، وأسهم التلوث الإشعاعي في هذا الوضع .. لم تستعمل القنابل النووية في العراق غير ان المفاعل النووي العراقي قد قصف مطلقا إشعاعات في الفضاء ... وضمن استعمال ذخيرة اليورانيوم الناضب بقاء الإحجام الكبيرة من المواد المشعة سمة دائمة للبيئة العراقية.. بينما كشف فحص عينات من النبات والماء والدم والبول عن وجود سموم الميوتوكسينات والتريكوثيسين و ها. ت. -2 لا يعود أصلها الى البيئة العراقية. وهي سموم قد تكون من مخلفات الإنتاج الكيماوي العراقي في المنشآت التي دمرها القصف الجوي للتحالف....أو بسبب الاستخدام الفعلي للمواد الكيميائية السامة من قبل قوات التحالف أي التهجمات الكيميائية... وهذه السموم تسبب التقيؤ والإسهال وتسارع دقات القلب ونزيف الدم والاضطرابات العصبية والدوار والموت بين البشر.
أطلقت كميات كبيرة من المواد الملوثة مع قصف التحالف لركائز البنى التحتية العراقية فتلوث الهواء وتلوثت المياه والتربة مع احتراق ملايين البراميل من النفط الخام والمنتجات النفطية وملايين الأمتار المكعبة من الغاز الطبيعي ، وملايين الالتار من زيت الغاز والزيت الثقيل.... واحتراق ملايين الأمتار المكعبة من غاز كبريتيد الهيدروجين والمنتجات الكبريتية مع تسرب الحوامض والقواعد الى مياه الأنهر والتربة. والترابط قائم بين المستويات العليا من التلوث الجوي والأمراض النباتية والحيوانية غير المألوفة والتدهور المفجع في صحة الشعب العراقي.
باختصار سببت الحرب والعقوبات مستويات عالية من التلوث البيئي ، وحرم الحصار الاقتصادي العراق من فرصة الشروع بالاعمار واستيراد السلع والمعدات الضرورية. وتستمر اليوم محنة الشعب العراقي في التفاقم بالأحتلال الاميركي . وقد شبه المراقبون العراق بمعسكر حجز واسع ومنسي ومحروم من وسائل الحياة في المدى المنظور رغم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية الفتية والمجلس الوطني ، ورغم الديماغوجية الاعلامية الغربية ، ورغم العمليات الارهابية لعصابات الاسلام المنظم وجرذان البعث القذرة وسرطان الفساد .

الهوامش
* انظر جيف سيمونز / التنكيل بالعراق : العقوبات والقانون والعدالة/ لندن/ 1998/الفصل الأول- تركة الحرب/ رابعا: البيئة/ ص(48) / ترجمة: مركز دراسات الوحدة العربية.

**
كبة مهندس استشاري في الطاقة الكهربائية وباحث علمي وكاتب وصحفي .
وهو عضو في
1- نقابة المهندسين في كردستان العراق
2- جمعية المهندسين العراقية
3- نقابة الصحفيين في كردستان العراق
4- جمعية اصدقاء المجتمع المدني
5- جمعية البيشمركة القدامى

وقد نشر العشرات من دراساته في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية داخل العراق وخارجه .



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التصاميم قاعدة قرارات الاستثمار والتمويل الكردستانية العراقي ...
- التشيع الشعبوي ضحية أزمات وعهر النخب الشيعية والماسونية
- الحكومة التركية وعقلية القرن التاسع عشر
- كلاديس مارين نجمة وضاءة في سماء تشيلي والعالم
- السلطات تنفي عمالنا الأوائل إلى مدينة السليمانية
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- عمال الطاقة الكهربائية في العراق وكردستان
- مهما بلغ بك الفقر لا تطرق ابواب الشيخ ومولانا - العقلية الصد ...
- عشائرية ، طائفية ، فساد ، ارهاب في حقبة العولمة
- طورانية التشيع التركماني
- شركات النفط الأجنبية والراحل ابراهيم كبة
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي – ...
- اخش الاحمق.. ولا تخش العاقل!- إرهاب الدولة والإرهاب الدولي- ...
- الحرب سلام السادة ورغيف من طين_ ثقافة السلام في العراق وكردس ...
- المعلوماتية والحرب والجيش في العراق
- جرائم البعث ضد الانسانية - تهجير الأكراد اجراء منسي !* وجريم ...
- الى محمد الدوري مع التحيات - استذكار ، العقوبات المعدلة – ال ...
- طيف الطاقة الكهربائية في العراق ... بين الشعوذة والسياسة- ال ...
- الانفاليات وتحديات إنقاذ كوكب الأرض
- التنمبة والكهربة الريفية في العراق - القسم الاول


المزيد.....




- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟
- عاجل | مراسل الجزيرة: 17 شهيدا في قصف إسرائيلي متواصل على قط ...
- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سلام ابراهيم عطوف كبة - العراق – معسكر حجز واسع ومنسي