حرر ذاتك تتوائم مع من هم حولك

احمد خلف الجعافرة

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حرر ذاتك تتوافق مع من حولك
عندما تنظر الى خارطة القوى السياسيه والحركات الشعبيه في الوطن ؛ تخرج بنتيجه مفادها ان التشضي والتشرذم هو احد عناوينها الرئيسيه؛
بالنسبه للقوى السياسيه (الاحزاب) قلنا فيها اكثر ما قال مالك في الخمره؛
حديثي هنا عن اسباب تشضي وتشرذم الحركات الشعبيه التي خرجت الى النور في الثلاث سنوات الاخيره ابتداءا من حركة متقاعدي العسكر ومرورا بحراك المعلمين وحراك العمال وانتهاءا بالحراكات المناطقيه والمحافظاتيه والجبهويه والقطاعيه.
من المؤكد ان كل من انضوى تحت هذه الحراكات كان يعلم الهدف الرئيسي للحراك الشعبي في الاردن بشكل عام حيث كان الهدف ولازال هو - الحريه- اي التحرر من سلطة مالك الدوله وملكها ؛ وما شعار استرداد الدوله سلطة وموارد الا ترجمه فعليه لهذا الهدف ؛
في الحديث عن الحريه وعلاقتها بالحراك الشعبي اقول ان اكبر معضله تواجه الفرد هي :
كيف يحرر الانسان ذاته من القيود التي رسمها له المجتمع المحيط به واصبحت بالنسبه له ثوابت ومسلمات لم يجرؤ على مناقشتها يوم من الايام ؛ وهذا هو الدرس الاول في الحريه بمعنى الجرأه على طرح الاسئله جميعها دون تحفظات ؛
وهنا اقول ليس شرطا ان تجيب على جميع الاسئله التي تواجهك في طريق بحثك عن الحريه ؛ بل مجرد طرح الاسئله تكون قد حررت ذاتك من قيد حرمة السؤال الذي كان يخيم على عقلك .
لذالك نلاحظ ان من اهم العقبات التي تواجه الحركات الشعبيه هو ان الكثير من الحراكين لا زال يخشى من طرح الاسئله على ذاته ؛ لان الحريه عينها هي الابداع في طرح الاسئله فمن يكون له القدره على طرح السؤال هو المدع الحقيقي؛وعندما ننزل الى الشارع مطالبين بتغير الاوضاع فعلينا ان نكون احرار اولا ولا يكفي ان نردد كلمة --اننا احرار-- كي يتحقق هدف الحريه .
ومن هنا فان رفض طرح السؤال على ذاتك هو من جعلك ترفض الآخر لانك لا زلت تعتقد ان السؤال محرم لذالك تضع سائله في الجهة الاخرى وهذا بداية الفرقه بينك وبينه ؛ وشيئا فشيئا تبدأ الخلافات ويتسع الشرخ ويأخذ الفرد الرافض لطرح سؤال الحريه على نفسه يبدأ بجمع مريديه مشكلا منهم حراكا جديدا ؛ وهذا ما يؤدي الى تشرذم وتفتيت الحراك الاردني كما نلاحظه بام اعيننا على الواقع.

#احمد_خلف_الجعافرة (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات