أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - الكهرباء في العراق لا تصعق المختلسين














المزيد.....

الكهرباء في العراق لا تصعق المختلسين


خليل البدوي

الحوار المتمدن-العدد: 4070 - 2013 / 4 / 22 - 12:52
المحور: كتابات ساخرة
    



في تشرين الأول من عام 1917 انتهت عمليات غرس أعمدة الكهرباء الضخمة في وسط بغداد، وربطت الأسلاك الناقلة للتيار الكهربائي عليها، وفي أول ليلة من شهر تشرين الثاني عام 1917 تألقت الأنوار في الجادة الجديدة (شارع الرشيد )، وخرج أهل بغداد عن بكرة أبيهم إلى الشارع وراحوا يتحلقون حول أعمدة النور، ونظراتهم تتطلع إلى أعلى حيث تلك المصابيح التي تشتعل بدون كاز أو نفط أو شخاط (كبريت)، كأنها عيون الجن، وراح بعضهم يصرخ بين المتجمعين بان هذه الأضوية تشتعل بسحر الشيطان، وان الانكليز الكفرة جاءوا بالشيطان معهم بعد أن اخرجوا العراق من رحمة الخلافة الإسلامية، نعم دخلت الكهرباء إلى العراق عام 1917 إذ نصبت أول ماكنة كهرباء في بناية "خان دلة" وقد اقتصر توليد الطاقة الكهربائية على محركات ديزل قدرة واطئة بتوتر 220 فولت تيار مستمر ((DC وتم نصب محركات الديزل بعد ذلك في مناطق مختلفة من المدينة منها (منطقة السراي:لتنوير أبنية السراي والقشلة)، (شريعة المجيدية: لإنارة المستشفيات الموجودة في باب المعظم)، (كرادة مريم: لإنارة المعسكرات معسكر الهنيدي، معسكر الرشيد لاحقاً)، وتمت في العام نفسه (1917) إنارة أول شارع في مدينة بغداد (شارع الرشيد)، وكان الملا (صقر) الذي يتخذ من محلة الدهانة لغاية محلة الخلاني إلى الشورجة مجالاً لنشاطه أكثر الناس كراهية للكهرباء حتى انه أطلق على ذلك اليوم وصف يوم "الاثنين الأسود"، رغم أن الناس كانوا يلبسون السواد ويعيشون في الظلام منذ قرون، وفي عام 1918 بوشر بتوزيع مقدار معين على الراغبين في تنوير مبانيهم ومساكنهم بازدياد الطلب إلى الطاقة الكهربائية. وقامت السلطات المختصة آنذاك بنصب (3) وحدات بمحركات بخارية بتوتر 3.3 ك.ف تيار متناوب ( AC ) في محطة القاطرخانه وكانت الأسلاك تمد تحت الأرض، وتم نصب معدات تحويل ( Rotary_Convertor ) في كل من العبخانة، مستشفى المجيدية ومنطقة العلوية لتغذية شبكة المستهلكين بالتيار المستمر ( + 440) فولت أي استعمال خطوط التيار المتناوب 3.3 ك.ف كخطوط نقل لشبكة بغداد وبوشر بعد ذلك في إمرار الأسلاك إلى الجانب الغربي من بغداد (الكرخ) بواسطة قابلوات تحت الماء (بالقرب من جسر الشهداء)، وفي عام 1927نصبت أعمدة لحمل الأسلاك الكهربائية لإنارة شارع الجعيفر ومنطقة علاوي الحلة، تلاها عام 1928 بمنح الامتياز لشركة التنوير والقوة الكهربائية المحدودة لمدينة بغداد لتجهيز بغداد بالطاقة الكهربائية، وبوشر في عام 1931بإنشاء محطة الصرافية بنصب محطتين بخاريتين سويسرية الصنع Brown-Boveri قدرة كل منها (2.5) ميكاواط مع المرجلين الأول والثاني وتم افتتاح المحطة يوم الاثنين الأول من آيار عام1933، وفي عام 1937 تم نصب وحدة ثالثة إنكليزية الصنع (Parson) بقدرة (5) ميغاواط مع المرجل الثالث، فالوحدة الرابعة سويسرية الصنع (Brown Boveri) قدرة(60) ميغاواط، ثم الوحدتين الخامسة والسادسة الإنكليزية الصنع (Parson) قدرة كل منها (12.5) ميغاواط مع المرجلين السادس والسابع خلال الأعوام 1950-1952 لتصل القدرة الكلية للمحطة عام 1955 (41) ميكاواط، وشهد عام 1955 تم تأميم شركة التنوير والقوة الكهربائية المحدودة لمدينة بغداد وسميت في الأول من تشرين الأول محطة كهرباء بغداد وارتبطت بوزارة المواصلات والأشغال، وفي عام 1958 تم تأسيس مصلحة الكهرباء الوطنية التي تولت امتلاك وتشغيل كل من محطات توليد دبس، جنوب بغداد وخطوط النقل والمحطات الفرعية لها المشيدة من قبل مجلس الأعمار، وتم دمج مصلحة كهرباء بغداد مع مصلحة الكهرباء الوطنية وإبدالها إلى مديرية كهرباء منطقة بغداد عام 1964 على غرار المديريات الثلاث التي كانت ضمن تشكيلات المصلحة، واستحدثت المؤسسة العامة للكهرباء عام 1975 لتضم كافة تشكيلات الكهرباء، وألغيت المؤسسة العامة للكهرباء عام 1987 وأصبحت المنشأة العامة لتوزيع كهرباء بغداد دائرة من دوائر وزارة الصناعة و المعادن، كما استحدثت هيئة الكهرباء عام 1999 ضمن تشكيلات وزارة الصناعة والمعادن.
في العام 2003 استحدثت وزارة الكهرباء، وهي المسؤولة عن توليد ونقل وتوزيع الطاقة الكهربائية في العراق، (الذي يعيش بدون كهرباء)، ودعا المالكي المواطنين العراقيين الكرام إلى ضرورة التعاون مع الحكومة وتفهم مشكلة الكهرباء لأنها تحتاج إلى جهد ووقت ومال، مؤكداً "أنه تم الانتهاء من كل هذه المقدمات، ونحن الآن في عملية التشييد وليست التعاقدات، أي أن المبالغ دفعت لإنجاز العمل، وفي نفس وقت التصريح عرضت وزارة الكهرباء محطتين الأولى في البصرة (1250 ميغا واط) والثانية في العمارة (500 ميغا واط) على المستثمرين، لعدم وجود التخصيصات اللازمة لدى الحكومة لإنجاز المحطتين، وقد كان الجو حاراً جداً فتبخرت التخصيصات.
قال رئيس الحكومة(والله العظيم هو قالها: فتشت العراق بأكمله فلم أجد وزيرا كفوءاً ونزيهاً مثل وحيد كريم(الوزير المختلس الذي صرف خمسة ملايين دولار على حفل زواج ابنه فادي، من ميزانية الكهرباء المزمع إنشاؤها).
في صيف 2010 أثناء دفاع الحكومة المستميت عن وزير الكهرباء أعلن أن مشكلة الكهرباء بحاجة إلى عشر سنوات لحلها، وبشر العراقيين بأنهم سيعيشون في بيوتهم بجو بارد غائم جزئياً إلى غائم أحياناً وتبقى الفرصة مهيأة لسقوط أمطار خفيفة والرياح شمالية غربية معتدلة السرعة.
عشر سنوات من اجل دراسة احتياجات المنظومة والتعاقد مع الشركات المنفذة بينما تريدنا الحكومة أن نصدق أن عملية التشييد تستغرق فقط 12 شهراً لطاقة إضافية مقدارها 15 ألف ميغا واط .
للعلم بالشيء فقط: يتم تشييد المحطة الغازية في أمريكا بمدة تستغرق 24 شهراً وتشييد المحطة البخارية في أمريكا تستغرق 36 شهراً.
الواقع يقول أن مخاض المرأة أيام.. ومخاض بعض اللبونات أسابيع .. والفيل تتمخض أيام أطول .. أما مخاض المسؤول العراقي صاحب القرار فمخاضه عسير جداً.. قد يستغرق سنوات، (والوعد اللي تشوفه (متحقق)، أحسن من ألف وعد ما تشوفه!!)
وختاماً نشكر الحكومة على توفير الكهرباء بعصي قوات مكافحة (الشعب) التابعة لها.



#خليل_البدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلقيس التي حققت مصلحة الجماعة على مصلحة الفئة
- أنهر البصرة الكثيرة المتفرعة من دجلة العوراء (شط العرب) (الج ...
- وصف لأنهار البصرة المتفرعة من دجلة العوراء (شط العرب)
- الچذب مو مال أبو واحد!!
- أنا قادِمٌ لأُحرِّرَكْ من قَلَمَكْ هيَّا استَدِرْ لأقتُلَكْ ...
- الشيطان يقول: أغلب المسؤولين أساتذتي!!
- لا تخلوني أحچي مو لساني متبري مني!!
- لا تخلوني ألطم على راسي..واشگ هدومي
- من سلم من سيف السلطة قتل في حروبها
- برويز البطل الذي أصبح صفراً!!
- لقطات فيديو وهاتف جوال تكشف تفجيرات بوسطن
- ما أدري صدگ....ما أدري چذب... بس الحذر واجب!!
- التفجيرات تصهر الحديد ولا تحرق الأوراق
- خازوق للعُرْبِ وللعالم أجمَع
- جهاز حنين أو ما يعرف ب (الشعبة الثانية)
- الريسين وأوباما والكونغرس الأمريكي
- سين التسويف وبروتس في العراق
- أواعدك بالوعد واسگيك يا كمون!!
- تمخّض الجبل ُ فولد فأرا ً
- ارفع رجليك أنت إرهابي


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - خليل البدوي - الكهرباء في العراق لا تصعق المختلسين