|
دولة الرسول
ايهم الجيوسي
الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 16:34
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مرة اخرى من اجل صديقي المتدين
بذلنا الكثير من النقاشات حول الدين بشكل عام، ومسألة الوجود بشكل خاص، الا ان النتيجة دوما ان احدا منا لا يملك الحقيقة المطلقة. فالمسألة تحتم علينا دوما ان نستدل في براهيننا بالنظريات العلمية واخر ما توصل له العقل البشري حول نشأة الكون والى اين يسير. ومن اهم ما يميز النظريات العلمية انها نظريات، جديدها اليوم سيصبح قديم في المستقبل، فاما ان يبنى عليها او يتم البحث في نظرية اخرى جديدة. فالعلم بطبيعته في تطور مستمر ولايمكننا ان نستند اليه فيما يتعلق بالايمان، لان الايمان من طبيعته السكون. واكثر ما يثير القلق هو ان نستند الى النظريات لنبرهن ما اتى به القراّن. مع بداية الربيع العربي، ظهر بشكل واضح الصراع بين الافكار والبرامج التي تؤهل اصحابها نيل ثقة الجماهير التي عانت لاكثر من اربعة عقود من التسلط والاستبداد الحاكم والصراع المستمر حول السلطة، تارة باسم الدين وتارة اخرى باسم الوطنية. وهنا بات يريد الجميع ان يبرهن على صحة برنامجه. في البداية ليست لدي مشكلة مع اي طرح يتوافق مع المبادئ الاساسية المتعلقة بالحريات وحقوق الانسان ومع ما يؤمن منها بالطابع العلماني للدولة، وهذا حجر الاساس. ومن يرى بعكس ذلك فانا لا انصحه بمتابعة القراءة وعليه بالذهاب لاحدى المصحات العقلية والتي قد تساعده على الخروج من كهفه الذي يسكنه. تناقضات مزمنة مصاب بها الاسلاميون. لا ادري حقيقة سبب هذا الشغف لدى البعض للحكم باسم الدين! امخافة الله وتطبيق لامره بالحكم بما انزل؟ ام خوفهم على الناس ومصالح الناس كونهم يعتقدون حقيقة بانهم خلفاء الله على الارض؟ ساتفق مع صديقي واقول لكلا الامرين. حسنا، صديقي يعتقد بان الدولة الاسلامية دولة علمانية وهذا التناقض الاول فكيف لك ان تنسب لدولة علمانية طابع ديني؟؟ يقول صديقي بان دولته المنشودة لا تهاجم الناس لافكارهم ولا تفرض عليهم الاسلام وتمكنهم من ممارسة شعائرهم بالعلن دون خوف. والسؤال هو اين الاسلامي في الموضوع؟ لم نشهد في التاريخ فترة زمنية من الحكم الاسلامي تميزت بذلك! الرد يأتي سريعا، صديقي يقول بان الدولة الاسلامية " الصحيحة" انتهت بوفاة النبي محمد وان من اتوا من بعده من الخلفاء كانوا غالبا غير محقين ! وهنا اتخيل باسم يوسف وهو يقول متهكما: يعني دول ماكانوش اسلاميين؟ يعني انضحك علينا طول الفترة دي؟ يا لهوييي. نعم ، هذه هي المشكلة الاساسية لدى الاسلاميين، اننا لا نعرف ما هو الاسلام الحقيقي او الصحيح الواجب تطبيقه. فجميعهم في النار الا واحدة.... سنعرفها حين نعذّب. لنعد الى فترة النبي محمد. ماذا عن الفتوحات الاسلامية؟ - كانت هذه الفتوحات للدفاع عن النفس والدعوة الى الاسلام كانت سلمية ومن اراد فليؤمن ومن اراد فليكفر. الم تكن هناك جيوش تجهز لغزو اناس يعيشون بسلام؟ - لا، كان هناك دولة الروم وكانت محتلة لهذه الشعوب وجاء النبي ليخلص تلك الشعوب من احتلالهم. الم يقل النبي بانه نصر بسيف علي ومال خديجة؟ عدم الاعتراف بشرعية الاحاديث والطعن بصحتها من قبل بعض المتدينين خاصة الذين يرون ان مجموعة القواعد الاخلاقية يجب ان توافق رسالة الاسلام والمنطق، ويقودنا عدم توافق اغلب هذه الاحاديث الى الاعتماد على الايات القرانية والاحداث التاريخية الواردة في كتب السيرة كمصدرين لاثبات قناعتنا بان الدولة الاسلامية "حتى الصحيحة" لم تراع حقوق الافراد والاقليات من الطوائف او القوميات. "هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين" بعد اعلان الرفض للدعوة في مكة قام النبي بالاجتماع مع الخزرج في العقبة الاولى والثانية وهو الاتفاق الضمني بين النبي والخزرج للهجرة الى يثرب. ولم يكن لليهود اية موانع نظرا للتلاقي بين العقيدة التوراتية وما دعا اليه النبي في مكة، وفي نفس الوقت كانت قد نزلت الايات على النبي محمد تمجد التوراة " ان انزلنا التوراة فيها هدى ونور" و" مصدق لما بين يدي من التوراة" وهذا كان مطمئن لليهود. ورغم ان النبي كان يدعو في مكة سالما واستمرت دعوته الجهرية عشر سنوات لم يتعرض فيها للقتل او اي من اصحابه باستثناء بعض المضايقات التي ارادت ان تضع حدا لدعوة محمد بالتوحيد والتي خشيت قريش ان تؤثر على مركزها في مكة نظرا لتنوعها الديني كونها مركزا تجاريا منافسا تزوره العديد من العقائد وتمارس شعائرها الدينية. على الرغم من ذلك، كانت بداية الاعتداءات المسلحة التي قادها اصحاب محمد قد انطلقت من يثرب والشواهد هنا كثيرة، واي منا قد قرأ عن السرايا و الغزوات التي كانت تخرج لمهاجمة قوافل قريش الاتية الى مكة ومن اهمها غزوة بدر الاولى التي كان على رأسها النبي نفسه. والسرية التي هاجمت قافلة لقريش في الشهر الحرام الذي كانت قريش تحرم فيه القتال فنزلت الاية " يسالونك عن الشهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير"،وهنا كان الاعلان صريح عن بداية الحرب على المشركين. ايضا هناك قافلة ابو سفيان التي لم يلحق بها المسلمون ذهابا او ايابا من الشام ونجت، فكان ان اعد النبي خطة سرية لمهاجمة قريش مبشرا من معه " سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين" فكانت حينها غزوة بدر الكبرى التي جهّز لها النبي سرا وكانت اول معركة تعلن نشأة الدول الاسلامية. ثم استمرت الغزوات المتلاحقة وبات واضحا القوة الجديدة التي بدأ يتحلى بها المسلمون ولنجد اختلافا بروح الايات الجديدة عن روح التسامح وقبول الاخر التي كانت تتميز به قبل الهجرة حتى اصبح الدين عن الله هو الاسلام ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه. وبدأت ايات القتل تنهال على النبي لتحثه على قتال اهل مكة "فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم" وواضح من الايات بان شرط اخلاء سبيل الكفار الاسلام. لم يسلم اهل يثرب من دعوة النبي الجديد والذين سيصيبهم ما اصاب قريش، يثرب التي اوى اهلها المهاجرين من مكة ونصروهم. تكشّفت نوايا النبي محمد، وبدأت الرسالة تتضح اكثر فاكثر. لم يكتف النبي بالسلم في دعوته فبدأ بتهديد الناس وهذا ما ذكره الطبري "لما اصاب الرسول-ص- قريشا يوم بدر، فقدم للمدينة وجمع اليهود في سوق قينقاع فقال: يا معشر اليهود، اسلموا قبل ان يصيبكم بمثل ما اصاب قريشا" ثم حاصرها خمس عشرة ليلة قبل ان يجبرهم على اخلاء المدينة خلال ثلاثة ايام. "يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم، إن الله لا يهدي القوم الظالمين". و استمر مسلسل العنف والدماء المسالة نتيجة الاغتيالات التي كان يأمر بها النبي ضد المعارضين له ومنها اغتيال كعب بن الاشرف و سلام بن ابي الحقيق وحتى من تجاوزت اعمارهم المئة عام مثل عمرو بن عوف لانه بكى الحارث بن الصامت وهو يراه هو الاخر يقتل امام عينيه امام المسجد. وعصماء بنت مروان حين اعترضت على افعال الرسول لما شاهدته من كثرة في القتل فنادى النبي " الا اخذ لي من ابنة مروان؟"، والمرأة الثمانينية ام قرفة التي غزاها زيد بن حارثة وسبى ابنتها هند، اما مصير ام قرفة فهناك روايتان الاولى تقول بانها قتلت قتلا عنيفا -حسب ابن هشام، والثانية –حسب الطبري انه تم ربط رجليها بحبلين وربطا ببعيرين متعاكسين ثم ضرب البعيرين فانطلقا فشقّاها شقا. ليزف لهم الرسول عند عودتهم من المهة انهم قد نصروا الله ورسوله. هذا بعض مما علمناه من كتب التاريخ وعرض مختصر جدا لما رواه ائمة المسلمين وهذا ما قد خفي عن كثير مما ينادون بالدولة الاسلامية او انهم علموا فاخفوا، وهذا ما لن نقبل به. لم اسهب في الحديث ورواية المعارك والمجازر التي خاضها النبي واصحابه من اجل ادخال الناس عنوة في دينهم الجديد، ولم اتطرق لكثير من الشواهد التي تبرهن وتعرض الدموية التي تميزت بها فترة النبي محمد واصحابه من بعده، لافسح لك المجال بان تعود بنفسك وتقرأ عن تاريخ الاسلام والمسلمين.
#ايهم_الجيوسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
“في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد -
...
-
خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م
...
-
بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت
...
-
حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
-
الرئيس الايراني: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأت -اسرائيل-
...
-
حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
-
وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة
...
-
وزير الامن المتطرف بن غفير يقتحم الاقصى بأول ايام -عيد الانو
...
-
عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|