محمد الديسطى
الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 08:52
المحور:
الادب والفن
نحن
نقف عراه تماماً ، بأجساد قد كساها الغبار الذي ضمد جروحنا النازفه ، وجوهنا الداميه لا زالت تُنكر إعلان الهزيمه ، طلبوا لنا ما يستر عوراتنا و لم نستر انفسنا ، عورات أجسادنا تفضح عورات عقولهم ، قد أبينا كل حجاب يستر ما تراه العين . نحن أسري جيوش الشمس .
رقابنا منتصبه تحمل - أشباه - رؤوساً لا زالت مرفوعه . ننظر بأعين متقرحه - و قد ملأها الصديد - للشمس ، نتحدى شعاعها الكاوي ، نردد بحناجر قويه رغم الهزيمه : لن نعبد الشمس و ليس لدينا بديل .
تعريف
عددنا قليل جداً ، أقل من أن نطمع في انتصار او نغضب من هزيمه ، عموما نحن لا ننهزم ، من هذا الذي يهزم اللاشئ ?! نحن اللاشئ ، نحن الافكار المنبوذه و الكتب الممنوعه و الرؤوس المحروقه ، لن يستطيع شئ ان يجعلنا نكفر بكفرنا ، اللا شئ يعني اللاوطن و اللا حدود و اللا شمس . من هنا يبدا الصراع ، صراع الفيل الاعمي و النمله حاده الابصار ، نزال مخمور العقل و مخمور القلب .
نزال
سندافع عن حقنا في الكفر ، حقنا في الرفض ، سنصمد ضد جيش الشمس .
نقف غير منظمين ، نحن اساسا ضد أي نظام ، لا قائد لنا و لا أمير . رؤوسنا رفضت ان تحمل الشمس فهل نرضي ان نحمل في رأسنا رأس زعيم ؟! سيفعل كلٌ منا ما يمليه عليه الخاطر ، ليس لدينا ما يسمي بالخيانه ، نحن لم نتعاهد و لا يعنينا ان يخلف أحدنا فكرته ، نقدر الخوف و الرغبه و التردد و الشهوه و خداع النفس ، لان كله سينتهي للا شئ ، ما عهدناه ان الجنود يخسرون ، بعضهم يفقد حياته و أكثرهم يفقد حيويته . فقط يفوز الأمير و زوجته و الكاهن .
بدأ القتال و بدينا مستسلمين للا شئ ، الموت هو ذروه اللا شئ ، كنا نشفق علي من يفر و علي من يتحول و علي من يصرخ عند القتل ، كلهم طلبوا البقاء في مملكه الشمس .
مات بعضنا و أسر البعض الاخر دون أن نفعل شئ ، اؤكد ان نيف منا ـ حتي ـ لم يغضب . الغريب اننا جميعا ابتسمنا من انتصر و من ـ يقال انه ـ انهزم .
انتهي الالتحام و تبقي المواجهه ، و نهتف : لن نعبد الشمس و ليس لدينا بديل .
هامش
يعتقد عبده الشمس ان قتلنا هو الحل .
إن اسمي ما عرفه الانسان كان الفكره ، و لا تنتهي فكره إلا بفكره ، لا يقارع السيد الا سيد مثله ، و نحن فكره يغذيها أن نموت عليها .
الأزمه
تأزمت المملكه لما أعلنا رفضنا لما اتفق عليه الناس ، قلنا بوضوح : لا الشمس تعنينا و لا ننتمي للوطن .
لا افهم ما الخطأ في تلك العقيده ، مالذي يضير تلك الكيانات في رفضي لها ؟! لست قوياً لهذه الدرجه أم أن العباده و الإنتماء يتصفان بكل تلك الهشاشه .
لماذا غضب الحاكم رغم اني لم يعد من حقي ان اطالبه باي شئ ، هل انتمائي للوطن يدر عليه الاموال ؟ ربما أنا و غيري من نبني أمجاده ، نعم ؛ الملك عريان ، و نحن نفضح عريه باللا انتماء ، خطاباته لن تدخل آذاننا مجددا ، عن اي شيء سيتحدث و قد أنكرنا الوطن و الحدود و الأعداء و الشمس ؟! اكتشفنا و كشفنا ان كل لئيم هددنا بالذئب و نصحنا بالجدار ثم امر بحمايه الجدار و ان نحكي للاطفال تاريخ الجدار و أسمي كل ذلك وطن ، و اسمي نفسه حامي الوطن !
لماذا غضب الكاهن رغم أننا تركنا له نور الشمس ، و أرحنا راسه من ثرثره الغفران ، النعيم صار له وحده فلماذا هو غاضب ؟ عددنا ليس كبير بالدرجه التي تحجب شعاع واحد من اشعه الشمس ! هل يخاف علي الاخلاق ؟! هل يخاف علي الوطن ؟! هل يخاف علي الشمس ؟! رأيناهم يهجرون الأخلاق في حضره الوطن ، و يسبون الوطن في حضره الشمس ، و يلعنون الشمس اذا حضرت القرابين ، اذا امتلئت الجيوب ، اذا اغدق الامير و تصدق الفقير .
اللاشمس تعني لا كاهن . " اللاشئ " يغضب حقا .
البدايه
تعددت البدايات و النهايه واحده ، نبدأ اللاشئ من وجهات مختلفه و رغم ان الجميع دائماً يري أن محطه الوصول تعبر عن الطريق لكن السؤال الأهم : لماذا بدأت ؟
اللاشئ قد يبدأ من ذاته ، أن تختار أن تكون حر ، بلا قيد و بلا تكليف و ان كنت لا بد فاعلا فسوف تنتمي لنفسك و وحدتك الانسانيه و قانون الضمير الذي تضع فيه نفسك علي مسافه متساويه بين الجميع ، طريق سهل و لكنه غير مطروق ، فاللاشيء هو ان تتألم قبل الراحه .
احياناً يبدأ اللا شيء عندما تكفر بالوطن ، فشل الأوطان يصبنا بخيبه أمل كبيره ، ربما نعتنق اللا شئ لأننا في اللاوعي نراه أفضل من الفشل ، يأسنا من الشئ يوجهنا للاشيء ، يأسنا من حاكم الوطن و من فريق الوطن و من صحيفه الوطن و من تاريخ الوطن ، و من أبناء الوطن ، ماذا تبقي لنا منه ؟! لاشئ .
الشمس لا نري منها الا قرص و لا يلمسنا منها الا شعاع ساخن . يوم غضبت الشمس من الارض فهجرتها في الفراش ، حضر الغيم و راود الارض عن نفسها و استجابت فسقط المطر ، غضبت الشمس جدا من الارض فصنعتنا من طين ليله الخيانه ، لنذكر الارض دائما بخطيئتها ، عندما تندم الارض يموت احدنا و يتواري جزء من الخطيئه ، عندما تغيب الشمس ليلا تتجدد الخطيئه .
علينا جميعا ان نصدق اسطوره الشمس تلك و نقدم لها القرابين علي ذلك ، و نقاتل لأجل ذلك ، من يؤمن بالشمس سينال نورها ، و حريقها لمن أبى .
نظره من التلسكوب أخبرتنا ان هناك كواكب أخري ، هل للشمس عشيقات غير الارض ؟! نظره أبعد عرفنا منها ان هناك نجوم أكبر من الشمس ؟!
الشمس جزء من الكل ! الكل الذي لا يعبر عن وجوده .
نظره في الميكروسكوب تبين خليه بشريه تلتهم الأكسجين و السكر إلي ان تشبع و تمتلأ فتموت ، و بنظره اعمق تتحول لذرات صغيره تنتقل لخليه جديده .
بنظره للخارج و اخري للداخل انتهينا للاشئ
#محمد_الديسطى (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟